الجمعة، 8 يونيو 2012

ملخص الندوة العلمية عن (جهود الشيخ العلامة محمد بن عثيمين-رحمه الله- في التفسير وعلوم القرآن)

ملخص الندوة العلمية عن (جهود الشيخ العلامة محمد بن عثيمين-رحمه الله- في التفسير وعلوم القرآن) والتى أقيمتبجامعة القصيم يوم الثلاثاء 21/4/1428هـ بقلم أحد الأفاضل-جزاه الله خيرا- أحببت اعادة  نشرها لما فيها من الفوائد والدر المتعلقة بسيرة علم وامام من أئمة الهدى الثلاثة-رحمهم الله تعالى-وجزاهم عنا وعن الاسلام خير الجزاء:

محاور الندوة:
1- نبذة مختصرة عن عناية الشيخ ابن عثيمين بالقرآن وعلومه. قدمها الدكتور خالد المصلح. وقد أشار فيها إلى أن الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- قد حفظ القرآن مبكراً، وكان يحرص على قراءة حزبه من القرآن أول النهار حتى يتفرغ بعدها لبقية شأنه، وأنه كان يحب سماع التلاوات المجودة، ويفضل الاستماع للشيخ عبدالباسط عبدالصمد رحمه الله، ويصطحب الأشرطة الصوتية للقرآن الكريم في سفره. وأشار إلى أن الشيخ -رحمه الله -كانت له عناية شديدة بتدبر القرآن، وأنه في أول طلبه للعلم على يد الشيخ عبدالرحمن السعدي كان يصلي وراء الشيخ عبدالرحمن السعدي، ويعجب بقراءته التدبرية للقرآن الكريم، لعنايته بالوقوف التي تبرز معاني القرآن الكريم، حيث كان يثني على شيخه بمعرفته لأماكن الوقوف أثناء التلاوة وتأثير ذلك على من وراءه.
 وذكر الشيخ خالد أن الشيخ- رحمه الله- كان يمتثل القرآن في شؤونه كلها، وضرب على ذلك مثالاً بتطبيقه لقوله تعالى: ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ﴾ [النساء : 86]، فذكر لذلك مثالين:
الأول: عندما دخل الشيخ يوماً على مجلس فسلم بصوت مرتفع مسموع، فرد أحد من في المجلس بصوت خفيض، فقال له: ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ﴾ [النساء : 86]، كأنه يعاتبه أنه لم يرد التحية بمثلها فضلاً عن أحسن منها.

الثاني: عندما ذهب الشيخ يوماً لأحدى المحاضرات، فقابله عند بوابة المكان أحد حراس المبنى، فلما رأى الشيخ رحب به، ورفع يديه مهللاً ومرحباً بالشيخ، فرفع الشيخ يديه كما فعل وبالغ في رد تحيته، وقال لمن معه في السيارة ﴿ وَإِذَا حُيِّيتُمْ بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ﴾ [النساء : 86] فهو يرى أن التحية ترد بمثلها على أي وجه كانت تلك التحية في الأقوال والأفعال وهيئات الاستقبال والترحيب- رحمه الله-.

ثم ذكر الدكتور خالد المصلح وصفاً مختصراً لدرس الشيخ في التفسير، فأشار إلى أنه كان يمتاز بسهولة العبارة، وكان يفتتح الدرس بقراءة الآيات، ويختار أجود الطلاب تلاوة، ثم البدء في التفسير بعد ذلك، وهو لا يعتمد على كتاب بعينه في التدريس وإنما يفسر ابتداءً من القرآن، واشار إلى تميزه في جانب الاستنباط وحرصه على التدبر واستنباط الفوائد، وأنه كان حريصاً على ألا ينسب للقرآن ما ليس منه، ولذلك يتحفظ كثيراً في مسائل الإعجاز العلمي للقرآن وغير ذلك.

ثم انتقل الحديث لفضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن محمد البريدي، فتحدث عن منهج الشيخ في التفسير، وعن تراث الشيخ في التفسير، وذكر أن الشيخ قام بتدريس مادة التفسير في كلية الشريعة وأصول الدين بالقصيم وهي أول مادة درسها في الكلية بعد انتقاله من المعهد العلمي، وأن تناوله للتفسير كان على أوجه:
1- تفسيره القرآن في المسجد من القرآن مباشرة، وقد وقف فيه قبل وفاته عند الآية 52 من سورة الأنعام، ووصف منهجه في التفسير فذكر أنه كان يبدأ بتفسير الآية من حيث اللغة ثم يذكر القراءات وخلاف المفسرين ونوعه وأثره في تفسير الآية، ثم يذكر بعد ذلك الفوائد التي يستنبطها من آيات القرآن، ويطيل في الفوائد التي يستنبطها.

2- التعليق على تفسير الجلالين في المسجد. وذكر أن الشيخ يرى أن تفسير الجلالين يصلح لطلبة العلم لا لعامة الناس، وله استدراكات على تفسير الجلالين في جوانب مختلفة في العقيدة والتفسير والمبهمات ونحو ذلك، وهذه الاستدراكات جديرة بالدراسة والعناية كما ذكر الدكتور أحمد البريدي.

3- تفسير القرآن في اللقاءات العامة كما في (اللقاء المفتوح) حيث فسر الفاتحة وجزء عم وانتهى منه عام 1416هـ. ثم فسر الحجرات، وغيرها من السور. وهو في هذا التفسير يذكر المعنى العام بأسلوب ميسر مناسب للجميع، لأن الحضور من جميع الفئات، ومن ذلك تفسيره القرآن في دروس الحرم المكي في رمضان، حيث يختار آيات مما قرأه الإمام فيفسرها.

4- تفسيره القرآن في إذاعة القرآن الكريم بدأ عام 1408هـ ووصل فيه إلى الآية 31 من سورة آل عمران. واسم برنامجه (من أحكام القرآن الكريم).

5- التأليف في التفسير في المعاهد العلمية في المتوسطة والثانوية، وكان خاصاً بتفسير آيات الأحكام، وسماه (الإلمام في تفسير بعض آيات الأحكام) وقد رتبه على أبواب الفقه، فبدأ بالطهارة وختم بآيات الوصية.

6- تفسير الآيات التي ترد في المتون العلمية التي درسها، وأبرزها كتاب التوحيد، وكتاب العقيدة الواسطية. ومن المناسب تسمية تفسيره هذا بتفسير آيات الصفات في القرآن الكريم حيث فسر الآيات التي في هذا الباب تفسيراً مطولاً.

7- تفسيره آيات من القرآن في دروسه وخطب الجمعة.

8- عقد دورات علمية صيفية في تفسير بعض السور مثل سورة الكهف والكتاب مطبوع.

9- تفسير آية الكرسي. وهو تفسير مستقل عن تفسير المطبوع، وقد طبعت هذه الرسالة، وذكر فيها من الفوائد أربعين فائدة مستنبطة.

واقترح الدكتور أحمد البريدي على القائمين على مؤسسة الشيخ العثيمين أن يعيدوا طباعة تفسير الشيخ ويميزون بين ما كان منه تفسيراً للقرآن مباشرة، وما كان تعليقاً على الجلالين، وما كان في غير ذلك إذ لكل منها أسلوبه ومنهجه ولقي هذا الاقتراح قبولاً لدى المؤسسة وعدوا بالنظر فيه ودراسته.

وعن عناية الشيخ بعلوم القرآن، ذكر الدكتور أحمد البريدي أن الشيخ لم يصنف كتاباً مستقلاً في علوم القرآن، وإنما ذكر مسائل متفرقة منه في دروسه. وله كتاب في أصول التفسير سماه (أصول في التفسير) وهو مقرر على طلبة المعاهد العلمية.

وقد ختم الدكتور أحمد بذكر عناية الشيخ بقواعد التفسير، وإعمالها في تفسيره، وذكر من أهم صفات تفسير الشيخ:
 سهولة العبارة ووضوحها.
 ظهور شخصيته في عرض المسائل ومناقشتها.
 ربطه للآيات بواقع المسلمين المعاصر.
 ظهور الجانب التأصيلي في تفسيره.
 لم يفسر القرآن كاملاً، وإنما ما يقارب نصفه.
 من أهم مصادره كتب ابن تيمية وابن القيم وتفسير الطبري"انتهي المقصود.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...