الجمعة، 12 أكتوبر 2018

من روائع المدونات : وَاغَوْثَاهُ باللهِ

وَاغَوْثَاهُ باللهِ...
فِي (سِيَر إعْلَامِ النُّبَلَاء) فِي تَرْجَمَة مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَان-رحمه الله- :
 قَالَ أَبُو الْمَلِيح : جَاءَ رَجُلٌ إلَى مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَان يَخْطُب بِنْتَه ، فَقَال : لَا أَرْضَاهَا لَك ،
 قَال : وَلَم ؟ 
قَال : لِأَنَّهَا تُحِبّ الْحُلِيّ وَالْحُلَل ،
 قَال : فَعِنْدِي مِنْ هَذَا مَا تُرِيدُ ،
 قَال : الْآنَ لَا أَرْضَاك لَهَا .
هَذَا الْأَثَرُ يَدُلُّ عَلَى مَتَانَة دَيْنِ السّلَفِ الَّذِين حَقَّقُوا قَوْلَ رَسُولِ اللَّه ﷺ : ( الدِّينُ النَّصِيحَةُ ) وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِهِم وَأَهْلِيهِم ؛ فَإِنَّكَ قَدْ لَا تَجِدُ امْرَأَةً لَا تُحِبّ الْحُلَل وَالْحُلِيّ إلَّا مِنْ رَحِمَ اللَّه وَقَلِيلٌ مَا هُنّ ثُمَّ أَنَّ مَحَبَّةَ الْحُلِيّ وَالْحُلَل بِمُجَرَّدِهَا قَدْ لَا يَتَوَجَّه كَوْنُهَا عَيْبًا إلَّا إذَا أَدَّتْ إلَى مُخَالَفَةِ أَمْرِ اللَّهِ وَلَعَلّ مَيْمُونًا رَحِمَهُ اللَّهُ أَرَادَ مَع نَصَحِهِ لِذَلِكَ الرَّجُلِ أَنْ يَرَى مَوْقِفَه مِنْ هَذَا الْأَمْرِ فَإِنْ قَالَ مَثَلًا : نُعُوضُها مِنْ ذَلِك بِالتَّذْكِير بِالْمَوْت وَالْآخِرَة وَالْعَمَل لِلْحُلِيّ وَالْحُلَل الْبَاقِيَةِ فِي الْجَنَّة لَرُبَّمَا زَوَّجَهُ إيَّاهَا لَرُبَّمَا !
فَلَمَّا عَلِمَ أَنَّ الرَّجُل سيواتيها عَلَى مُرَادِهَا خَشِيَ عَلَى ابْنَتِهِ أَنْ تَفْتَنَّ فَرَدَّه بِأَن مِثْلَهِ لَا يُرْضَى تَزْوِيجُهُ !
قَارَن هَذَا بحالنا إلَّا مِنْ رَحِمَ اللَّهُ مِن تَنَافَسٍ عَلِيّ الْحُلِيّ وَالْحُلَل ومُبَاهَاةٍ بِهَا ، بَلْ إِنِّي أخْشَى أنَّ الأبَ إذا تَقَدَمَ رَجَلٌ لِخِطْبَةِ ابْنَتِه لقَالَ لَه : نُحِبُ الحُلِيّ وُ الحُلَلَ فَاكْثِرْ مِنْهُمَا ! ، وَمَن رِجَالٍ تَلْعَب بِهِم نِسَاؤُهُم حَتَّى أَفْضَوْا بِهِمْ إلَى انْحِرَافٍ عَنِ الْجَادَّةِ وَتَضْيِيعٍ للنشءِ وَالْأَمَانَةِ ، وَأَمَّا الْآبَاء فَقَلَّ مَنْ يَقُومُ بمسئوليةِ التَّرْبِيَةِ ، وَيَزِيدُ عَلَى ذَلِكَ أَنَّه يَكْتُم عُيُوبَ ابْنَتِهِ ويُزَينُّهَا وَلَو بِالْكَذِب وكَثِيرٌ مِنْ الأَبَاءِ يَظُنُّ أنَّ وَاجِبهُ تُجَاه ابْنَتِهِ ينْتَهِي بِتزْويجَها فيَرفَعُ يَدَهُ ولَو رَأى تَقْصِيراً فَإِذَا ذَاقَ الزَّوْجُ الْمِسْكِين العَلْقَمَ لَمْ يَجِدْ مِنْ الْأَب المكَّارِ إلَّا اللَّوْمَ وَالتَّقْرِيعَ فواغوثاه بِاَللَّه...
من مدونة: حسن بن حامد -حفظه الله-

الأربعاء، 15 أغسطس 2018

من روائع المدونات : مع عبادة الطواف

معَ عِبادةِ (الطَّوافِ)... 
من كتابِ "مناسك الحجّ والعُمرة" للإمامِ الألبانيّ رحمهُ اللهُ

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
الحمدُ للهِ، والصَّلَاةُ والسّلَامُ على رسولِ اللهِ، أمَّا بعدُ:
• وقفاتٌ معَ عبادةِ (الطّوافِ)؛ أُوجزُها -مع تصرُّفٍ يسير- من كتابِ والدي -رحمةُ اللهِ عليه-: 
"مناسك الحَجِّ والعُمْرة"*، (ص: 21-23):
1) يبادرُ إلى (الحَجَر الأسودِ):
- فيستقبلُهُ استقبالًا.
- فيُكبِّر.
- والتَّسميةُ قبلَه؛ صحَّتْ عنِ ابْنِ عمر، موقوفًا.

2)  ثمَّ يستلِمُهُ بيدِه:
- ويقبِّلُه بفمِهِ.
- ويسجدُ عليهِ -أيضًا-.
- فإنْ لم يُمْكِنْهُ تقبيلُهُ؛ اسْتلَمَهُ بيدهِ، ثمَّ قبَّلَ يدَه.
- فإنْ لم يُمْكِنْهُ الِاسْتلَامُ؛ أشارَ إليهِ بيدِه.

3) ثمَّ يبدأُ بالطَّوافِ حولَ الكعبةِ:
- يجعلُها عنْ يسارِه.
- فيطوفُ من وراءِ الحِجْرِ (سبعة أشواط).
- منَ الحَجَرِ إلى الحَجَرِ: شوطٌ.
- يضْطبِعُ فيها كلَّها.
- ويرمُلُ في الثَّلاثةِ الأُوَلِ منها؛ منَ الحَجَرِ إلى الحَجَرِ.
- ويمشِي في سائِرِها.

4) ويستلمُ (الرُّكنَ اليمانيَّ) بيدِه في كلِّ طَوفَةٍ:
- ولَا يقبِّلُه.
- فإنْ لم يتمكَّنْ منِ استلَامِهِ؛ لم تُشَرَعِ الإشارةُ إليهِ بيدِه.

5) وليسَ (للطَّوافِ) ذكرٌ خاصٌّ:
- فلهُ أنْ يقرأَ منَ القُرآنِ أوِ الذِّكْرِ ما شاءَ.
لقولِهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم:
((الطَّوَافُ بِالْبَيْتِ صَلَاةٌ، ولَكِنَّ اللهَ أَحَلَّ فِيهِ النُّطْقَ، فَمَنْ نَطَقَ، فَلَا يَنْطِقْ إِلَّا بِخَيْرٍ)).
وفي روايةٍ: ((فَأَقِلُّوا الْكَلَامَ فِيهِ)).

6) ويقولُ بين (الرُّكْنِ اليمانيِّ والحَجَر الأسْود):
{رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}.

7) ولا يستلِمُ الرُّكنَينِ الشَّاميَّين
اتِّباعًا للنَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم.

8) ولهُ أن يلتَزِمَ (ما بينَ الرُّكْنِ والبابِ):
- فيضعُ صدْرَهُ، ووجهَهُ، وذراعيْهِ عليْه.

9)  فإذا انْتهى من الشَّوطِ السَّابع:
- غطَّى كتفَهُ الأيمنَ.
- وانطلَقَ إلى مقامِ إبراهيمَ، وقرأ: {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} .
- وجعلَ (الـمَقامَ) بينَهُ وبينَ (الكعبةِ).
- وصلَّى -عندَهُ- ركعتَين.
- وقرأَ فيهِما: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} و{قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}".
انتهى التّلخيص.
نفعَ اللهِ بهِ، وجعلَهُ في ميزان حسناتِ والدي.
- - -
الإثنين 2 ذو الحِجَّة 1439هـ‍
* ط 1 للطّبعة الجديدة، 1420هـ‍، مكتبة المعارف، الرّياض .
مدونة الأمرالعتيق

الخميس، 29 مارس 2018

قصة أعجبتني...

جاء في كتاب"المزهر في علوم اللغة وأنواعها"(307-309/2)للعلامة السيوطي-رحمه الله-:
"وقال محمد بن المعلى الأزدي في( كتاب الترقيص) : حدثنا أبو رياش عن الرياشي عن الأصمعي قال: كنت أغشى بيوت الأعراب أكتب عنهم كثيرًا حتى أَلِفوني، وعرفوا مُرادي، فأنا يوما مارٌّ بَعذَارى البصرة، قالت لي امرأة: يا أبا سعيد ائت ذلك الشيخ، فإنَّ عنده حديثاً حسناً، فاكتبه إن شئت.
قلت: أحسن الله إرشادَك ؛ فأتيت شيخا هِمّاً فسلمت عليه، فرد عليَّ السلام، 
وقال: من أنت؟ 

قلت: أنا عبد الملك بن قُرَيْب الأصْمَعي، 
قال: ذُو1 يتتبع الأعراب ؛ فيكتب ألفاظهم ؟ ،
قلت: نعم، وقد بلغني أن عندك حديثاً حسناً مُعْجباً رائعا ، 
وأخبرني باسمك ونسبك، 
قال: نعم، أنا حذيفة بن سور العَجلاني، ولد لأبي سبعُ بنات متواليات، 
وحملت أمي: فقلق قلقاً كاد قلقه يفلُق حبةَ قلبه، من خوف بنت ثامنة
،
فقال له شيخ من الحي: ألاَ استغثت بمَنْ خَلَقهنّ أن يكفيك مؤْنتهن!، 
قال: لا جَرَم2 ! لا أدعوه إلا في أحب البقاع إليه ؛
فإنه كريم لا يضيع قَصْد قاصديه، ولا يخيب آمال آمليه ؛
فأتى البيت الحرام وقال: 
(يا رب حسبي من بناتٍ حَسْبي ... شيَّبن رأسي وأكلن كَسْبي)
(إن زدتني أخرى خلعتَ قلبي ... وزدتني هما يَدُقُّ صلبي) 
فإذا بهاتف يقول: 
(لا تقنطن غشيت يا بن سور ... بذَكَرٍ من خيرة الذُّكور)
(ليس بمثمود3 ولا منزور ... محمدٍ من فعله مشكور)
(موجَّهٍ4 في قومه مذكور)
فرجع أبي واثقاً بالله جلَّ جلالُه، 
فوضعتني أمي، فنشأت أحسن ما نشأ غلام عِفّةً وكرماً، وبلغتُ مبْلغ الرجال، وقمت بأمر أخواتي وزوَّجتهن، وكنَّ عوانس، ثم قضى الله تعالى أن سترتهن ووالدتي، ثم منَّ الله عليَّ أن أعطاني فأوسع وأكثر، وله الحمد، وولدت رجالاً كثيرًا ونساء ؛ وإن بين يدي اليوم من ظهري ثمانين رجلا وامرأة ".
1-ذو بمعنى الذى وهى لغة طئ. حاشية
2-لا جَرَم: لابدّ أو حقاً أو لا محالة .حاشبة
3-المثمود:من يعطى بعد إلجاح ، وكذلك المنذور. حاشية
4-يقال رجل موجه ووجيه إذا كان ذا جاه وقدر. حاشية

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...