الجمعة، 28 ديسمبر 2012

الاعتماد على ما صححه الألباني?، للشيخ ابن باز-رحمه الله-


ما هو رأي سماحتكم في الاعتماد على ما صححه الألباني؟

الشيخ محمد ناصر الألباني –ناصر الدين الألباني- من خيرة الناس وهو من العلماء المعروفين بالاستقامة والعقيدة الطيبة والجد في تصحيح الأحاديث, وبيان حالها فهو عمدة في هذا الباب, ولكن ليس بمعصوم, قد يقع منه خطأ في تصحيح بعض الأحاديث أو تضعيفها, ولكن مثل غيره من العلماء, كل عالم هكذا له بعض الأخطاء من الأولين والآخرين, فالواجب على طالب العلم أن ينظر فيما صححه وحسنه وضعفه إذا كان من أهل العلم, من أهل الصناعة يعرف الحديث وينظر في طرقه وينظر في رجاله فإن ظهر له صحة ما قاله الشيخ فالحمد لله, وإلا اعتمد ما يظهر له من الأدلة التي سلكها أهل العلم في هذا الباب؛ لأن أهل العلم وضعوا قواعد في تصحيح الأحاديث وتضعيفها, أما ......... أهل العلم فمثله عمدة في التصحيح والتضعيف؛ لأنه من أهل العلم ومن أهل هذا الشأن؛ قد درس هذا مدة طويلة وسنوات كثيرة, نسأل الله لنا وله التوفيق وحسن العاقبة

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012

دعاء نبوي ينبغي لمن سمعه أن يتعلمه: دعاء دفع الهم والحزن

فعن عبد الله  ابن مسعود -رضى الله عنه- قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" ما أصاب أحدا قط هم و لا حزن ،

 فقال : اللهم إني عبدك ، و ابن عبدك ،و ابن أمتك ،
 ناصيتي بيدك ،
ماض في حكمك ،
عدل في قضاؤك ،
 أسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك ،
أو علمته أحدا من خلقك ،

 أو أنزلته في كتابك ،
 أو استأثرت به في علم الغيب عندك ؛
أن تجعل القرآن ربيع قلبي ،و نور صدري ،و جلاء حزني ، و ذهاب همي ؛
 إلا أذهب الله همه و حزنه ،
و أبدله مكانه فرجا " . 
قال : فقيل : يا رسول الله ألا نتعلمها ؟
 فقال:
"بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها " .



  "رواه أحمد ( 3712 ) ،و الحارث بن أبي أسامة في مسنده ( ص 251 من زوائده ) و أبو يعلى ( ق 156 / 1 ) ، و الطبراني في " الكبير " ( 3 / 74 / 1 ) و ابن حبان في " صحيحه " ( 2372 )، و الحاكم ( 1 / 509 )..."..."السلسلة الصحيحة" 1 / 337

السبت، 22 ديسمبر 2012

قول ضعيف ، وظن فاسد: تبديل دين رب العالمين

قال الامام ابن القيم-رحمه الله- فى كلام له في (اغاثة اللهفان)2/109:
"ونظير هذا الظن الكاذب والغلط الفاحش: ظن كثير من الجهال أن الفاحشة بالمملوك كالمباحة أو مباحة أو أنها أيسر من ارتكابها من الحر وتأولت هذه الفرقة القرآن على ذلك وأدخلت المملوك في قوله: {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين } حتى إن بعض النساء لتمكن عبدها من نفسها ، وتتأول القرآن على ذلك كما رفع إلى عمر بن الخطاب امرأة تزوجت عبدها وتأولت هذه الآية؛ ففرق عمر- رضي الله عنه -بينهما وأدبها ، وقال: ويحك إنما هذا للرجال لا للنساء .
ومن تأول هذه الآية على وطء الذكران من المماليك فهو كافر باتفاق الأمة ، 
 قال شيخنا: ومن هؤلاء من يتأول قوله تعالى: {ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم} على ذلك ،
 قال: وقد سألني بعض الناس عن هذه الآية وكان ممن يقرأ القرآن؛ فظن أن معناها : في إباحة ذكران العبيد المؤمنين ،
 قال: ومنهم من يجعل ذلك مسألة نزاع يبيحه بعض العلماء ، ويحرمه بعضهم ويقول: اختلافهم شبهة ، وهذا كذب وجهل ؛ فإنه ليس في فرق الأمة من يبيح ذلك بل ولا في دين من أديان الرسل ، وإنما يبيحه زنادقة العالم الذين لا يؤمنون بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر.
قال: ومنهم من يقول: هو مباح للضرورة مثل أن يبقى الرجل أربعين يوما لا يجامع إلى أمثال هذه الأمور ، التي خاطبني فيها ، وسألني عنها طوائف من الجند والعامة والفقراء ،
قال: ومنهم من قد بلغه خلاف بعض العلماء في وجوب الحد فيه ؛ فظن أن ذلك خلاف في التحريم ، ولم يعلم أن الشيء قد يكون من أعظم المحرمات كالميتة والدم ولحم الخنزير ، وليس فيه حد مقدر.
ثم ذلك الخلاف قد يكون قولا ضعيفا؛ فيتولد من ذلك القول الضعيف الذي هو من خطأ بعض المجتهدين ، وهذا الظن الفاسد الذي هو خطأ بعض الجاهلين: تبديل الدين وطاعة الشيطان، ومعصية رب العالمين "انتهى

الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012

تحسين أثر عمر بن الخطاب- رضي الله عنه -: ( ولا تظنن بكلمة خرجت من مسلم شراً، وأنت تجد لها في الخير محملاً ... ) .

أخرجه أبو داود في ( الزهد ) ( ص 98 ) : 
83 - حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: نا جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ، قَالَ: نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ الْمُقْرِئِ، قَالَ: نا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ: مَنْ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِلتُّهْمَةِ فَلَا يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ، وَمَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِيَرَةُ فِي يَدِهِ، وَضَعْ أَمْرَ أَخِيكَ عَلَى أَحْسَنِهِ حَتَّى يَأْتِيَكَ مِنْهُ مَا يَغْلِبُكَ، وَمَا كَافَأْتَ مَنْ عَصَى اللَّهَ فِيكَ مِثْلَ أَنْ تُطِيعَ اللَّهَ فِيهِ، وَعَلَيْكَ بِصَالِحِ الْإِخْوَانِ، أَكْثِرِ اكْتِسَابَهُمْ فَإِنَّهُمْ زَيْنٌ فِي الرَّخَاءِ، وَعِدَّةٌ عِنْدَ الْبَلَاءِ، وَلَا تَسَلْ عَمَّا لَمْ يَكُنْ حَتَّى يَكُونَ، فَإِنَّ فِي مَا كَانَ شُغْلًا عَنْ مَا لَمْ يَكُنْ، وَلَا يَكُنْ كَلَامُكَ بَدْلَةً إِلَّا عِنْدَ مَنْ يَشْتَهِيهِ وَيَتَّخِذُهُ غَنِيمَةً، وَلَا تَسْتَعِنْ عَلَى حَاجَتِكَ إِلَّا مَنْ يُحِبُّ نَجَاحَهَا، وَلَا تَسْتَشِرْ إِلَّا الَّذِينَ يَخَافُونَ اللَّهَ، وَلَا تَصْحَبِ الْفَاجِرَ فَتَعَلَّمَ مِنْ فُجُورِهِ، وَتَخَشَّعْ عِنْدَ الْقُبُورِ. ) .
قلت : هذا إسناد رجاله كلهم ثقات غير المسعودي وهو عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود ، قال الحافظ : ( صدوق اختلط قبل موته ، و ضابطه أن من سمع منه ببغداد فبعد الاختلاط ) .
قلت : وعبدالله بن يزيد مدني .
وجعفر بن مسافر ، قال الحافظ : ( صدوق ربما أخطأ ) .
وأخرجه محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا البغدادي المخَلِّص (المتوفى: 393هـ) في كتابه ( المخلصيات وأجزاء أخرى لأبي طاهر المخلص ) :
- (40) حدثنا أبوطاهرٍ محمدُ بنُ عبدِالرحمنِ بنِ العباسِ المُخلِّصُ مِن كتابِه قالَ: حدثنا أبوأحمدَ / عبدُالواحدِ بنُ المُهتدي قالَ: حدثني أبوالعباسِ أحمدُ بنُ بكرٍ قالَ: حدثني هشامُ بنُ عمارٍ الدمشقيُّ قالَ: حدثنا إبراهيمُ بنُ موسى المكيُّ - وكانَ ثقةً - عن يحيى بنِ سعيدٍ، عن سعيدِ بنِ المسيبِ قالَ:
وَضعَ عمرُ بنُ الخطابِ رضي اللهُ عنه للناسِ ثمانيةَ عشرَ كلمةً حِكمٌ كلُّها، قالَ:
ما عاقبتَ مَن عَصى اللهَ فيكَ بمثلِ أَن تُطيعَ اللهَ فيهِ.
وضعْ أمرَ أَخيكَ على أَحسنِهِ حتى يجيئَكَ ما يغلبُكَ.
ولا تظنَّ بكلمةٍ خرجتْ مِن مسلمٍ شراً وأنتَ تجدُ لها في الخيرِ مَحملاً.
ومَن تعرضَ بالتُّهمةِ فلا يلومَنَّ مَن أساءَ به الظنَّ.
ومَن كتمَ سرَّه كانَت الخيرةُ في يدَيه.
وعليكَ بإخوانِ الصدقِ فعِشْ في أكنافِهم، فإنَّهم زينةٌ في الرَّخاءِ وعدةٌ في البلاءِ.
وعليكَ بالصدقِ وإنْ قتلَكَ.
ولا تعرَّضْ فيما لا يعنيكَ.
ولا تسألْ عمَّا لم يكنْ، فإنَّ في [ما] كانَ شغلٌ عمَّا لم يكنْ.
ولا تطلبنَّ حاجةً إلى مَن لا يحبُّ نجاحَها.
ولا تَهاونْ بالحلفِ الكاذبِ فيهينَكَ اللهُ.
ولا تصحَب الفجارَ لتعلمَ مِن فجورِهم.
واعتزلْ عدوَّكَ.
واحذرْ صديقَكَ إلا الأَمينَ، ولا أمينَ إلا مَن خشيَ اللهَ.
وتخشَّعْ عندَ القبولِ - قالَ لنا أبوطاهرٍ: وهو عِندي في موضعٍ آخرَ: عندَ القبورِ -.
وذلَّ عندَ الطاعةِ.
واعتصمْ عندَ المعصيةِ. )

قلت : هذا إسناد حسن بما قبله ، عبدُالواحدِ بنُ المُهتدي كان رجلا صالحا ورعا زاهدا .

وأحمدُ بنُ بكرٍ وثقه أحمد بن الفرج بن منصور ، وضعفه الدارقطني .
قلت : ولكن تابعه أَحْمَد بن محمد بن بكر النَّيْسَابُوري الوَرَّاق القصير وهو ثقة كما في ( المتفق والمفترق ) للخطيب البغدادي ( ص 304 ) .
وهشام بن عمار قال الحافظ : ( صدوق مقرىء كبر فصار يتلقن ، فحديثه القديم أصح ) .
إبراهيم ابن موسى المكي ، وثقه هشام كما رأيت ، ولكن قال الحافظ الذهبي والحافظ العسقلاني كمافي ( اللسان ) : ( "إبراهيم" بن موسى الدمشقي مجهول لم يرو عنه إلا هشام بن عمار وفي ثقات بن حبان: إبراهيم بن موسى المكي يروي عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، وعنه هشام بن عمار .
فهو هذا بلا ريب . ) .
قلت : وأخرجه البيهقي في ( شعب الإيمان ) ( 10 / 559 ) :
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ، نا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ، نا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْذِرِ بْنِ سَعِيدٍ الْهَرَوِيُّ، نا أَبُو الزِّنْبَاعِ رَوْحُ بْنُ الْفَرَجِ بِمِصْرَ، نا مُوسَى بْنُ نَاصِحٍ، نا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَيِّبَةَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيَّ بَعْضُ إِخْوَانِي مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَنْ ضَعْ أَمْرَ أَخِيكَ عَلَى أَحْسَنِهِ مَا لَمْ يَأْتِكِ مَا يَغْلِبُكَ، وَلَا تَظُنَّنَّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ شَرًّا وَأَنْتَ تَجِدُ لَهُ فِي الْخَيْرِ مَحْمَلًا، وَمَنْ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِلتُّهَمِ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ، وَمَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِيَرَةُ فِي يَدَيْهِ، وَمَا كَافَأْتَ مَنْ عَصَى اللهَ فِيكَ بِمِثْلِ أَنْ تُطِيعَ اللهَ فِيهِ، وَعَلَيْكَ بِإِخْوَانِ الصِّدْقِ، فَكَثِّرْ فِي اكْتِسَابِهِمْ، فَإِنَّهُمْ زِينَةٌ فِي الرَّخَاءِ، وَعُدَّةٌ عِنْدَ عَظِيمِ الْبَلَاءِ، وَلَا تَهَاوَنْ بِالْحَلِفِ فَيُهِينَكَ اللهُ، وَلَا تَسْأَلَنَّ عَمَّا لَمْ يَكُنْ حَتَّى يَكُونَ، وَلَا تَضَعْ حَدِيثَكَ إِلَّا عِنْدَ مَنْ يَشْتَهِيهِ، وَعَلَيْكَ بِالصِّدْقِ وَإِنْ قَتَلَكَ الصِّدْقُ، وَاعْتَزِلْ عَدُوَّكَ، وَاحْذَرْ صَدِيقَكَ إِلَّا الْأَمِينَ، وَلَا أَمِينَ إِلَّا مَنْ خَشِيَ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ، وَشَاوِرْ فِي أَمْرِكَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ " .
وَقَدْ رُوِّينَا بَعْضَ هَذِهِ الْأَلْفَاظِ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ .
قلت : إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَيِّبَةَ لم أجد له ترجمة فيما بين يدي من المصادر ...
وموسى بن ناصح ذكره ابن حبان في ( الثقات ) وروى عنه جمع من الثقات الأثبات .
قلت : وللأثر طرق أخرى ولكنها ضعيف جدا ....
ولعل ما ذكرناه يكفي في إثبات صحته والحمد لله أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً ...
(تكميل):
وأخرجه ابن أبي الدنيا في ( مدارة الناس ) ( ص 50 ) :
45 - حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا نَافِعُ بْنُ عُمَرَ الْجُمَحِيُّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدَةَ الْمَدِينِيِّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «لَا تَظُنُّ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ فِيِّ مُسْلِمٍ شَرًّا وَأَنْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مَحْمَلًا» .
قلت : هذا إسناد منقطع رجاله ثقات غير سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدَةَ الْمَدِيني لم أعرفه ، ولعله تحرف وأظن الصحيح ما رواه المحاملي في ( الأمالي ) ( ص 359 ) :
460 - حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ ثنا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، ثنا مُحَمَّدُ يَعْنِي ابْنَ يَزِيدَ، عَنْ نَافِعِ بْنِ عُمَرَ الْجُمَحِيِّ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: «لَا تَظُنَّنَ بِكَلِمَةٍ خَرَجَتْ مِنْ فِي امْرِئٍ مُسْلِمٍ سُوءًا وَانْتَ تَجِدُ لَهَا فِي الْخَيْرِ مَحْمَلًا» .
ولعله سليمان بن عبيد السلمي ؛ قال ابن معين: ثقة: وقال أبو حاتم: صدوق. كما في " الجرح والتعديل: (2 / 1 / 95) . 
ذكرته مع انقطاعه لأنه يصلح في تقوية الأثر لا سيما إذا جاء موصولا من طريق آخر ولو كان ضعيفا ، ويدل أيضا أنه كان معروفا نسبته إلى عمر -رضي الله عنه- ، ويزيده قوة أيضا جزم شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله تعالى- بنسبته إلى عمر -رضي الله عنه- ، فقال رحمه الله في ( الرد على الشاذلي ) ( ص 190 ) :
( فصل :
ورد عن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- : ( لا تظنَّنَّ بكلمةٍ خرجت من مسلم شرًّا وأنت تجدُ لها في الخير مَحْملاً ) .
وقال : ( احمل أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك ما يغلبك منه ) .
وقد قال الله :{اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} [الحجرات 12] .
ونحن لا نحمل كلامَ رجلٍ على ما لا يسوغ إذا وجدنا له مساغًا ، ولولا ما أوجبه الله نصيحةً للخلق ببيان الحق؛ لمَا كان إلى بيان كلام هذا وأمثاله حاجة ،ولكنْ كثيرٌ من الناس يأخذون الكلام الذي لا يعلمون ما اشتمل عليه من الباطل؛ فيقتدون بما فيه اعتقادًا وعملاً ،ويَدْعُون الناسَ إلى ذلك.
وقد يرى بعض المؤمنين ما في ذلك من الخطأ والضلال، لكن يهاب ردَّه :

إما خوفًا أن يكون حقًّا لا يجوز رَدُّه ،
وإما عجزًا عن الحجة والبيان ،
وإما خوفًا من المنتصرين له ؛
 فيجب نصح المسترشد ،ومعونة المستنجد ،ووعظ المتهوِّر والمتلدِّد ، وبيان الصراط المستقيم صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين.
فلهذا وغيره نذكر ما تحتمله الكلمة من المعاني ؛ لاحتمال أن يكون قصد بها صاحبُها حقًّا ، ما لم يتبين مرادُه ؛ 

فإذا تبين مراده لم يكن بنا حاجة إلى توجيه الاحتمالات. ) .
كتبه:الطاهر نجم الدين المحسى 

السبت، 1 ديسمبر 2012

كلمة تقيك نار جهنم ؟!-اعاذنا الله منها بمنه وكرمه-

اخرج الامام البخاري -رحمه الله- في "صحيحه-(كتاب الرقاق) باب : من نوقش الحساب عذب 
عن عدي بن حاتم-رضى الله عنه- قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم:" ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة، ليس بين الله وبينه ترجمان، ثم ينظر فلا يرى شيئا قدامه، ثم ينظر بين يديه فتستقبله النار؛ فمن استطاع منكم أن يتقي النار، ولو بشق تمرة"
 وفي رواية له :
 عن عدي بن حاتم-رضى الله عنه-أيضا: قال :قال النبي صلى الله عليه وسلم:" اتقوا النار"
 ثم أعرض وأشاح،
 ثم قال :"اتقوا النار"
 ثم أعرض وأشاح ثلاثا حتى ظننا أنه ينظر إليها،
 ثم قال:" اتقوا النار ولو بشق تمرة؛ فمن لم يجد، فبكلمة طيبة"
قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله-في"فتح البارى"عند شرحه:
" قوله:( ثم ينظر بين يديه فتستقبله النار ) في رواية عيسى :(وينظر بين يده فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه ) ،وفي رواية أبي معاوية: (ينظر تلقاء وجهه فتستقبله النار
 قال ابن هبيرة : والسبب في ذلك أن النار تكون في ممره؛ فلا يمكنه أن يحيد عنها، إذ لا بد له من المرور على الصراط .

قوله:( فمن استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق تمرة ) ،زاد وكيع في روايته: (فليفعل ) ،

 وفي رواية أبي معاوية:( أن يقي وجهه النار ولو بشق تمرة فليفعل
 وفي رواية عيسى :(فاتقوا النار ولو بشق تمرة): أي اجعلوا بينكم وبينها وقاية من الصدقة وعمل البر ولو بشيء يسير"
وقال:
" قال ابن هبيرة وابن أبي جمرة في الحديث: إن الله يكلم عباده المؤمنين في الدار الآخرة بغير واسطة ، 
 وفيه : الحث على الصدقة .
 قال ابن أبي جمرة وفيه: دليل على قبول الصدقة، ولو قلت ، وقد قيدت في الحديث: بالكسب الطيب
 وفيه : إشارة إلى ترك احتقار القليل من الصدقة وغيرها .
... وقال ابن هبيرة :
 المراد بالكلمة الطيبة هنا :
 يدل على هدى،
 أو يرد عن ردى ،
أو يصلح بين اثنين ،
أو يفصل بين متنازعين ،
أو يحل مشكلا ،
 أو يكشف غامضا ،
أو يدفع ثائرا ،
أو يسكن غضبا ،
 والله سبحانه وتعالى أعلم
"انتهى
  باختصار

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...