الاثنين، 30 ديسمبر 2013

التحذير من كتاب[الدعاء المستجاب] وما تضمنه من بدع

جاء في < فتاوي اللجنة الدائمة>
الفتوى رقم (7011):س : هل كتاب [الدعاء المستجاب] للمؤلف أحمد عبد الجواد معتمد عليه ، وقد قرأت فيه اثنتي عشرة ركعة تصليهن من ليل أو نهار وتتشهد بين كل ركعتين فإذا تشهدت في آخر صلاتك فأثن على الله عز وجل وصل على النبي صلى الله عليه وسلم واقرأ وأنت ساجد فاتحة الكتاب 7 مرات وآية الكرسي 7 مرات وقل: لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. إلخ عشر مرات، ثم قل: اللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهى الرحمة من كتابك واسمك الأعظم وجدك الأعلى وكلماتك التامة ثم سل حاجتك ثم ارفع وسلم، رواه الحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه، فهل هذا القول صحيح أم لا؟
 وفي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عليًا عن القراءة وهو راكع وساجد.
ج : لا يعتمد على هذا الكتاب لكثرة ما فيه من الأحاديث الضعيفة والموضوعة،
 ومن ذلك ما ذكرت في سؤالك أنك قرأت فيه من صلاة اثنتي عشرة ركعة على الكيفية المذكورة... إلخ، فهو بدعة؛ لعدم ثبوت ما ذكرت عن النبي صلى الله عليه وسلم،
 وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » ،
 ومن ذلك أيضًا قراءة القرآن في السجود؛ فإنه منهي عنه كما ذكرت في سؤالك.
وبالله التوفيق.

 وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //


حكم الوليمة عند ختم القرآن

جاء في "فتاوي اللجنة الدائمة"
السؤال الرابع من الفتوى رقم (4029):
س4: هل تجوز الوليمة بمناسبة ختم القرآن؟

ج4: تشرع الوليمة للزواج إذا دخل الزوج بزوجته؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الرحمن بن عوف لما أعلمه بأنه بنى بزوجته: « أولم ولو بشاة »، ولفعله صلى الله عليه وسلم.
أما الوليمة أو الاحتفال بمناسبة ختم القرآن ؛ فلم يعرف عنه صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم ولو فعلوه لنقل إلينا كسائر أحكام الشريعة،

 فكانت الوليمة أو الاحتفال من أجل ختم القرآن بدعة محدثة،
 وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » ، وقال: « من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد » .
وبالله التوفيق.

 وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //


الأحد، 29 ديسمبر 2013

من بدع قراءة القرآن

جاء في "فتاوي اللجنة الدائمة"(4/115-117):
 الفتوى رقم (3861):
س: ما قولكم -حفظكم الله- في رجل جمع عددًا من الناس في منزله فتدارسوا ما تيسر من القرآن ثم دعوا الله لأنفسهم وللمسلمين ثم دعاهم لتناول طعام أعده مسبقًا لهم ثم انصرفوا.

ومن ذات السؤال: أن الداعي وزع على المدعوين أجزاء متفرقة من القرآن بحيث يقرؤون جميعهم كل على حدة ما كتب في الجزء الذي بين يديه، وبعد أن انتهوا جميعًا دعا أحدهم لأنفسهم وللمسلمين فاعتبروا أنهم في مجموعهم ختموا المصحف على سبيل التبرك. 

ج1 : أولا: الاجتماع لتلاوة القرآن ودراسته بأن يقرأ أحدهم ويستمع الباقون ويتدارسوا ما قرؤوه ويتفهموا معانيه - مشروع وقربة يحبها الله، ويجزي عليها الجزاء الجزيل،
 فقد روى مسلم في صحيحه وأبو داود ، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده » ،
 والدعاء بعد ختم القرآن مشروع أيضًا إلا أنه لا يداوم عليه ولا يلتزم فيه صيغة معينة كأنه سنة متبعة؛
 لأن ذلك لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وإنما فعله بعض الصحابة رضي الله عنهم، وكذا دعوة من حضر القراءة إلى طعام لا بأس بها ما دامت لا تتخذ عادة بعد القراءة.
 ثانيا: توزيع أجزاء من القرآن على من حضروا الاجتماع ليقرأ كل منهم لنفسه حزبًا أو أحزابًا من القرآن لا يعتبر ذلك ختما للقرآن من كل واحد منهم بالضرورة ،
 وقصدهم القراءة للتبرك فقط: فيه قصور؛ فإن القراءة يقصد بها القربة ، وتحفظ القرآن وتدبره ، وفهم أحكامه ، والاعتبار به ، ونيل الأجر والثواب ، وتدريب اللسان على تلاوته ... إلى غير ذلك من الفوائد.
وبالله التوفيق.
 وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء

عبد الله بن قعود- عبد الله بن غديان -عبد الرزاق عفيفي 

عبد العزيز بن عبد الله بن باز 

من روائع التفسير: مثل ضربه الله سبحانه :لحقيقة الحياة الدنيا..قل من يعقله؟!

قال سبحانه وتعالي:{وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا *الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا‏}‏الكهف:45-46
قال العلامة السعدي-رحمه الله- عند تفسيرها:
"يقول تعالى لنبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أصلا، ولمن قام بوراثته بعده تبعا‏:‏ اضرب للناس مثل الحياة الدنيا ليتصوروها حق التصور،
 ويعرفوا ظاهرها وباطنها،
 فيقيسوا بينها وبين الدار الباقية،
 ويؤثروا أيهما أولى بالإيثار‏.‏
 وأن مثل هذه الحياة الدنيا، كمثل المطر، ينزل على الأرض، فيختلط نباتها، تنبت من كل زوج بهيج، فبينا زهرتها وزخرفها تسر الناظرين، وتفرح المتفرجين، وتأخذ بعيون الغافلين،
 إذ أصبحت هشيما تذروه الرياح، فذهب ذلك النبات الناضر، والزهر الزاهر، والمنظر البهي،
 فأصبحت الأرض غبراء ترابا، قد انحرف عنها النظر، وصدف عنها البصر، وأوحشت القلب،
 كذلك هذه الدنيا،
 بينما صاحبها قد أعجب بشبابه،
 وفاق فيها على أقرانه وأترابه، وحصل درهمها ودينارها، واقتطف من لذته أزهارها، وخاض في الشهوات في جميع أوقاته، وظن أنه لا يزال فيها سائر أيامه،
 إذ أصابه الموت أو التلف لماله،
 فذهب عنه سروره، وزالت لذته وحبوره،
 واستوحش قلبه من الآلام وفارق شبابه وقوته وماله،
 وانفرد بصالح، أو سيئ أعماله،
 هنالك يعض الظالم على يديه، حين يعلم حقيقة ما هو عليه، ويتمنى العود إلى الدنيا، لا ليستكمل الشهوات، بل ليستدرك ما فرط منه من الغفلات، بالتوبة والأعمال الصالحات،
 فالعاقل الحازم الموفق، يعرض على نفسه هذه الحالة،
 ويقول لنفسه‏:‏ قدري أنك قد مت، ولا بد أن تموتي،
 فأي‏:‏ الحالتين تختارين‏؟‏
 الاغترار بزخرف هذه الدار، والتمتع بها كتمتع الأنعام السارحة، أم العمل، لدار أكلها دائم وظلها، وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين‏؟‏
 فبهذا يعرف توفيق العبد من خذلانه، وربحه من خسرانه، ولهذا أخبر تعالى أن المال والبنين، زينة الحياة الدنيا، أي‏:‏ ليس وراء ذلك شيء، وأن الذي يبقى للإنسان وينفعه ويسره، الباقيات الصالحات، وهذا يشمل جميع الطاعات الواجبة والمستحبة من حقوق الله، وحقوق عباده، من صلاة، وزكاة، وصدقة، وحج، وعمرة، وتسبيح، وتحميد، وتهليل، وتكبير، وقراءة، وطلب علم نافع، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر، وصلة رحم، وبر والدين، وقيام بحق الزوجات، والمماليك، والبهائم، وجميع وجوه الإحسان إلى الخلق، كل هذا من الباقيات الصالحات،
 فهذه خير عند الله ثوابا وخير أملا، فثوابها يبقى، ويتضاعف على الآباد، ويؤمل أجرها وبرها ونفعها عند الحاجة،
 فهذه التي ينبغي أن يتنافس بها المتنافسون، ويستبق إليها العاملون، ويجد في تحصيلها المجتهدون،
 وتأمل كيف لما ضرب الله مثل الدنيا وحالها واضمحلالها ذكر أن الذي فيها نوعان‏:‏ نوع من زينتها،
 يتمتع به قليلا، ثم يزول بلا فائدة تعود لصاحبه،
 بل ربما لحقته مضرته وهو المال والبنون،
 ونوع يبقى وينفع صاحبه على الدوام،
 وهي الباقيات الصالحات‏".

من روائع التفسير:لا تصاحب إلا مؤمناً...فإن في صحبته من الفوائد، ما لا يحصى..

 قال تعالي:‏{‏وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا‏}‏سورة الكهف:28
قال العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي-رحمه الله-في تفسيره القيم"تيسير الكريم الرحمن.." عند تفسيرها:
" يأمر تعالى نبيه محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم ـ وغيره أسوته، في الأوامر والنواهي ـ أن يصبر نفسه مع المؤمنين العباد المنيبين ‏{‏الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ‏}‏ أي‏:‏ أول النهار وآخره يريدون بذلك وجه الله، فوصفهم بالعبادة والإخلاص فيها، ففيها: الأمر بصحبة الأخيار، ومجاهدة النفس على صحبتهم، ومخالطتهم وإن كانوا فقراء فإن في صحبتهم من الفوائد، ما لا يحصى‏.‏
{‏وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ‏}‏ أي‏:‏ لا تجاوزهم بصرك، وترفع عنهم نظرك‏.‏
{‏تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا‏}‏ فإن هذا ضار غير نافع، وقاطع عن المصالح الدينية، فإن ذلك يوجب تعلق القلب بالدنيا، فتصير الأفكار والهواجس فيها، وتزول من القلب الرغبة في الآخرة، فإن زينة الدنيا تروق للناظر، وتسحر العقل، فيغفل القلب عن ذكر الله، ويقبل على اللذات والشهوات، فيضيع وقته، وينفرط أمره، فيخسر الخسارة الأبدية، والندامة السرمدية، ولهذا قال‏:‏ ‏{‏وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا‏}‏ غفل عن الله، فعاقبه بأن أغفله عن ذكره‏.‏
‏{‏وَاتَّبَعَ هَوَاهُ‏}‏ أي‏:‏ صار تبعا لهواه، حيث ما اشتهت نفسه فعله، وسعى في إدراكه، ولو كان فيه هلاكه وخسرانه، فهو قد اتخذ إلهه هواه، كما قال تعالى‏:‏ ‏{‏أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم‏}‏ الآية‏.‏
 ‏{‏وَكَانَ أَمْرُهُ‏}‏ أي‏:‏ مصالح دينه ودنياه ‏{‏فُرُطًا‏}‏ أي‏:‏ ضائعة معطلة‏.‏ فهذا قد نهى الله عن طاعته، لأن طاعته تدعو إلى الاقتداء به، ولأنه لا يدعو إلا لما هو متصف به،
 ودلت الآية، على أن الذي ينبغي أن يطاع، ويكون إماما للناس، من امتلأ قلبه بمحبة الله، وفاض ذلك على لسانه، فلهج بذكر الله، واتبع مراضي ربه، فقدمها على هواه، فحفظ بذلك ما حفظ من وقته، وصلحت أحواله، واستقامت أفعاله، ودعا الناس إلى ما من الله به عليه، فحقيق بذلك، أن يتبع ويجعل إماما،
 والصبر المذكور في هذه الآية، هو الصبر على طاعة الله، الذي هو أعلى أنواع الصبر، وبتمامه تتم باقي الأقسام‏.‏
 وفي الآية: استحباب الذكر والدعاء والعبادة طرفي النهار، لأن الله مدحهم بفعله،
 وكل فعل مدح الله فاعله، دل ذلك على أن الله يحبه، وإذا كان يحبه فإنه يأمر به، ويرغب فيه‏".‏

الأربعاء، 11 ديسمبر 2013

عظم حرمة دم من قال:لا إله إلا الله ..





فعَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ- –رضى الله عنه- قَالَ :بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ فَصَبَّحْنَا الْحُرَقَاتِ مِنْ جُهَيْنَةَ فَأَدْرَكْتُ رَجُلًا فَقَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ؛ فَطَعَنْتُهُ ، 
فَوَقَعَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ فَذَكَرْتُهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَقَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَقَتَلْتَهُ"؟!

قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا قَالَهَا خَوْفًا مِنْ السِّلَاحِ !

قَالَ:" أَفَلَا شَقَقْتَ عَنْ قَلْبِهِ حَتَّى تَعْلَمَ أَقَالَهَا أَمْ لَا" ؛

فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا عَلَيَّ حَتَّى تَمَنَّيْتُ أَنِّي أَسْلَمْتُ يَوْمَئِذٍ.

قَال: َفَقَالَ سَعْدٌ: وَأَنَا وَاللَّهِ لَا أَقْتُلُ مُسْلِمًا ،حَتَّى يَقْتُلَهُ ذُو الْبُطَيْنِ يَعْنِي أُسَامَةَ .

قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: أَلَمْ يَقُلْ اللَّهُ:{ وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّه}.،

ِفَقَالَ سَعْدٌ : قَدْ قَاتَلْنَا حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ ، وَأَنْتَ وَأَصْحَابُكَ تُرِيدُونَ أَنْ تُقَاتِلُوا حَتَّى تَكُونُ فِتْنَةٌ.

عَن ْصَفْوَانَ بْنِ مُحْرِزٍ أَنَّهُ حَدَّثَ :أَنَّ جُنْدَبَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيَّ-رضى الله عنه- بَعَثَ إِلَى عَسْعَسِ بْنِ سَلَامَةَ زَمَنَ فِتْنَةِ ابْنِ الزُّبَيْرِ،

فَقَالَ: اجْمَعْ لِي نَفَرًا مِنْ إِخْوَانِكَ حَتَّى أُحَدِّثَهُمْ،

فَبَعَثَ رَسُولًا إِلَيْهِمْ ؛

فَلَمَّا اجْتَمَعُوا جَاءَ جُنْدَبٌ -رضى الله عنه-، وَعَلَيْهِ بُرْنُسٌ أَصْفَرُ،

فَقَالَ: تَحَدَّثُوا بِمَا كُنْتُمْ تَحَدَّثُونَ بِهِ، حَتَّى دَارَ الْحَدِيثُ ؛

فَلَمَّا دَارَ الْحَدِيثُ إِلَيْهِ ، حَسَرَ الْبُرْنُسَ عَنْ رَأْسِهِ،

فَقَالَ: إِنِّي أَتَيْتُكُمْ وَلَا أُرِيدُ أَنْ أُخْبِرَكُمْ عَنْ نَبِيِّكُمْ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ بَعْثًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ إِلَى قَوْمٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ، وَإِنَّهُمْ الْتَقَوْا ؛

 فَكَانَ رَجُلٌ مِنْ الْمُشْرِكِينَ إِذَا شَاءَ أَنْ يَقْصِدَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَصَدَ لَهُ فَقَتَلَهُ ،
 وَإِنَّ رَجُلًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ قَصَدَ غَفْلَتَهُ- قَالَ: وَكُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّهُ أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ- فَلَمَّا رَفَعَ عَلَيْهِ السَّيْفَ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ؛ فَقَتَلَهُ ، 
فَجَاءَ الْبَشِيرُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ حَتَّى أَخْبَرَهُ خَبَرَ الرَّجُلِ كَيْفَ صَنَعَ ؛
 فَدَعَاهُ فَسَأَلَهُ فَقَال:"لِمَ قَتَلْتَهُ

قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْجَعَ فِي الْمُسْلِمِينَ ، وَقَتَلَ فُلَانًا وَفُلَانًا وَسَمَّى لَهُ نَفَرًا، وَإِنِّي حَمَلْتُ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَأَى السَّيْفَ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ،

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
:" أَقَتَلْتَهُ"

قَالَ: نَعَمْ ،

قَالَ :" فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي،

قَالَ :"وَكَيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

قَالَ: فَجَعَلَ لَا يَزِيدُهُ عَلَى أَنْ يَقُولَ:" كَيْفَ تَصْنَعُ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

<صحيح مسلم>(2/464-466-نووى) رقم97

الثلاثاء، 10 ديسمبر 2013

من درر الفوائد : شرح نفيس مختصر لحديث"من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"



عن معاوية-رضى الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"([1]) متفق عليه.
قال العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي-رحمه الله-في كتابه العجاب<بهجة قلوب الأبرار..> عند الكلام عليه ص22-23:
"هذا الحديث من أعظم فضائل العلم،
 وفيه: أن العلم النافع علامة على سعادة العبد، وأن الله أراد به خيرا.
والفقه في الدين يشمل الفقه في أصول الإيمان، وشرائع الإسلام والأحكام، وحقائق الإحسان. فإن الدين يشمل الثلاثة كلها، كما في حديث جبريل لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الإيمان والإسلام والإحسان، وأجابه صلى الله عليه وسلم بحدودها. ففسر الإيمان بأصوله الستة، وفسر الإسلام بقواعده الخمس، وفسر الإحسان بـ "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"([2])؛
 فيدخل في ذلك التفقه في العقائد، ومعرفة مذهب السلف فيها، والتحقق به ظاهرا وباطنا، ومعرفة مذاهب المخالفين، وبيان مخالفتها للكتاب والسنة.
ودخل في ذلك: علم الفقه، أصوله وفروعه، أحكام العبادات والمعاملات، والجنايات وغيرها.
ودخل في ذلك: التفقه بحقائق الإيمان، ومعرفة السير والسلوك إلى الله، الموافقة لما دل عليه الكتاب والسنة.
وكذلك يدخل في هذا: تعلم جميع الوسائل المعينة على الفقه في الدين كعلوم العربية بأنواعها.
فمن أراد الله به خيرا فقهه في هذه الأمور، ووفقه لها.
ودل مفهوم الحديث على أن من أعرض عن هذه العلوم بالكلية فإن الله لم يرد به خيرا، لحرمانه الأسباب التي تنال بها الخيرات وتكتسب بها السعادة.


 ([1]) البخاري العلم (71) ، مسلم الإمارة (1037) ، ابن ماجه المقدمة (221) ، أحمد (4/93) ، الدارمي المقدمة (226) .
 ([2]) البخاري الإيمان (50) ، مسلم الإيمان (10) ، النسائي الإيمان وشرائعه (4991) ، ابن ماجه المقدمة (64) ، أحمد (2/426) . 
(فائدة) :رابط تحميل الكتاب:

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...