الجمعة، 16 سبتمبر 2022

درر من روائع التفسير...إحذر ..الأمن من مكر الله عز وجل

 درر من روائع التفسير..

إنتبه واحذرولا تغتر!

قوله تعالي:{أَفَأَمِنُواْ مَكۡرَ ٱللَّهِۚ فَلَا يَأۡمَنُ مَكۡرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلۡقَوۡمُ ٱلۡخَٰسِرُونَ (99)}الأعراف

{مكر الله}:أي: استدراجه وأخذه للعبد من حيث لا يشعر .

قال العلامة السعدي-رحمه الله-: "وهذه الآية الكريمة فيها من التخويف البليغ، على أن العبد لا ينبغي له أن يكون آمنا على ما معه من الإيمان. بل لا يزال خائفا وجلا أن يبتلى ببلية تسلب ما معه من الإيمان، وأن لا يزال داعيا بقوله: ﴿يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ْ﴾ وأن يعمل ويسعى، في كل سبب يخلصه من الشر، عند وقوع الفتن، فإن العبد - ولو بلغت به الحال ما بلغت - فليس على يقين من السلامة".

الجمعة، 5 أغسطس 2022

دررمن روائع التفسير:تنبيه لطيف على كيفية تدبر كلام الرحمن جلا وعلا

قال العلامة السعدي -رحمه الله-في تفسيره البديع <تيسيرالكريم الرحمن>:

" وتضمن ما شرحه الله وفصله من دعائهم بعد قوله: ﴿ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ﴾غافر:7 التنبيه اللطيف على كيفية تدبر كتابه، وأن لا يكون المتدبر مقتصرًا على مجرد معنى اللفظ بمفرده، بل ينبغي له أن يتدبر معنى اللفظ،؛ فإذا فهمه فهمًا صحيحًا على وجهه، نظر بعقله إلى ذلك الأمر والطرق الموصلة إليه ، وما لا يتم إلا به وما يتوقف عليه، وجزم بأن الله أراده، كما يجزم أنه أراد المعنى الخاص، الدال عليه اللفظ.

والذي يوجب له الجزم بأن الله أراده أمران:

أحدهما: معرفته وجزمه بأنه من توابع المعنى والمتوقف عليه.

والثاني: علمه بأن الله بكل شيء عليم، وأن الله أمر عباده بالتدبر والتفكر في كتابه.

وقد علم تعالى ما يلزم من تلك المعاني. وهو المخبر بأن كتابه هدى ونور وتبيان لكل شيء، وأنه أفصح الكلام وأجله إيضاحًا، فبذلك يحصل للعبد من العلم العظيم والخير الكثير، بحسب ما وفقه الله له ، وقد كان في تفسيرنا هذا، كثير من هذا من به الله علينا.

وقد يخفى في بعض الآيات مأخذه على غير المتأمل صحيح الفكرة، ونسأله تعالى أن يفتح علينا من خزائن رحمته ما يكون سببًا لصلاح أحوالنا وأحوال المسلمين، فليس لنا إلا التعلق بكرمه، والتوسل بإحسانه، الذي لا نزال نتقلب فيه في كل الآنات، وفي جميع اللحظات، ونسأله من فضله، أن يقينا شر أنفسنا المانع والمعوق لوصول رحمته، إنه الكريم الوهاب، الذي تفضل بالأسباب ومسبباتها".

الاثنين، 1 أغسطس 2022

من نفائس الفصول في بيان إعجاز كلام الرحمن

 " في بعض ما نطق به القرآن من الكلام الموجز المعجز

من أراد أن يعرف جوامع الكلم ويتنبه على فضل الإعجاز والاختصار ويحيط ببلاغة الإيماء ويفطن لكفاية الإيجاز فليتدبر القرآن وليتأمل علوه على سائر الكلام ؛ 

فمن ذلك قوله عزّ ذكره:<إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا>: استقاموا كلمة واحدة تفصح عن الطاعات كلها في الائتمار والانزجار. وذلك لو أن إنساناً أطاع الله سبحانه مائة سنة ثم سرق حبة واحدة لخرج بسرقتها عن حد الاستقامة، 

ومن ذلك قوله عز وجل: <لا خوف عليهم ولا هم يحزنون>: فقد أدرج فيه ذكر إقبال كل محبوب عليهم ، وزوال كل مكروه عنهم ، ولا شيء أضر بالإنسان من الحزن والخوف ؛ لأن الحزن يتولد من مكروه ماض أو حاضر ، والخوف يتولد من مكروه مستقبل؛ فإذا اجتمعا على امرئ لم ينتفع بعيشه بل يتبرم بحياته ، والحزن والخوف أقوى أسباب مرض النفس ، كما أن السرور والأمن أقوى أسباب صحتها ؛ فالحزن والخوف موضوعان بإزاء كل محنة وبلية. والسرور والأمن موضوعان بإزاء كل صحة ونعمة هنية.

 ومن ذلك قوله عز اسمه: <ولهم الأمن وهم مهتدون>: فالأمن كلمة واحدة تنبئ عن خلوص سرورهم من الشوائب كلها ؛ لأن الأمن إنما هو السلامة من الخوف والحزن ؛ المكروه الأعظم كما تقدم ذكره. فإذا نالوا الأمن بالإطلاق ارتفع الخوف عنهم وارتفع بارتفاعه المكروه وحصل السرور المحبوب

ومن ذلك قوله تعالى ذكره <أوفو بالعقود>: فهما كلمتان جمعتا ما عقده الله على خلقه لنفسه وتعاقده الناس فيما بينهم ومن ذلك قوله سبحانه: <فيها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين>: فلم يبق مقترح لأحد إلا وقد تضمنته هاتان الكلمتان مع ما فيهما من القرب وشرف اللفظ وحسن الرونق.

ومن ذلك قوله عز وجل: <والفلك تجري في البحر بما ينفع الناس>: فهذه الكلمات الثلاث الأخيرة تجمع من أصناف التجارات وأنواع المرافق في ركوب السفن ما لا يبلغه الإحصاء .

ومن ذلك قوله جل جلاله: <فاصدع بما تؤمر>: ثلاث كلمات اشتملت على شرائط الرسالة وشرائعها وأحكامها وحلالها وحرامها .

ومن ذلك قوله جل ثناؤه في وصف خمر الجنة: <لا يصدعون عنها ولا ينزفون>: فهاتان الكلمتان قد أتتا على جميع معايب الخمر ، ولما كان منها ذهاب العقل وحدوث الصداع برأ الله خمر الجنة منها وأثبت طيب النفوس وقوة الطبع وحصول الفرح

ومن ذلك قوله تبارك اسمه: <لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم>: وهو كلام يجمع جميع ما يأكله الناس مما تنبته الأرض

ومن ذلك قوله عز وعلا: <ولهنّ مثل الذي عليهن>: وهو كلام يتضمن جميع ما يجب على الرجال من حسن معاشرة النساء وصيانتهن وإزاحة عللهن وبلوغ كل مبلغ فيما يؤدي إلى مصالحهن ومناجحهن وجميع ما يجب على النساء من طاعة الأزواج وحسن مشاركتهم وطلب مرضاتهم وحفظ غيبتهم وصيانتهم عن خيانتهم .

ومن ذلك قوله تبارك وتعالى: <ولكم في القصاص حياة>: ويحكي عن أزدشير الملك ما ترجمه بعض البلغاء فقال: القتل أنفى للقتل!: ففي كلام الله تعالى كل ما في كلام أزدشير الملك وفيه زيادة معان حسنه:

فمنها إبانة العدل بذكر القصاص ، والإفصاح عن الغرض المطلوب فيه من الحياة ، والحث بالرغبة والرهبة على تنفيذ حكم الله تعالى به ، والجمع بين ذكر القصاص والحياة ، والبعد عن التكرير الذي يشق على النفس؛ فإن قوله القتل أنفى للقتل تكرير. غيره أبلغ منه

ومن ذلك قوله عز ذكره في إخوة يوسف: <فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا>: وهذه صفة اعتزالهم لجميع الناس وتقليبهم الآراء ظهراً لبطن وأخذهم في تزوير ما يلقون به أباهم عند عودهم إليه وما يوردون عليه من ذكر الحادث؛ فتضمنت تلك الكلمات القصيرة معاني القصة الطويلة

ومن ذلك قوله جلت عظمته: <وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء>: فلو أراد أحد الأعيان الإعلام في البلاغة أن يعبر عنه لم يستطع أن يأتي بهذه الألفاظ مؤدية عن المعنى الذي يتضمنها حتى يبس مجموعها ويصل مقطوعها ويظهر مستوردها؛ فيقول: إن كان بينكم وبين قوم هدنة وعهد فخفت منهم خيانة أو نقضاً ؛ فاعلمهم أنك نقضت ما شرطت لهم وآذنهم بالحرب ؛ لتكون أنت وهم في العلم بالنقض على سواء.".

من كتاب(الإعجاز والإيجاز) للثعالبي -رحمه الله -.


الأحد، 29 مايو 2022

إحذر الظلم

إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد !

أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ -رضي الله عنه-، قَالَ :

 لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : { إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ } { ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ }،

 قَالَ الزُّبَيْرُ : أَيْ رَسُولَ اللَّهِ، أَيُكَرَّرُ عَلَيْنَا مَا كَانَ بَيْنَنَا فِي الدُّنْيَا(أي من الخصومة) مَعَ خَوَاصِّ الذُّنُوبِ ؟

 قَالَ : " نَعَمْ، لَيُكَرَّرَنَّ عَلَيْكُمْ، حَتَّى يُؤَدَّى إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقُّهُ ". 

فَقَالَ الزُّبَيْرُ : وَاللَّهِ إِنَّ الْأَمْرَ لَشَدِيدٌ.

[حكم الحديث: إسناده حسن، ..].

قال الحافظ ابن كثير-رحمه الله-:

" ثُمَّ إِنَّ هَذِهِ الْآيَةَ -وَإِنْ كَانَ سِيَاقُهَا فِي الْمُؤْمِنِينَ وَالْكَافِرِينَ، وذِكْر الْخُصُومَةِ بَيْنَهُمْ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ-فَإِنَّهَا شَامِلَةٌ لِكُلِّ مُتَنَازِعَيْنِ فِي الدُّنْيَا، فَإِنَّهُ تُعَادُ عَلَيْهِمُ الْخُصُومَةُ فِي الدَّارِ الْآخِرَةِ".

درر من روائع التفسير

 #درر_من_روائع_التفسير

#فرق بين حال أولياء الرحمن عند سماع الذكر و القرآن وبين حال من ادعى الوصول !

#قس و قارن وتأمل !

قال الحافظ ابن كثير -رحمه الله- في *تفسيره* عند كلامه عن حال الصحابة -رضى الله عنهم- عند سماع القران:

" كَمَا كَانَ الصَّحَابَةُ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ عِنْدَ سَمَاعِهِمْ كَلَامَ اللَّهِ مِنْ تِلَاوَةِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ تَقْشَعِرُّ جُلُودُهُمْ، ثُمَّ تَلِينُ مَعَ قُلُوبِهِمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ. لَمْ يَكُونُوا يتصارخُون وَلَا يَتَكَلَّفُونَ مَا لَيْسَ فِيهِمْ، بَلْ عِنْدَهُمْ مِنَ الثَّبَاتِ وَالسُّكُونِ وَالْأَدَبِ وَالْخَشْيَةِ مَا لَا يَلْحَقُهُمْ أَحَدٌ فِي ذَلِكَ؛ وَلِهَذَا فَازُوا بالقِدح المُعَلّى فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: حَدَّثَنَا مَعْمَر قَالَ: تَلَا قَتَادَةُ، رَحِمَهُ اللَّهُ: ﴿تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ﴾

قَالَ: هَذَا نَعْتُ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ، نَعَتَهُمُ اللَّهُ بِأَنْ تَقْشَعِرَّ جُلُودُهُمْ، وَتَبْكِيَ أَعْيُنُهُمْ، وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ، وَلَمْ يَنْعَتْهُمْ بِذَهَابِ عُقُولِهِمْ وَالْغَشَيَانِ عَلَيْهِمْ، إِنَّمَا هَذَا فِي أَهْلِ الْبِدَعِ، وَهَذَا مِنَ الشَّيْطَانِ.".

(تفسير ابن كثير)تفسير سورة الزمر

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...