الثلاثاء، 26 مايو 2015

قصة قول عمربن الخطاب-رضى الله عنه-: ذكرتني الطعن وكنت ناسيا !!!

ذكر البلاذري في كتابه [فتوح البلدان](1/444-446) بسنده :
حَدَّثَنَا هناد، قَالَ: حَدَّثَنَا الأسود بْن شيبان، قَالَ: أَخْبَرَنَا خَالِد بْن سمير قَالَ:

 انقش رجل يقال له معن بْن زائدة عَلَى خاتم الخلافة؛ فأصاب مالا من خراج الكوفة عَلَى عهد عُمَر، فبلغ ذلك عُمَر؛
 فكتب إِلَى المغيرة بْن شعبة :
 أنه بلغني أن رجلاً يقال له معن بْن زائدة انتقش عَلَى خاتم الخلافة ؛ فأصاب به مالاً من خراج الكوفة، فإذا أتاك كتابي هَذَا فنفذ فيه أمري وأطع رسولي.
 فلما صلى المغيرة العصر وأخذ الناس مجالسهم خرج ومعه رَسُول عُمَر فاشرأب الناس ينظرون إليه حَتَّى وقف عَلَى معن ثُمَّ قَالَ للرسول: إن أمير الْمُؤْمِنِين أمرني أن أطيع أمرك فيه فمرني بما شئت،
 فقال الرسول: أدع لي بجامعة أعلقها في عنقه ؛ فأتي بجامعة فجعلها في عنقه وجبذها جبذا شديدا، ثُمَّ قَالَ للمغيرة: احبسه حَتَّى يأتيك فيه أمر أمير الْمُؤْمِنِين؛ ففعل،
 وكان السجن يومئذ من قصب فتمحل معن للخروج وبعث إِلَى أهله أن ابعثوا لي بناقتي وجاريتي وعباءتي القطوانية ففعلوا فخرج منَ الليل وأردف جاريته، فسار حَتَّى إذا رهب أن يفضحه الصبح أناخ ناقته وعلقها، ثُمَّ كمن حَتَّى كف عنه الطلب.

فلما أمسى أعاد عَلَى ناقته العباءة وشد عليها وأردف جاريته، ثُمَّ سار حَتَّى قدم عَلَى عُمَر وهو موقظ المتهجدين لصلاة الصبح ومعه درته،
 فجعل ناقته وجاريته ناحية ثُمَّ دنا من عُمَر فقال:السلام عليك يا أمير الْمُؤْمِنِين ورحمة اللَّه وبركاته،
 فقال: وعليك. من أنت؟
قَالَ: معن بْن زائدة جئتك تائبا،
 قَالَ: أبت فلا يحيك اللَّه، 
فلما صلى صلاة الصبح،
 قَالَ للناس: مكانكم، فلما طلعت الشمس،
 قَالَ: هَذَا معن بْن زائدة انتقش عَلَى خاتم الخلافة ؛ فأصاب فيه مالاً من خراج الكوفة ، فما تقولون فيه،
 فقال قائل: اقطع يده،
وقال قائل: أصلبه ،
وعلي ساكت،
 فقال له عُمَر: ما تقول أَبَا الْحَسَن
 قَالَ: يا أمير الْمُؤْمِنِين رجل كذب كذبة عقوبته في بشره؛
 فضربه عُمَر ضربا شديدا- أو قَالَ مبرحا- وحبسه؛
 فكان في الحبس ما شاء اللَّه،
 ثُمَّ أنه أرسل إِلَى صديق له من قريش: أن كلم أمير الْمُؤْمِنِين في تخلية سبيلي،
 فكلمه القرشي، فقال : يا أمير الْمُؤْمِنِين معن بْن زائدة قَدْ أصبته منَ العقوبة بما كان له أهلاً؛ فإن رأيت أن تخلي سبيله،
 فقال عُمَر: ذكرتني الطعن وكنت ناسياً، علي بمعن؛
 فضربه ثُمَّ أمر به إِلَى السجن،
 فبعث معن إِلَى كل صديق له: لا تذكروني لأمير الْمُؤْمِنِين،
 فلبث محبوسا ما شاء اللَّه،
 ثُمَّ أن عُمَر انتبه له،
 فقال: معن ؛ 
فأتي به فقاسمه ، وخلى سبيله.

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...