بسم الله الرحمن الرحيم
إتحاف المحب الوفى
بكيفية
الصلاة على النبى صلَّى الله عليه وسلم
أشهد أن لا إله الله وحده لا شريك له ؛ المعبود الحق , ولا ربً سواه ؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ؛ المبعوث رحمة للعالمين . عليه أفضل الصلاة , وأتم التسليم وعلى آله وصحابته , ومن أتبعهم بإحسان الى يوم الدين ؛ ما لاح فجر وغاب شفق .
وأما بعد ؛ فلا يخفى على مسلم فضل الصلاة والسلام على نبينا محمد بن عبد الله رسول رب العالمين , وسيد ولد آدم أجمعين , وحامل لواء الحمد يوم الدين صلى الله عليه وسلم وأنها " من أفضل الطاعات وأعظم القربات ؛ ينال بها العبد المسلم ؛ الصلاة عليه من ربَّه , ويرفع الله بها درجته , ويزيد فى حسناته , ويمحو من سيئاته , ويسعده فى الدنيا ولآخرة" .
ولكن للأسف خفىَّ على الكثيرين من المسلمين ؛ أفضل الصيغ التى يُصلى بها على النَّبى صلَّى الله عليه وسلم , والتى علّمها - صلَّى الله عليه وسلم- لصحابته رضوان الله عليهم أجمعين , والأدهى والأمر, أنهم التزموا صيغاً وألفاظاً ما أنزل الله بها من سلطان ؛ بل أنشاءها أُناس من قبل أنفسهم , أو جاءت فى أحاديث لا تصح نسبتها إليه صلَّى الله عليه وسلم ؛ لضعف أسانيدها وناقليها إلينا ؟ وأعرضوا عما صحت أسانيدها إليه -صلَّى الله عليه وسلم -, وجاءت فى " الصحيحين " : (البخارى ومسلم) وغيرهما من كُتب السنة النبوية . بالأسانيد الصحيحة الثابتة ؛ فاستبدلوا الذى هو أدنى بالذى هو خيرٍ , واستبدلوا الظن باليقين ؟! ونحن فى هذه العجالة سنذكر إن شاء الله تعالي صيغاً لكل من يُريد أن يُصلى على النَّبى صّلى الله عليه وسلم ؛
أفضل الصلاة , وأتمها وأكملها , وأبركها ؛ فهذه الصيغ هى أفضل , وأتم , وأكمل , وأبرك ؛ لأنها جاءت عنه صلّ الله عليه وسلم هو ﴿ الذى لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحىًَ يوحى ﴾ . وهى التى علّمها صحابته الكرام الذين هم ؛ أفضل وأعظم هذه الأمة إيماناً وعلماً وأكثرهم محبةً له صلّى الله عليه وسلم ؛ عندما قالوا له : يا رسول الله ! قد علمنا كيف نسلم عليك ( أي : فى التشهد )؛ فكيف نُصلى عليك ؟
قال: " قالوا : اللهم صلَّ على على محمد ..... " الحديث ،
فعلمهم أنواعاً من صيغ الصلاة عليه صلَّى الله عليه وسلم هى الآتية :-
1/" اللهم صل على محمدٍ , وعلى أهل بيته , وعلى أزواجه وذريته ؛ كما صليت على آل إبراهيم إنك حميدُُ مجيد ".
وهذا كان يدعو به هو نفسه صلى الله عليه وسلم .
رواه أحمد والطحاوى بسند صحيح , والشيخان دون : أهل بيته ".
2/" اللهم صلَّ على محمدٍ , وعلى آل محمد ؛ كما صليت على إبراهيم وعلى آل ابراهيم , إنك حميدَُ مجيد , اللهم بارك على محمدٍ , وعلى آل محمد , كما باركت على إبراهيم وعلى آل ابراهيم , إنك حميدَُ مجيد ".
البخارى , مسلم , والنسائى فى " عمل اليوم والليلة " (162/54) وغيرهم , والزيادة للبخارى وغيره , وقال ابن منده بعد أن خرجه (68/2) : " هذا حديث مجمع على صحته ".
3/" اللهم صلَّ على محمدٍ , وعلى آل محمد ؛ كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم , إنك حميدَُ مجيد , وبارك على محمد , وعلى آل محمد ؛ كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميدَُ مجيد ".
أحمد والنسائى , وأبو يعلى فى "مسنده " (ق 44/2) بسند صحيح .
4/ " اللهم صلِّ على محمد النّبى الأمى , وعلى آل محمد ؛ كما باركت على آل إبراهيم , وبارك على محمد النّبى الأمى , وعلى آل محمد , كما باركت على آل إبراهيم فى العالمين , إنك حميدُُ مجيد ".
مسلم , وأبو عوانة , بن أبى شيبة فى " المصنف " (2/132/1) " أبو داود , والنسائى (159-161) , وصححه الحاكم .
5/ " اللهم صلِّ على محمد عبدك ورسولك ؛ كما صليت على آل إبراهيم , وبارك على محمد عبدك ورسولك , وعلى آل محمد ؛ كما باركت إبراهيم ".
البخارى , النسائى , والطحاوى " وأحمد . وغيرهم .
6/ " اللهم صلِّ على محمد وعلى أزواجه وذريته ؛ كما صليت على آل أبراهيم , وبارك على محمد وعلى أزواجه وذريته , كما باركت على آل إبراهيم , إنك حميدَُ مجيد ".
البخارى , ومسلم , والنسائى (164/59).
7/ " اللهم صلِّ على محمد , وعلى آل محمد , وبارك على محمد , وعلى آل محمد , كما صليت وباركت على إبراهيم وآل إبراهيم , إنك حميدُُ مجيد ".
النسائى (159/47) , والطحاوى , وأبو سعيد ابن الأعرابى فى " المعجم " (79/2) بسند صحيح .
تنبيهات مهمة فى الصلاه علي نبي الأمة صلَّى الله عليه وسلم
التنبيه الأول : يرى القارئ الكريم أنه ليس فى شئ منها لفظ : ( سيدنا ) , ولذلك قرر أهل العلم المحققون عدم مشروعيتها , مع إنهم يعتقدون أنه صلَّى الله عليه وسلم : سيد ولد آدم أجمعين " : وما ذاك منهم إلا إتباعاً لتعليم النَّبى صلَّى الله عليه وسلم الكامل لأمته ؛ حيث سئل عن كيفية الصلاة عليه صلَّى الله عليه وسلم ؟ فأجاب آمراً بقوله : " قولوا " : اللهم صلَّ على محمد ...... " وهذا ما قرره الحافظ ابن حجر العسقلانى –أحد كبار علماء الحديث – وشارح صحيح الإمام البخارى , المسمى بـ" فتح البارى بشرح صحيح البخارى " عندما سئل : عن صفة الصلاة على النَّبى صلى الله عليه وسلم فى الصلاة أو خارج الصلاة , سواء قيل : بوجوبها أو ندبيتها ؟
هل يشترط فيها أن يصفه صلَّى الله عليه وسلم بالسيادة ؛ كأن يقول مثلاً : اللهم صلّ على سيدنا محمد , أو على سيد الخلق , أو على سيد ولد آدم ؟ أو يقتصر على قوله : اللهم صلِّ على محمد ؟
وإيهما أفضل : الإتيان بلفظ السيادة لكونها صفة ثابتة له صلّى الله عليه وسلم , أو عدم الإتيان به لعدم ورود ذلك فى الآثار ؟
فأجاب :- رحمه الله تعالى- :-
" نعم " ؛ إتباع الألفاظ المأثورة أرجح ,
ولا يقال : لعله ترك ذلك تواضعاً منه صلّى الله عليه وسلم , كما لم يكن يقول عند ذكره صلّى الله عليه وسلم : "صلّى الله عليه وسلم" وأمته مندوبة الى أن تقول ذلك كلما ذُكر ؛ لأنا نقول : لو كان ذلك راجحاً ؛ لجاء عن الصحابة ثم عن التابعين , ولم نقف فى شئ من الآثار عن أحد من الصحابة , ولا التابعين لهم قال ذلك , مع كثرة ما ورد عنهم من ذلك , هذا الإمام الشافعى – أعلى الله درجته – وهو من أكثر الناس تعظيماً للنّبى صلّى الله عليه وسلم قال : فى خطبة كتابه الذى هو عمدة لأهل مذهبه :
" اللهم صلَّ على محمد ... ". وقد عقد القاضى عياض باباً فى صفة الصلاة على النّبي صلّى الله عليه وسلم فى كتاب ( الشفاء ) , ونقل فيه آثاراً مرفوعة عن جماعة من الصحابة والتابعين ؛ ليس فى شئ منها عن أحد من الصحابة وغيرهم لفظ " سيدنا " ثم ساق عدداً من الآثار تبين ذلك . ثم قال :
" وقد ذكر الشافعية أن رجلاً لو حلف ليصلّين على النّبى صلّى الله عليه وسلم أفضل الصلاة ؛ فطريق البر أن يُصلى على النّبى صلّى الله عليه وسلم ... :" اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمد ؛ كما صليت علي إبراهيم ..." الحديث .
والمسألة مشهورة فى كُتب الفقة , والغرض منها ؛ أن كل من ذكر هذه المسألة من الفقهاء قاطبة ؛ لم يقع فى كلام أحد منهم , " سيدنا " , ولو كانت هذه الزيادة مندوبة ؛ ماخفيت عليهم كلهم حتى أغفلوها , والخير كله فى الإتباع , والله أعلم " اهـ
قال العلامة الشيخ محمد بن ناصر الدين الألبانى " رحمه الله " بعد أن ذكره عنه فى , كتابه القيم " صفة صلاة النّبي صلّى الله عليه وسلم " ص 172-175 ".
" قلتُ : وما ذهب إليه الحافظ ابن حجر " رحمه الله " من عدم مشروعية تسويده صلى الله عليه وسلم فى الصلاة عليه إتباعاً للأمر الكريم , وهو الذى عليه الحنفية ؛ وهو الذى ينبغى التمسك به ؛ لأنه الدليل الصادق على حبه صلّى الله عليه وسلم ؛ :
﴿ قل إن كنتم تحبون الله فأتبعونى يُحببكُمُ الله ﴾ ( آل عمران : 31 ).
لذلك قال الأمام النووى فى " الروضة " (1/265):
"وأكمل الصلاة على النّبى صلّى الله عليه وسلم : اللهم صلّ على محمد .... إلخ " وفق النوع الثالث المتقدم ؛ فلم يذكر فيه (السيادة)!"اهـ.
ولقد ذكر الحافظ بن حجر "رحمه الله" فى "فتح البارى" (12/449) عن الإمام ابن العربى المالكى "رحمه الله" أنه قال :" أنه صلّى الله عليه وسلم علمهم كيفية الصلاة عليه بالوحى ؛ ففى الزيادة على ذلك إستدراك عليه " اهـ.
التنبيه الثانى : وإعلم أنه لا يشرع تلفيق صيغة صلاة واحدة من مجموع هذه الصيغ , وكذلك يقال فى كل صيغ أذكار الصلاة , وعامة الأدعية والأذكار التى رُويت بألفاظ مختلفة , بل ذلك بدعة فى الدين , وإنما السنة أن يقول هذا تارة , وهذا تارة ؛ كما بينه أهل العلم "رحمهم الله تعالى" وقالوا : لان التلفيق :"يستلزم إحداث صفة فى التشهد لم ترد مجموعة فى حديث واحد" اهـ.
أنظر لزاماً ," جلاء الافهام " للإبن القيم (ص247-250) , "فتح البارى" (12/447-448) لابن حجر.
التنبيه الثالث : ويرى القارئ الكريم أن هذه الصيغ على إختلاف أنواعها فيها كلها الصلاة على آل النّبى صلّى الله عليه وسلم , وأزواجه وذريته معه صلّى الله عليه وسلم ؛ فلذلك ليس من السنة , ولا يكون منفذاً للأمر النبوى من أقتصر على قوله :"
اللهم صلّ على محمدٍ " فحسب ؛ بل لابد من الإتيان بإحدى هذه الصيغ كاملة كما جاءت عنه صلّى الله عليه وسلم ؛ لا فرق فى ذلك بين التشهد الأول والآخر . وهو نص الإمام الشافعى فى "الأم" (1/102) , فقال :
" والتشهد فى الأولى والثانية لفظ واحد لايختلف , ومعنى قولى : " التشهد" : التشهد والصلاه على النّبى صلّى الله عليه وسلم , لا يجزيه أحدهما عن الآخر "اهـ.
وأما حديث " كان لا يزيد فى الركعتين على التشهد " ؛ فهو حديث لا يصح كما بينه أهل العلم بالحديث.
التنبيه الرابع : أعلم أن المقصود من الصلاة على النّبى صلّى الله عليه وسلم أمور , منها : التقرب الى الله بإمتثال أمره . وقضاء حق النّبى صلّى الله عليه وسلم علينا . ومنها :"أن الله أمرنا بمكأفاة من أحسن إلينا ؛ فإن عجزنا عنها , كافأناه بالدعاء ؛ فأرشدنا الله ؛ لمّا علم عجزنا عن مكافأة نبينا صلّى الله عليه وسلم الى الصلاة عليه".
ومنها : أن فائدة الصلاة عليه صلّى الله عليه وسلم , ترجع الى الذى يُصلى عليه , كما فى حديث أبى هريرة -رضى الله عنه- فى " صحيح مسلم " : " من صلَّ علىّ واحدة ؛ صلَّ الله عليه عشراً ".
قال ابن القيم-رحمه الله- : " فالأمر بالصلاة عليه ؛ إحسان من الله للأمة ورحمة بهم ؛ لينيلهم كرامته بصلاتهم على رسوله صلّى الله عليه وسلم "اهـ" جلاء الأفهام " وما قبله فى " فتح البارى " (12/459) .
ومنها : بيان أن النّبى صلّى الله عليه وسلم ؛ عبدٌ لا يُعبد , ورسولٌ لا يُكذّب , وأنه يّطلب له من الله , ولا يُطلب منه ماهو من خصائص الربّ سبحانه , من غفران الذنوب , وكشف الكروب , وشفاء الأسقام ونحوها من الأمور التى لا يقدر على دفعها ورفعها إلا الله سبحانه وتعالى , هذا فى حال حياته عليه الصلاه والسلام ؛ فأما بعد مماته صلى الله عليه وسلم , فأولى وأولى أن لا يُطلب منه شئُُ .
قال تعالى : ﴿ قل سبحان ربى هل كنتُ إلاَّ بشراً رسولاَ ﴾ الأسراء :23,
وقال تعالى :﴿ إن الله وملائكتُه يُصلون على النَّبى يا أيها الذين ءآمنوا صلّوا عليه وسلموا تسليماً ﴾ الأحزاب : 56 ؛
والآيات الدالة على هذا الأصل كثيرة وكذا الأحاديث الصحيحة ؛ مستفيضة فى بيانه وتأكيده ؛ منها قوله صلّى الله عليه وسلم : " إذا سمعتم المؤذن , فقولوا مثل ما يقول , ثم صلّوا علّى ؛ فإنه من صلّ علّى صلاة ؛ صلَّ الله عليه عشراً , ثم سلوا لى الوسيلة ؛ فإنها منزلة فى الجنَّة لا تنبغى إلا لعبد من عباد الله , وأرجوا أن أكون أنا هو .. " الحديث أخرجه مسلم من حديث عبد الله بن عمرو -رضى الله عنهما- .
ومعنى صلاة الله على نبيه : ثناؤه عليه وتعظيمه , وصلاة الملائكة وغيرهم عليه , طلب ذلك من الله تعالى له صلّى الله عليه وسلم. أنظر " فتح البارى " (12/445) .
ومنها : " أن المراد من الصلاة عليه صلى الله علية وسلم : " تعظيمه فى الدنيا بإعلاء ذكره , وإظهار دينه ، وإبقاء شريعته , وفى الآخرة بإجزال مثوبته , وتشفيعه فى أمته , وإبداء فضيلته بالمقام المحمود ؛ وهى تعظيم قولى ( أى الصلاة عليه ) , والمقصود الأعظم من تعظيمه صلى الله عليه وسلم : هو إتباعه ؛ والتأسى به – عليه الصلاة والسلام – فى إعتقاده , وإخلاص التوحيد لله سبحانه , وعبادته , وهديه كله صلى الله عليه وسلم ؛ وهو الدليل الصادق على حبه وتعظيمه , كما تقدم . لا مجرد الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم , مع مخالفة سبيله وسنته ؟!
التنبيه الخامس : قال الحافظ ابن حجر " رحمه الله " فى " الفتح " (12/457):
" إستدال بتعليمه صلى الله عليه وسلم , لأصحابه الكيفية بعد سؤالهم عنها ؛ بأنها أفضل كيفيات الصلاة عليه ؛ لأنه لا يختار لنفسه إلا الأشرف الأفضل .. "اهـ .
لذلك ذهب العلامة ابن العربى المالكى " رحمه الله " – الى أن " الثواب الوارد لمن صلّ على النّبى صلى الله عليه وسلم ؛ إنما يحصل لمن صلّ عليه بالكيفية المذكورة (أى فى السنة)" وأقره الحافظ فى " الفتح " (12/456).
تكملة مهمة : التحذير من كتاب[دلائل الخيرات] : " ومما ألف فى الصلاة على النّبى صلى الله عليه وسلم مبيناً على غير علم , ومشتملاً على فضائل وكيفيات الصلاة على النّبى صلى الله عليه وسلم ما أنزل بها من سلطان : كتاب " دلائل الخيرات" للجزولى المتوفى سنة(854هـ). وهو كتاب قد أشتمل: على الغث والسمين , وشيب فيه الجائز بالممنوع , وفيه أحاديث موضوعة , وأحاديث ضعيفة , وفيه مجاوزة للحد , ووقوع فى المحذور الذى لا يرضاه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهو طارئ لم يكن من نهج السابقين بإحسان".
انتهى بتصرف يسير من رسالة " فضل الصلاة على النّبى صلى الله عليه وسلم وبيان معناها وكيفيتها وشئ مما الف فيها " للعلامة العباد – حفظه الله – ( كتب ورسائل العباد ..)(6/71, 73)
ولقد ذكر- حفظه الله – أمثلة لكيفيات مبتدعة فى كتاب ( دلائل الخيرات ) وبعض النماذج لما فيه من الأحاديث الموضوعة والضعيفة جداً .
وفي هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين