الخميس، 30 مارس 2017

من روائع المدونات : الوفاء !!!

بسم الله الرحمن الرحيم
ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ
كلمة محببة للنفوس كدت لا تراها الا في الطروس
واذا كان حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم لايحبه الا ذكور الرجال
فان خلق الوفاء لا يوفق اليه من الرجال الا النبلاء
والوفاء المحمود والمأمور به انواع : اعظمها توحيد الله وعبادته وطاعته ، 
وانما مرادي في هذا المقال الكلام باختصار عن الوفاء الذي عرفه بعض العلماء: بانه ﻣﻼﺯﻣﺔ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﻮﺍﺳﺎﺓ، ﻭﻣﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻬﻮﺩ ﺍﻟﺨﻠﻄﺎﺀ
وما اعز ذلك في هذا الزمان ؛ فكم من رجل توثقت معه عري المودة والمحبة وتوضدت معه الالفة والاخوة ثم لم ينشب ان تنكر لذلك كله لغير جرم محقق او خطيئة متيقنة بل تأثرا باقوال الوشاة وضعفا امام اقاويل الغواة لا سيما بعد فتنة الغلو في التجريح التي اجتاحت كثيرا من السلفيين فمزقتهم ايدي سبأ ( وفيكم سماعون لهم )
ومن اعظم ما يوجب الوفاء ان تتواتر عليك انواع الاحسان وان تتابع عليك الوان المنن من خليل صادق فكيف اذا كانت احسانا علميا وإنعاما دينيا والابوة الدينية قد تكون اجل من الابوة الطينية فاذا نزغ الشيطان وقد يكون من بني الانسان نسيت ذلك كله وعدت عدوا باغيا !!
ليس هذا من اخلاق السلف الذين تتمسح بهم وتأمل ما سيأتي
قﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : " ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻤﻄﻌﻢ ﺑﻦ ﻋﺪﻱ ﺣﻴًّﺎ ﺛﻢ ﻛﻠﻤﻨﻲ ﻓﻲ ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻨﺘﻨﻰ ﻟﺘﺮﻛﺘﻬﻢ ﻟﻪ ." ‏ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ‏.
ﻓلم يمنعه من الوفاء بجزاء الصنيعة ان صاحبها مشرك
وأﺧﺮج ﺍﺑﻦ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ ﻓﻲ " ﻣﻌﺠﻤﻪ " ﻭ عنه ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ " ﺍﻟﻤﺴﺘﺪﺭﻙ " وصححه الالباني ﻋﻦ ﻋﺎﺋﺸﺔ ﻗﺎﻟﺖ :
" ﺟﺎﺀﺕ ﻋﺠﻮﺯ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ , ﻭ ﻫﻮ ﻋﻨﺪﻱ , ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ : ﻣﻦ ﺃﻧﺖ ?
 ﻗﺎﻟﺖ : ﺃﻧﺎ ﺟﺜﺎﻣﺔ ﺍﻟﻤﺰﻧﻴﺔ ,
 ﻓﻘﺎﻝ : ﺑﻞ ﺃﻧﺖ ﺣﺴﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﺰﻧﻴﺔ , ﻛﻴﻒ ﺃﻧﺘﻢ ? ﻛﻴﻒ ﺣﺎﻟﻜﻢ , ﻛﻴﻒ ﻛﻨﺘﻢ ﺑﻌﺪﻧﺎ ? 
ﻗﺎﻟﺖ : ﺑﺨﻴﺮ ﺑﺄﺑﻲ ﺃﻧﺖ ﻭ ﺃﻣﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ .
 ﻓﻠﻤﺎ ﺧﺮﺟﺖ , ﻗﻠﺖ : ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ , ﺗﻘﺒﻞ ﻋﻠﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﺠﻮﺯ ﻫﺬﺍ ﺍﻹﻗﺒﺎﻝ ?
 ﻓﻘﺎﻝ : " ﺇﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺄﺗﻴﻨﺎ ﺯﻣﻦ ﺧﺪﻳﺠﺔ , ﻭ ﺇﻥ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ " .
وﻓﻲ ﻓﻴﺾ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ : (ﺇﻥ ﺣﺴﻦ ﺍﻟﻌﻬﺪ ‏) ﺃﻱ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ ﻭﺍﻟﺨﻔﺎﺭﺓ ﻭﺭﻋﺎﻳﺔ ﺍﻟﺤﺮﻣﺔ ‏( ﻣﻦ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ‏) ﺃﻱ ﻣﻦ ﺃﺧﻼﻕ ﺃﻫﻞ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﻭﻣﻦ ﺧﺼﺎﺋﻠﻬﻢ ﺃﻭ ﻣﻦ ﺷﻌﺐ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ)
قال ﺍﻷﺣﻨﻒ : ‏( ﻻ ﺻﺪﻳﻖ ﻟﻤﻠﻮﻝٍ، ﻭﻻ ﻭﻓﺎﺀ ﻟﻜﺬﻭﺏٍ، ﻭﻻ ﺭﺍﺣﺔ ﻟﺤﺴﻮﺩٍ، ﻭﻻ ﻣﺮﻭﺀﺓ ﻟﺒﺨﻴﻞٍ، ﻭﻻ ﺳﺆﺩﺩ ﻟﺴﻴﺊ ﺍﻟﺨﻠﻖ ‏)  .
ﻭﻋﻦ ﺍﻷﺻﻤﻌﻲ ﻗﺎﻝ : ‏( ﺇﺫﺍ ﺃﺭﺩﺕ ﺃﻥ ﺗﻌﺮﻑ ﻭﻓﺎﺀ ﺍﻟﺮﺟﻞ ﻭﻭﻓﺎﺀ ﻋﻬﺪﻩ، ﻓﺎﻧﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺣﻨﻴﻨﻪ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﻃﺎﻧﻪ، ﻭﺗﺸﻮُّﻗﻪ ﺇﻟﻰ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ، ﻭﺑﻜﺎﺋﻪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ ﺯﻣﺎﻧﻪ)
ﺇﻥَّ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀَ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢِ ﻓﺮﻳﻀﺔٌ ﻭﺍﻟﻠﺆﻡُ ﻣﻘﺮﻭﻥ ﺑﺬﻱ ﺍﻹﺧﻼﻑِ
ﻭﺗﺮﻯ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﻟﻤﻦ ﻳﻌﺎﺷﺮُ ﻣﻨﺼﻔًﺎ ﻭﺗﺮﻯ ﺍﻟﻠﺌﻴﻢَ ﻣﺠﺎﻧﺐَ ﺍﻹﻧﺼﺎﻑِ 
ﻭﻣﻦ مظاهر الغدر ﻋند من لم يوفق للوفاء ؛ ﺍﻟﺘﻨﻜﺮ ﻟﻤﻦ ﺃﻓﺎﺩﻩ ﻭﻋﻠﻤﻪ ﻭﺃﺣﺴﻦ ﺇﻟﻴﻪ ﻷﺟﻞ ﺯﻟﺔ ﺯﻟﻬﺎ ﺃﻭ اجتهاد لم يوافق ما عليه من يعظمون ، ﻓﻴﺠﺤﺪ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻣﻀﻰ ﻣﻦ ﺇﺣﺴﺎﻧﻪ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻛﻤﺎ ﺗﻘﻮﻝ كافرة العشير : ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﻣﻨﻚ ﺧﻴﺮﺍ ﻗﻂ، ﻭربما تقرب الي ظالميه بثلبه ﻭﺍﻟﺘﺸﻨﻴﻊ ﻋﻠﻴﻪ :ِ
ﺃُﻋَﻠِّﻤُﻪُ ﺍﻟﺮِّﻣَﺎﻳَﺔَ ﻛُﻞَّ ﻳَـﻮْﻡٍ ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﺍﺷْﺘَﺪَّ ﺳَﺎﻋِﺪُﻩُ ﺭَﻣَﺎﻧِﻲ
ﻭَﻛَﻢْ ﻋَﻠَّﻤْﺘُﻪُ ﻧَﻈْﻢَ ﺍﻟﻘَﻮَﺍﻓِﻲ ﻓَﻠَﻤَّﺎ ﻗَﺎﻝَ ﻗَﺎﻓِﻴﺔً ﻫَﺠَﺎﻧِـﻲ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : " ﺍﻟﺤﺮ ﻣﻦ ﺭﺍﻋﻰ ﻭﺩﺍﺩ ﻟﺤﻈﺔً , ﻭﺍﻧﺘﻤﻰ ﻟﻤﻦ ﺃﻓﺎﺩﻩ ﻟﻔﻈﺔً
من جناية هذا التمزق الذي اقترفته ايدي غلاة التجريح انهم لم يبقوا حرا الا ما شاء الله والفتنة تصيب العقول حتي تجعلها هباءا فأي اخوة افسدوا واي عقول اغتالوا
ﻭأثر عن ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻭﺍﺳﻊ انه كان ﻳﻘﻮﻝ : " ﻻ ﻳﺒﻠﻎ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻣﻘﺎﻡ ﺍﻹﺣﺴﺎﻥ ﺣﺘﻰ ﻳﺤﺴﻦ ﺇﻟﻰ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺻﺤﺒﻪ ﻭﻟﻮ ﺳﺎﻋﺔ ," ﻭﻛﺎﻥ ﺇﺫﺍ ﺑﺎﻉ ﺷﺎﺓ ﻳﻮﺻﻲ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ ﻭﻳﻘﻮﻝ : " ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻨﺎ ﺻﺤﺒﺔ" وكأنه رحمه الله الجئ الي بيعها لشئ من صروف الدهر كالتي اصابت ابا الحسن الفالي الذي قال الذهبي في ترجمته بتصرف :
ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﺤﻮﻱ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺤﺴﻦ ، ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺣﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﺎﻟﻲ ، ﺍﻟﺨﻮﺯﺳﺘﺎﻧﻲ ، ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ .
ﻟﻪ ﻧﻈﻢ ﺟﻴﺪ ﻭﻓﻀﺎﺋﻞ ، ﻭﻗﺪ ﺍﺷﺘﺮﻯ ﻣﻨﻪ ﺍﻟﺸﺮﻳﻒ ﺍﻟﻤﺮﺗﻀﻰ ﻛﺘﺎﺏ " ﺍﻟﺠﻤﻬﺮﺓ " ﺑﺴﺘﻴﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭﺍ ، ﻓﺈﺫﺍ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻟﻠﻔﺎﻟﻲ
ﺃﻧﺴﺖ ﺑﻬﺎ ﻋﺸﺮﻳﻦ ﺣﻮﻻ ﻭﺑﻌﺘﻬﺎ ﻟﻘﺪ ﻃﺎﻝ ﻭﺟﺪﻱ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﻭﺣﻨﻴﻨﻲ
ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻇﻨﻲ ﺃﻧﻨﻲ ﺳﺄﺑﻴﻌﻬﺎ وﻟﻮ ﺧﻠﺪﺗﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﺠﻮﻥ ﺩﻳﻮﻧﻲ
ﻭﻟﻜﻦ ﻟﻀﻌﻒ ﻭﺍﻓﺘﻘﺎﺭ ﻭﺻﺒﻴﺔ ﺻﻐﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺗﺴﺘﻬﻞ ﺷﺌﻮﻧﻲ
فقلت ولم املك سوابق عبرة مقالة مكوي الفؤاد حزين
ﻭﻗﺪ ﺗﺨﺮﺝ ﺍﻟﺤﺎﺟﺎﺕ ﻳﺎ ﺃﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﻛﺮﺍﺋﻢ ﻣﻦ ﺭﺏ ﺑﻬﻦ ﺿﻨﻴن
انظر الي هذا الوفاء يتشوق ويتألم حزنا علي فقد كتاب فكيف حاله اذا ابتلي بفقد صحاب
وكتبه ابو محمد حسن بن حامد

الأربعاء، 8 مارس 2017

درر من روائع التفسير: أشق ثلاثة مواطن على الإنسان !!!

قال الحافظ ابن كثير-رحمه الله- عند كلامه عن قصة يحيى بن زكريا –عليهما السلام –عند قوله تعالى : {وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا}:

" هذه الأوقات الثلاثة أشد ما تكون على الإنسان ؛ فإنه ينتقل في كل منها من عالم إلى عالم آخر ؛
فيفقد الأول بعد ما كان ألفه وعرفه ويصير إلى الآخر ،
 ولا يدري ما بين يديه ، ولهذا يستهل صارخاً إذا خرج من بين الأحشاء وفارق لينها وضمها،
  وينتقل إلى هذه الدار ليكابد همومها وغمها، 
وكذلك إذا فارق هذه الدار وانتقل إلى عالم البرزخ بينها وبين دار القرار ، وصار بعد الدور والقصور إلى عرصة الأموات سكان القبور ، وانتظر هناك النفخة في الصور ليوم البعث والنشور ؛ 
فمن مسرور ومحبور ،
ومن محزون ومثبور ،
وما بين جبير وكسير ،
وفريق في الجنة وفريق في السعير
.

ولقد أحسن بعض الشعراء:
حيث يقول:

 ولدتك أمك باكياً مستصرخاً           *   والناس حولك يضحكون سروراً
فاحرص لنفسك أن تكون إذا بكوا      * في يوم موتك ضاحكاً مسروراً                             
ولما كانت هذه المواطن الثلاثة أشق ما تكون على ابن آدم ، سلم الله على يحيى في كل موطن منها ؛ فقال:

 {وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا}"..

(البداية والنهاية)2/60

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...