الخميس، 29 مارس 2018

قصة أعجبتني...

جاء في كتاب"المزهر في علوم اللغة وأنواعها"(307-309/2)للعلامة السيوطي-رحمه الله-:
"وقال محمد بن المعلى الأزدي في( كتاب الترقيص) : حدثنا أبو رياش عن الرياشي عن الأصمعي قال: كنت أغشى بيوت الأعراب أكتب عنهم كثيرًا حتى أَلِفوني، وعرفوا مُرادي، فأنا يوما مارٌّ بَعذَارى البصرة، قالت لي امرأة: يا أبا سعيد ائت ذلك الشيخ، فإنَّ عنده حديثاً حسناً، فاكتبه إن شئت.
قلت: أحسن الله إرشادَك ؛ فأتيت شيخا هِمّاً فسلمت عليه، فرد عليَّ السلام، 
وقال: من أنت؟ 

قلت: أنا عبد الملك بن قُرَيْب الأصْمَعي، 
قال: ذُو1 يتتبع الأعراب ؛ فيكتب ألفاظهم ؟ ،
قلت: نعم، وقد بلغني أن عندك حديثاً حسناً مُعْجباً رائعا ، 
وأخبرني باسمك ونسبك، 
قال: نعم، أنا حذيفة بن سور العَجلاني، ولد لأبي سبعُ بنات متواليات، 
وحملت أمي: فقلق قلقاً كاد قلقه يفلُق حبةَ قلبه، من خوف بنت ثامنة
،
فقال له شيخ من الحي: ألاَ استغثت بمَنْ خَلَقهنّ أن يكفيك مؤْنتهن!، 
قال: لا جَرَم2 ! لا أدعوه إلا في أحب البقاع إليه ؛
فإنه كريم لا يضيع قَصْد قاصديه، ولا يخيب آمال آمليه ؛
فأتى البيت الحرام وقال: 
(يا رب حسبي من بناتٍ حَسْبي ... شيَّبن رأسي وأكلن كَسْبي)
(إن زدتني أخرى خلعتَ قلبي ... وزدتني هما يَدُقُّ صلبي) 
فإذا بهاتف يقول: 
(لا تقنطن غشيت يا بن سور ... بذَكَرٍ من خيرة الذُّكور)
(ليس بمثمود3 ولا منزور ... محمدٍ من فعله مشكور)
(موجَّهٍ4 في قومه مذكور)
فرجع أبي واثقاً بالله جلَّ جلالُه، 
فوضعتني أمي، فنشأت أحسن ما نشأ غلام عِفّةً وكرماً، وبلغتُ مبْلغ الرجال، وقمت بأمر أخواتي وزوَّجتهن، وكنَّ عوانس، ثم قضى الله تعالى أن سترتهن ووالدتي، ثم منَّ الله عليَّ أن أعطاني فأوسع وأكثر، وله الحمد، وولدت رجالاً كثيرًا ونساء ؛ وإن بين يدي اليوم من ظهري ثمانين رجلا وامرأة ".
1-ذو بمعنى الذى وهى لغة طئ. حاشية
2-لا جَرَم: لابدّ أو حقاً أو لا محالة .حاشبة
3-المثمود:من يعطى بعد إلجاح ، وكذلك المنذور. حاشية
4-يقال رجل موجه ووجيه إذا كان ذا جاه وقدر. حاشية

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...