الاثنين، 9 نوفمبر 2020

#من روائع المدونات.. "أدَبٌ عِنْدَ قِرَاءَةِ سُورَةِ (الرَّحمَن) أخَلَّ بِهِ جَمَاهِيرُ المُسْتَمِعِينَ والقُرَّاء"..

بسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحيم

الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسولِ اللهِ، أمَّا بعدُ:

• فعُنْوانُ الموضوعِ اقْتَبَسْتُهُ منْ كلامِ والدِي -رحمةُ اللهِ عليهِ- في: " سلسلة الأحاديث الصّحيحة"، (5/ 2-3)، حيثُ قالَ:

"..وقد تميَّزَ هذا المجلَّدُ بأمورٍ؛ منها: كثرةُ الأحاديثِ الواردةِ في شمائِلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وهَدْيهِ،... ومنْ ذَلكَ: أدَبُ القَولِ إذَا قَرَأَ القَارِىءُ: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}، (2150)؛ مِمَّا أخَلَّ بِهِ جَماهِيرُ الـمُسْتَمِعينَ والقُرَّاء!" اهـ‍ مُختَصَرًا.


• ويقصِدُ والدِي ما ورَدَ في الحديثِ -الَّذِي حسَّنَهُ بمَجْمُوعِ طَريقَيْهِ-، في "سلسلته الصّحيحة"، رقم (2150):

عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:

خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابه

فَقَرَأَ عَلَيْهِم سُورَةَ (الرَّحْمَنِ)، مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا، فَسَكَتُوا!

فَقَالَ: ((لَقَدْ قَرَأْتُهَا عَلَى الْجِنِّ لَيْلَةَ الْجِنِّ، فَكَانُوا أَحْسَنَ مَرْدُودًا مِنْكُمْ!

كُنْتُ كُلَّمَا أَتَيْتُ على قَوْلهِ: {فَبِأَيِّ آَلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}؛ قَالُوا:

"لَا بِشَيْءٍ مِنْ نِعَمِكَ رَبَّنَا نُكَذِّبُ، فَلَكَ الْحَمْدُ"))!


• فوائدُ لها تعلُّقٌ، من كلَامِ أهلِ العلمِ، رحمَهُمُ اللهِ جميعًا:

1- " ..وذُكِرَتْ آيةُ {فَبِأَيِّ آَلَاءِ}، إِحْدَى وثَلَاثينَ مرَّةً، والِاسْتِفْهامُ فيها لِلتَّقْرير.." اهـ‍

["إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري"، (7/ 370)].


2- "وأمَّا تكْرارُ {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ}، فإنَّهُ:

- عدَّدَ -في هذهِ السُّورةِ- نَعْماءَهُ!

- وأَذْكَرَ عِبادَهُ: (آلَاءَهُ)!

- ونبَّهَهُمْ على: (قُدْرَتِهِ، ولُطْفِهِ بِخَلْقِهِ)!

- ثُمَّ أتْبَعَ ذِكْرَ كُلَّ خُلَّةٍ وصَفَها، بهذهِ الآيةِ!

- وجعلَها فاصلةً بينَ كُلِّ نعمتَينِ!

ليُفَهِّمَهُمُ النِّعَمَ ويُقَرِّرَهُمْ بها!

وهذَا كَقولِكَ للرَّجُلِ أجَل، أحسنتَ إليهِ دهركَ وتابعتَ عنْدَهُ الأَيادي، وهوَ في ذلكَ يُنْكِرُك ويَكْفُرَك-: "ألمْ أُبَوِّئْكَ مَنْزلًا وأنْتَ طَريدٌ؟ أفَتُنْكِرُ هَذا؟

و: ألَمْ أحْمِلْكَ وأنْتَ راجِلٌ؟

ألَمْ أحُجَّ بكَ وأنْتَ صَرُورَةٌ؟ أَفَتُنْكِرُ هَذا؟" اهـ‍

["تأويل مشكل القرآن"، لابن قُتيبةَ، (ص: 239-240)].


3- "...والتَّكريرُ حَسنٌ في مثلِ هَذا.

قالَ الشَّاعر: [مشطور الرجز]

4631 - كَمْ نِعْمَةٍ كَانَتْ لَكُمْ كَمْ كَمْ وكَمْ! ...

وقالَ الشَّاعر -رَحِمَهُ اللَّهُ-: [البسيط]

4632 - لا تَقْتُلِي مُسْلِماً إن كُنْتِ مُسْلمَةً ... إيَّاكِ من دمِهِ إيَّاكِ إيَّاكِ

وقالَ آخرُ: [المنسرح]

4633 - لَا تَقْطَعَنَّ الصَّديقَ ما طَرَفَتْ ... عَيْنَاكَ من قَوْلِ كَاشحٍ أشِرِ

             ولَا تَمَلَّنَّ مِنْ زيَارتِهِ ... زُرْهُ وَزُرْهُ وَزُرْ وَزُرْ وَزُرِ!

وقالَ الحُسينُ بْنُ الفضْلِ: التَّكريرُ طردٌ للْغَفْلَةِ، وتأكيدٌ لِلْحُجَّة!

قالَ شهابُ الدِّينِ: والتَّكريرُ -هَهُنا- كما تقدَّمَ في قولِهِ: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القرآن لِلذِّكْرِ} [القمر: 17]، وكقَولِهِ فيما سَيأْتِي: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ} [المرسلات: 45].

وذهبَ جَماعةٌ -منهمُ: ابنُ قُتيبةَ: إلى أنَّ (التَّكريرَ)؛ لِاخْتِلَافِ النِّعَمِ، فلِذلكَ كرَّرَ؛ للتَّوقيفِ معَ كُلِّ واحدَةٍ!" اهـ‍

["اللُّباب في علوم الكتاب"، (18/ 312)].


4- "..فَالتَّكْرِيرُ فِي هَذِهِ الْآيَاتِ لِلتَّأْكِيدِ وَالْمُبَالَغَةِ فِي التَّقْرِيرِ، وَاتِّخَاذِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ بِمَا وَقَفَهُمْ عَلَى خَلْقٍ، خَلْقٍ!" اهـ‍

["تفسير القرطبيّ"، (17/ 159)].


5- "..وَكَرَّرَ هَذِهِ الْآيَةَ فِي هَذِهِ السُّورَةِ؛ تَقْرِيرًا لِلنِّعْمَةِ وَتَأْكِيدًا فِي التَّذْكِيرِ بِهَا، عَلَى عَادَةِ الْعَرَبِ فِي الْإِبْلَاغِ وَالْإِشْبَاعِ.." اهـ‍

["تفسير البغويّ"، (4/ 332)].


6- "وَقَوْلُهُ: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}؛ أَيْ: فَبِأَيِّ الْآلَاءِ  -يَا مَعْشَرَ الثَّقَلَيْنِ، مِنَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ- تُكَذِّبَانِ؟ قَالَهُ مُجَاهِدٌ، وَغَيْرُ وَاحِدٍ.

وَيَدُلُّ عَلَيْهِ السِّيَاقُ بَعْدَهُ، أَيِ: النِّعَمُ ظَاهِرَةٌ عَلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ مَغْمُورُونَ بِهَا، لَا تَسْتَطِيعُونَ إِنْكَارَهَا وَلَا جُحُودَهَا!

فَنَحْنُ نَقُولُ كَمَا قَالَتِ الْجِنُّ الْمُؤْمِنُونَ: "اللَّهُمَّ، وَلَا بِشَيْءٍ مِنْ آلَائِكَ رَبَّنَا نكذِّب، فَلَكَ الْحَمْدُ".

وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُولُ: "لَا بأيِّها يَا رَبِّ!"؛ أَيْ: لَا نُكَذِّبُ بِشَيْءٍ مِنْهَا" اهـ‍

["تفسير ابن كثير"، (7/ 491)].


7- "..وَالْآلَاءُ: هِيَ النِّعَمُ؛ وَالنِّعَمُ كُلُّهَا مِنْ آيَاتِهِ الدَّالَّةِ عَلَى نَفْسِهِ الْمُقَدَّسَةِ، وَوَحْدَانِيِّتِهِ وَنُعُوتِهِ، وَمَعَانِي أَسْمَائِهِ؛ فَهِيَ آلَاءُ آيَاتٍ، وَكُلُّ مَا كَانَ مِنْ آلَائِهِ؛ فَهُوَ مِنْ آيَاتِهِ، وَهَذَا ظَاهِرٌ؛ وَكَذَلِكَ كُلُّ مَا كَانَ مِنْ آيَاتِهِ؛ فَهُوَ مِنْ آلَائِهِ؛ فَإِنَّهُ يَتَضَمَّنُ التَّعْرِيفَ وَالْهِدَايَةَ وَالدَّلَالَةَ عَلَى الرَّبِّ تَعَالَى، وَقُدْرَتُهُ وَحِكْمَتُهُ وَرَحْمَتُهُ وَدِينُهُ. وَالْهُدَى: أَفْضَلُ النِّعَمِ!.." اهـ‍

["مجموع فتاوى ابن تيمية"، (8/ 31)].


8- "هذِهِ السُّورَةُ الكريمةُ الجَليلةُ، افْتَتَحَها باسْمِهِ: (الرَّحْمَنُ)؛ الدَّالِّ على سِعَةِ رحمتِهِ، وعمُومِ إحْسَانِهِ، وجزيلِ بِرِّهِ، وواسِعِ فضْلِهِ، ثُمَّ ذَكَرَ ما يدُلُّ على رحْمَتِهِ وأثَرِها الَّذي أوْصَلَهُ اللهُ إلى عِبادِهِ منَ النِّعَمِ الدِّينيَّةِ والدُّنيَويَّةِ [والأُخْرَويَّةِ، وبعدَ كُلِّ جنْسٍ ونَوعٍ مِنْ نِعَمِهِ؛ يُنَبِّهُ الثِّقَلَينِ لِشُكْرِهِ، ويَقُولُ: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}]" اهـ‍

[تفسير السعديّ:  "تيسير الكريم الرّحمن"، (ص: 828)].


9- "الحكمةُ من تشَابُهِ الآياتِ في (القُرآنِ الكريمِ) منْ ناحيةِ (اللَّفظِ) هو: تكرارُ ما تفيدُ هذِهِ الآياتِ منَ المعاني على النُّفُوسِ، منْ أجْلِ أنْ يهتمَّ بها الإنْسَانُ! ولهذَا تجدُ بعضَ السُّورِ تتَكرَّرُ فيها الآيةُ الواحدةُ عدَّةَ مرَّاتٍ، مثلاً:

في سُورةِ (الرَّحْمن)، كُرِّر قولُهُ تَعالى: {فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} [الرَّحْمن:13] عدَّةَ مرَّاتٍ، أكثرَ منْ ثلاثِينَ مَرَّةً، وفي سُورةِ (المرْسَلَاتِ) كُرِّر قولُهُ تَعالى: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ} [المرسلات:15]، وذلكَ منْ أجْلِ الِاهْتِمامِ والعنايةِ بهذَا الأمْرِ!" اهـ‍

["لقاء الباب المفتوح"، للعثيمين، (42/ 18)].

واللهُ تعالى أعلَم.

سُبحانَكَ لَا عِلْمَ لنا إلَّا ما علَّمْتنا إنَّكَ أنتَ العليمُ الحكيم.

وصلِّ اللَّهُمَّ على محمَّدٍ وعلى آلِهِ وسلِّمْ.

كتبَتْهُ: حسَّانة"..

(مدوّنة الأمرالعتيق)

السبت، 8 أغسطس 2020

‫#‏من‬ التعوذات النبوية...وشرحها...

‫#‏من‬ التعوذات النبوية...وشرحها...
 فعن أبى هريرة-رضى الله عنه-قال :"كان من دعائه صلى الله عليه وسلم:
اللهم إني أعوذ بك من جارالسوء ،
ومن زوج تشيبني قبل المشيب ،
ومن ولد يكون علي ربّا ،

ومن مال يكون علّي عذابا ،
ومن خليل ماكر عينه تراني ، وقلبه يرعاني ؛ إن رأى حسنة دفنها ، وإذا رأى سيئة أذاعها
".

(الصحيحة)٣١٣٧
من شرح الحديث..

"الشرح 

هذا الدعاء المبارك فيه استعاذة من خمسة مجاورين من الصفات الذميمة التي لا ينفك عنها العبد في عيشه في هذه الدار.

فأولها: ((جار السوء)):.....
وقوله: ((ومن زوج تُشِّيبني قبل المشيب)): ((وهي المرأة السوء, وهي التي تراها فتسوؤك لقبح ذاتها, أو أفعالها, وتحمل لسانها عليك بالبذاءة, وإن غبت عنها لم تأمنها على نفسها ومالك))(1).
فينشأ بسببها الشيب قبل وقته، بسبب ما يحصل من الهم، والغم، وكدر العيش.
قوله: ((ومن ولد يكون عليَّ ربَّاً)): أي أستعيذ بك أن ترزقني ولداً يكون عليَّ مالكاً، لعقوقه وعدم برّه, وتسلّطه عليَّ كأنه هو المالك السيد، وأنا العبد المملوك عنده.
قوله: ((ومن مال يكون عليَّ عذاباً)): ومن مال يكون سبباً لعذابي وخسارتي, لحرصي على جمعه من غير حِلِّه, وهذا المال الحرام الذي تفقد بركته وخيره في معاش العبد، ويورد شرّ الموارد في الآخرة, وتضمّنت هذه الاستعاذة والتي قبلها وبعدها أضداد هذه الشرور في سؤال اللَّه تعالى الرزق من الزوجة الصالحة, والولد الصالح, والمال الحلال في الكسب والإنفاق, وكذلك مصاحبة الصالحين الذين يعينون العبد في دينه ودنياه وآخرته.
قوله: ((ومن خليل ماكر)): أي أعوذ بك من صديق يظهر المحبة, والخلّة والودّ, وهو في باطن الأمر محتال مخادع.
قوله: ((عينه تراني)): أي ينظر إليَّ نظر الخليل لخليله خداعاً، ومداهنة، ومكراً.
قوله: ((وقلبه يرعاني)): أي قلبه يراعي إيذائي، وهو لي بالمرصاد، يتربص بي الشرّ والسوء.
قوله: ((إن رأى حسنة دفنها)): أي إذا علم مني بفعل حسنةً فعلتها.
((دفنها)): سترها، وغطّاها، وكتمها، ولم ينشرها.
قوله: ((وإذا رأى سيئة أذاعها)): أي إذا علم مني بفعل سيئة زللت بها, نشرها، وأظهرها خبراً بين الناس(2), فهذا والعياذ باللَّه ليس بخليل ولا صديق, إنما [هو] عدوّ غشوم, ظلوم, وحاله هذه: حال المنافقين التي بيّنها اللَّه تبارك وتعالى في كتابه العزيز: {إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا}.

(1]) بداية المبتدئ و هداية السالك، ص 214 .
([2]) انظر: فيض القدير، 2 / 145، وبداية المبتدئ وهداية السالك، ص 215 بتصرف".

تم النقل من موقع (الكلم الطيب)

الاثنين، 6 يوليو 2020

من روائع القصص:قصة بعير جابر بن عبدالله-رضى الله عنهما-مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم

روايات قصة بعير جابر بن عبدالله-رضى الله عنهما- من صحيح ابن حبان:
1_عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ-رضى الله عنهما- قَالَ:
أَقْبَلْنَا مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَأَعْيَا جَمَلِي فتخلَّفت عَلَيْهِ أَسُوقُهُ قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَاجَةٍ مُتَخَلِّفاً فَلَحِقَنِي فَقَالَ لِي:
(ما لك مُتُخُلِّفاً
 قال: قلت: لا يارسول اللَّهِ إِلَّا أَنَّ جَمَلِيَ ظَالِعٌ فَأَرَدْتُ أَنْ أُلْحِقَهُ بِالْقَوْمِ،
 قَالَ: فَأَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَنَبِهِ فَضَرَبَهُ ثُمَّ زَجَرَهُ فَقَالَ:
(ارْكَبْ
 قَالَ: فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي ـ بَعْدُ ـ وَإِنِّي لأَكُفَّه عَنِ الْقَوْمِ،
 قَالَ: فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا دُونَ الْمَدِينَةِ فَأَرَدْتُ أَنْ أتعجَّل إِلَى أَهْلِي فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(لَا تَأتِ أَهْلكَ طَرُوقاً
 قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بعُرسٍ قَالَ:
(فَمَا تَزَوَّجْتَ
 قُلْتُ: امْرَأَةً ثَيِّبًا قَالَ:
(فَهَلاَّ بِكْراً تُلاعبُها وتُلاعِبُك
 قَالَ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ تُوُفِّيَ ـ أَوِ اسْتُشْهِدَ ـ وَتَرَكَ جَوَارِيَ فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ عليهنَّ مِثْلَهُنَّ،
[ قَالَ: فَسَكَتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَقُلْ أَحْسَنْتَ وَلَا أَسَأْتَ]*،
 قَالَ: ثُمَّ  قَالَ:
(بِعْني جَمَلَكَ هَذَا
 قَالَ: قُلْتُ: لَا بلْ هُوَ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ
 قَالَ:
(لَا بَلْ بِعْنيهِ
 قُلْتُ: أَجَلْ عَلَى أُوقيَّة ذَهَبٍ فَهُوَ لَكَ بِهَا قَالَ:
(قَدْ أخَذْتُهُ فَتَبَلَّغْ عَلَيْهِ إِلَى الْمَدِينَةِ
 فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ , قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبِلَالٍ:
(أَعْطِهِ أُوقِيَّةَ ذَهَبٍ وزِدْهُ
 قَالَ: فَأَعْطَانِي أوقيَّة ذَهَبٍ وَزَادَنِي قِيرَاطًا،
 قَالَ: فَقُلْتُ: لَا تُفَارِقُنِي زِيَادَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: فَكَانَ فِي كِيسٍ لِي فأخذه أهل الشام يوم الحَرَّةِ.
2_عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ-رضى الله عنهما- قَالَ:
خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ فَأَبْطَأَ بِي جَمَلِي فتخلَّفت فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَجَنَهُ بِمِحْجَنِهِ ثُمَّ قَالَ لِي:
(اركبْ) فركِبته فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أكفُّه عَلَى رَسُولِ اله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ:
(أَتَزَوَّجْتَ)؟ فَقُلْتُ: نَعَمْ فَقَالَ:
(بِكْراً أَمْ ثًيِّباً؟ ) فَقُلْتُ: بَلْ ثيِّباً قَالَ:
(فَهَلاَّ جَارِيَةً تُلاعبها وتُلاعبك؟ ) فَقُلْتُ: إِنَّ لِي أَخَوَاتٍ فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَتَزَوَّجَ امْرَأَةً تجمعهنَّ وتُمشطُهُنَّ وَتَقُومُ عَلَيْهِنَّ قَالَ:
(أَمَا إِنَّكَ قَادِمٌ فَإِذَا قَدِمْتَ فالكَيْسَ الكَيْسَ) ثُمَّ قَالَ:
(أَتَبِيعُ جَمَلَكَ؟ ) قُلْتُ: نَعَمْ فَاشْتَرَاهُ مِنِّي بِأُوقِيَّةٍ ثُمَّ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلِي وَقَدِمْتُ بِالْغَدَاةِ فجئتُ الْمَسْجِدَ فَوَجَدْتُهُ عَلَى بَابِ الْمَسْجِدِ قَالَ:
(الْآنَ حِينَ قَدِمْتَ)؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ:
(فَدَعْ جَمَلَكَ وادْخُلْ فَصَلِّ رَكعتين) قَالَ: فَدَخَلْتُ فَصَلَّيْتُ ثُمَّ رَجَعْتُ وَأَمَرَ بِلَالًا أَنْ يَزِنَ لِي أُوقِيَّةً قَالَ: فَوَزَنَ لِي بِلَالٌ فَأَرْجَحَ فِي الْمِيزَانِ قَالَ: فَانْطَلَقْتُ فَلَمَّا وَلَّيت قَالَ:
(ادْعُ لِي جَابِرًا) فدُعِيتُ فَقُلْتُ: الْآنَ يَرُدُّ عَلَيَّ الْجَمَلَ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ أَبْغَضَ إِلَيَّ مِنْهُ قَالَ:
(جَمَلُكَ وثَمَنُهُ لَكَ).
3_عَنْ زَكَرِيَّا عَنْ عَامِرٍ قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ-رضى الله عنهما-:  أَنَّهُ كان يسير على جمل له قد أعيا فَأَرَادَ أَنْ يُسَيِّبَهُ قَالَ: فَلَحِقَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَعَا لَهُ وَضَرَبَهُ فَسَارَ سَيْرًا لَمْ يَسِرْ مِثْلَهُ وَقَالَ:
(بِعْنِيهِ بأوقيَّةٍ) فَقُلْتُ: لَا ثُمَّ قَالَ:
(بِعْنِيهِ بأوقيَّةٍ) فَقُلْتُ: لَا ثُمَّ قَالَ:
(بِعْنِيهِ بأوقيَّة) فَبِعْتُهُ بِأُوقِيَّةٍ واستثنيتُ حِمْلانه إِلَى أَهْلِي فَلَمَّا بَلَغْتُ أَتَيْتُهُ فَقَالَ لِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(أتُراني ما كَسْتُكَ لآخُذَ جَمَلَكَ وَدَرَاهِمَكَ؟ فَهُمَا لَكَ).
*قلت: ولكن في رواية الإمام أحمد في <مسنده>:" قال : أصبت - إن شاء الله ـ"

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...