الجمعة، 31 أكتوبر 2014

(صفحة من تأريخ اليهود ): محاولة إغتيال فاشلة ؟!!! وآية ربانية !

اخرج الإمام البخاري-رحمه الله- في "صحيحه"[كتاب الطب]باب باب ما يذكر في سم النبي صلى الله عليه وسلم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ-رضى الله عنه- أَنَّهُ قَالَ:
لَمَّا فُتِحَتْ خَيْبَرُ أُهْدِيَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَاةٌ فِيهَا سَمٌّ؛ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :"اجْمَعُوا لِي مَنْ كَانَ هَا هُنَا مِنْ الْيَهُودِ"، فَجُمِعُوا لَهُ ؛
فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" إِنِّي سَائِلُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْهُ
فَقَالُوا: نعم يَا أَبَا الْقَاسِمِ ،
فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"مَنْ أَبُوكُمْ
قَالُوا: أَبُونَا فُلَانٌ،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"كَذَبْتُمْ؛ بَلْ أَبُوكُمْ فُلَانٌ
فَقَالُوا: صَدَقْتَ وَبَرِرْتَ،
فَقَالَ:"هَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ
فَقَالُوا: نَعَمْ يَا أَبَا الْقَاسِمِ ،وَإِنْ كَذَبْنَاكَ عَرَفْتَ كَذِبَنَا كَمَا عَرَفْتَهُ فِي أَبِينَا،
قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"مَنْ أَهْلُ النَّارِ
فَقَالُوا: نَكُونُ فِيهَا يَسِيرًا ثُمَّ تَخْلُفُونَنَا فِيهَا،
فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:"اخسئوا فِيهَا ، وَاللَّهِ لَا نَخْلُفُكُمْ فِيهَا أَبَدًا
ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:"فَهَلْ أَنْتُمْ صَادِقِيَّ عَنْ شَيْءٍ إِنْ سَأَلْتُكُمْ عَنْهُ
قَالُوا نَعَمْ،
فَقَالَ:"هَلْ جَعَلْتُمْ فِي هَذِهِ الشَّاةِ سَمًّا
فَقَالُوا: نَعَمْ،
فَقَالَ:"مَا حَمَلَكُمْ عَلَى ذَلِكَ
فَقَالُوا: أَرَدْنَا إِنْ كُنْتَ كَذَّابًا نَسْتَرِيحُ مِنْكَ ، وَإِنْ كُنْتَ نَبِيًّا لَمْ يَضُرَّكَ".
قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله- في "الفتح" عند شرحه:
"وَفِي الْحَدِيثِ:

إِخْبَارُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْغَيْبِ ،
 وَتَكْلِيمِ الْجَمَادِ لَهُ ،
 وَمُعَانِدَةُ الْيَهُودِ لِاعْتِرَافِهِمْ بِصِدْقه فِيمَا أَخْبَرَ بِهِ عَنِ اسْمِ أَبِيهِمْ، وَبِمَا وَقَعَ مِنْهُمْ مِنْ دَسِيسَةِ السُّمِّ ، وَمَعَ ذَلِكَ فَعَانَدُوا وَاسْتَمَرُّوا عَلَى تَكْذِيبِهِ .
وَفيه: قَتْلُ مَنْ قَتَلَ بِالسُّمِّ قِصَاصًا ،...،
وَفِيهِ: أَنَّ الْأَشْيَاءَ - كَالسَّمُومِ وَغَيْرِهَا - لَا تُؤَثِّرُ بِذَوَاتِهَا بَلْ بِإِذْنِ اللَّهِ ، لِأَنَّ السُّمَّ أَثَّرَ فِي بِشْرٍ فَقِيلَ: إِنَّهُ مَاتَ فِي الْحَالِ ،

 وَقِيلَ : إِنَّهُ [ مَاتَ ] بَعْدَ حَوْلٍ ،..".

واخرج الإمام مسلم-رحمه الله-في "صحيحه"[كتاب السلام] :
عَنْ أَنَسٍ-رضى الله عنه- :
أَنَّ امْرَأَةً يَهُودِيَّةً أَتَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَاةٍ مَسْمُومَةٍ ؛ فَأَكَلَ مِنْهَا ، فَجِيءَ بِهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛
فَسَأَلَهَا عَنْ ذَلِكَ
،
فَقَالَتْ: أَرَدْتُ لِأَقْتُلَكَ،
قَالَ :"مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَى ذَاكِ" قَالَ: أَوْ قَالَ: عَلَيَّ
قَالَ: قَالُوا: أَلَا نَقْتُلُهَا ،
قَالَ:" لَا
قَالَ: فَمَا زِلْتُ أَعْرِفُهَا فِي لَهَوَاتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَحَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ سَمِعْتُ هِشَامَ بْنَ زَيْدٍ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يُحَدِّثُ: أَنَّ يَهُودِيَّةً جَعَلَتْ سَمًّا فِي لَحْمٍ ثُمَّ أَتَتْ بِهِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَحْوِ حَدِيثِ خَالِدٍ.

قال الإمام النووي-رحمه الله- عند شرحه:
"وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَا كَانَ اللَّهُ لِيُسَلِّطَكِ عَلَى ذَاكَ أَوْ قَالَ : عَلَيَّ
فِيهِ: بَيَانُ عِصْمَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ، كَمَا قَالَ اللَّهُ :{وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِوَهِيَ مُعْجِزَةٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَلَامَتِهِ مِنَ السُّمِّ الْمُهْلِكِ لِغَيْرِهِ ،

 وَفِي إِعْلَامِ اللَّهِ تَعَالَى لَهُ بِأَنَّهَا مَسْمُومَةٌ ، وَكَلَامِ عُضْوٍ مِنْهُ لَهُ ، فَقَدْ جَاءَ فِي غَيْرِ مُسْلِمٍ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( إِنَّ الذِّرَاعَ تُخْبِرُنِي أَنَّهَا مَسْمُومَةٌوَهَذِهِ الْمَرْأَةُ الْيَهُودِيَّةُ الْفَاعِلَةُ لِلسُّمِّ اسْمُهَا زَيْنَبُ بِنْتُ الْحَارِثِ أُخْتُ مَرْحَبٍ الْيَهُودِيِّ ، رَوَيْنَا تَسْمِيَتَهَا هَذِهِ فِي مَغَازِي مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، وَدَلَائِلِ النُّبُوَّةِ لِلْبَيْهَقِيِّ .
قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ : وَاخْتَلَفَ الْآثَارُ وَالْعُلَمَاءُ هَلْ قَتَلَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ لَا ؟

 فَوَقَعَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ ( أَنَّهُمْ قَالُوا : أَلَا نَقْتُلُهَا ؟ قَالَ : لَا )، وَمِثْلُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَجَابِرٍ ، وَعَنْ جَابِرٍ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي سَلَمَةَ: أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتَلَهَا .
 وَفِي رِوَايَةِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَفَعَهَا إِلَى أَوْلِيَاءِ بِشْرِ بْنِ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ ، وَكَانَ أَكَلَ مِنْهَا فَمَاتَ بِهَا ، فَقَتَلُوهَا .
 وَقَالَ ابْنُ سَحْنُونٍ : أَجْمَعَ أَهْلُ الْحَدِيثِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتَلَهَا .
قَالَ الْقَاضِي : وَجْهُ الْجَمْعِ بَيْنَ هَذِهِ الرِّوَايَاتِ وَالْأَقَاوِيلِ: أَنَّهُ لَمْ يَقْتُلْهَا أَوَّلًا حِينَ اطَّلَعَ عَلَى سُمِّهَا .

 وَقِيلَ لَهُ : اقْتُلْهَا فَقَالَ : لَا ؛ فَلَمَّا مَاتَ بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ مِنْ ذَلِكَ سَلَّمَهَا لِأَوْلِيَائِهِ؛ فَقَتَلُوهَا قِصَاصًا ، فَيُصْبِحُ قَوْلُهُمْ : لَمْ يَقْتُلْهَا أَيْ فِي الْحَالِ ، وَيَصِحُّ قَوْلُهُمْ : قَتَلَهَا أَيْ بَعْدَ ذَلِكَ .
 وَاللَّهُ أَعْلَمُ "انتهى.

الأحد، 26 أكتوبر 2014

قوم كذبوا على الله سبحانه؛ فكيف لا يكذبون ويفترون على خلقه ؟!!!

فعَنْ أَنَسٍ-رضى الله عنه- قَالَ: سَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ بِقُدُومِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهْوَ فِي أَرْضٍ يَخْتَرِفُ؛ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،
فَقَالَ: إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ ثَلَاثٍ لَا يَعْلَمُهُنَّ إِلَّا نَبِيٌّ:
فَمَا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ،
وَمَا أَوَّلُ طَعَامِ أَهْلِ الْجَنَّةِ،
وَمَا يَنْزِعُ الْوَلَدُ إِلَى أَبِيهِ أَوْ إِلَى أُمِّهِ
،
قَالَ :"أَخْبَرَنِي بِهِنَّ جِبْرِيلُ آنِفًا
قَالَ: جِبْرِيلُ ،
قَالَ:" نَعَمْ
قَالَ: ذَاكَ عَدُوُّ الْيَهُودِ مِنْ الْمَلَائِكَةِ،
فَقَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ:"{ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ
أَمَّا أَوَّلُ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: فَنَارٌ تَحْشُرُ النَّاسَ مِنْ الْمَشْرِقِ إِلَى الْمَغْرِبِ،
وَأَمَّا أَوَّلُ طَعَامٍ يَأْكُلُهُ أَهْلُ الْجَنَّةِ: فَزِيَادَةُ كَبِدِ حُوتٍ،
وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الرَّجُلِ مَاءَ الْمَرْأَةِ نَزَعَ الْوَلَدَ، وَإِذَا سَبَقَ مَاءُ الْمَرْأَةِ نَزَعَتْ

قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ،
يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ الْيَهُودَ قَوْمٌ بُهُتٌ،
وَإِنَّهُمْ إِنْ يَعْلَمُوا بِإِسْلَامِي قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَهُمْ يَبْهَتُونِي
،
فَجَاءَتْ الْيَهُودُ،
فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" أَيُّ رَجُلٍ عَبْدُ اللَّهِ فِيكُمْ"، قَالُوا: خَيْرُنَا وَابْنُ خَيْرِنَا وَسَيِّدُنَا وَابْنُ سَيِّدِنَا،
قَالَ:" أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَسْلَمَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ
فَقَالُوا: أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْ ذَلِكَ،
فَخَرَجَ عَبْدُ اللَّهِ فَقَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ،
فَقَالُوا: شَرُّنَا وَابْنُ شَرِّنَا، وَانْتَقَصُوهُ،
قَالَ: فَهَذَا الَّذِي كُنت أَخَافُ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
[صحيح البخاري [كتاب تفسير القرآن]: باب من كان عدوا لجبريل]
وفي قصة إسلام عبد الله بن سلام ـ رضي الله عنه ـ يظهر لنا أن اليهود قوم بُهْت، أي أهل إفك وكذب، يقولون ويفترون على غيرهم ما ليس فيه،
بل من كذبهم بهتانهم: أنهم كذبوا على الله فوصفوه بما لا يليق، قال الله تعالى: { لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ سَنَكْتُبُ مَا قَالُوا وَقَتْلَهُمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَنَقُولُ ذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ }(آل عمران: 181)،
 وقال تعالى: { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ }(المائدة: 64)، وقال تعالى: { وَقَالَتِ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ وَقَالَتِ النَّصَارَى الْمَسِيحُ ابْنُ اللَّهِ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ يُضَاهِئُونَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ }(التوبة: 30) .
فقوم كذبوا على الله سبحانه؛ فكيف لا يكذبون ويفترون على خلقه ؟!

الخميس، 23 أكتوبر 2014

وحشة الذنوب هل وجدتها...راجع نفسك ؟!!! فعدم وجدانها من علامات الشقاوة !!!

قال الإمام ابن القيم-رحمه الله- عند كلامه على قول كعب بن مالك-رضى الله عنه-في حديثه الطويل : "حتى تنكرت لي الأرض، فما هي بالتي أعرِفُ" :
"هذا التنكرُ يجده الخائفُ والحزينُ والمهمومُ في الأرض،

 وفى الشجر، والنبات ،
حتى يجدَه فيمن لا يُعلم حاله من الناس،
 ويجده أيضًا المذنبُ العاصي بحسب جُرمه حتى في خُلُقِ زوجته وولده، وخادمه ودابته،
 ويَجِدُه في نفسه أيضًا؛
 فتتنكر له نفسُه حتى ما كأنَّه هو، ولا كأنَّ أهلَه وأصحابَه، ومَن يُشْفِقُ عليه بالَّذِينَ يعرِفُهم،
 وهذا سر من الله لا يخفى إلا على مَن هو ميتُ القلب، وعلى حسب حياة القلب، يكون إدراكُ هذا التنكر والوحشة.
 وما لجرح بميت إيلام.
ومن المعلوم، أن هذا التنكرَ والوحشة كانا لأهل النفاق أعظم، ولكن لموت قلوبهم لم يكونوا يشعرون به،
 وهكذا القلبُ إذا استحكم مرضُه، واشتد ألمُه بالذنوب والإجرام، لم يجد هذه الوحشة والتنكر، ولم يحس بها،
 وهذه علامةُ الشقاوة، وأنه قد أيسَ من عافية هذا المرض، وأعيا الأطباء شِفاؤه،
 والخوفُ والهمُّ مع الريبة،
 والأمنُ والسرورُ مع البراءةِ مِن الذنب.

فَمَا في الأرْضِ أَشْجَعُ مِنْ بَرِيءٍ **وَلا في الأرْضِ أخْوَفُ مِنْ مُرِيبِ
وهذا القدرُ قد ينتفع به المؤمنُ البَصيرُ إذا ابتُلِيَ به ثم راجع؛ فإنه ينتفع به نفعًا عظيمًا مِن وجوه عديدة تفوتُ الحصرَ،
 ولو لم يكن منها إلا استثمارُه من ذلك أعلام النبوة، وذوقُه نفس ما أخبر به الرسولُ؛
 فيصير تصديقه ضروريًا عنده، ويصيرُ ما ناله مِن الشر بمعاصيه، ومن الخير بطاعاته ، من أدلة صدق النبوة الذوقية التي لا تتطرقُ إليها الاحتمالات،
 وهذا كمن أخبرك أن في هذه الطريق من المعاطب والمخاوف كيتَ وكيتَ على التفصيل؛ فخالفته وسلكتها، فرأيتَ عَيْن ما أخبرَكَ به؛
 فإنك تَشْهَدُ صِدقَه في نفس خِلافك لهُ،
 وأما إذا سلكت طريقَ الأمن وحدها، ولم تجد من تلك المخاوف شيئًا؛ فإنه وإن شهد صدق المخبر بما ناله من الخير والظفر مفصلًا؛ فإن علمه بتلك يكون مجملًا"انتهى.
(زاد المعاد ..)

السبت، 18 أكتوبر 2014

من روائع الردود العلمية:(معاذَ اللهِ أن يحكم رسولُ الله بما يُخالف كتاب الله تعالى أو يعارضه)!!!

قال الإمام ابن القيم-رحمه الله- في كتابه العجاب"زاد المعاد.."4/161 في رده المطاعن التى طعن بها على حديث فاطمة بنت قيس-رضى الله عنها- ومنها قول أمير المؤمنين عمربن الخطاب-رضى الله عنه-: لا نَتْرُكُ كِتَابَ اللهِ وَسُنَّةَ نبيِّنا! لِقول امرأة لا نَدْرِي لَعَلَّهَا حَفِظَتْ أَوْ نَسِيَتْ؟ ...
"... فهي مِن المهاجرات الأول،
 وقد رضيها رسولُ الله لِحِبِّه وابنِ حِبِّه أسامة بن زيد، وكان الذي خطبها له.
 وإذا شئتَ أن تعرف مقدارَ حفظها وعلمها؛ فاعرفه مِن حديث الدَّجَالِ الطويلِ الذي حدث به رسول الله على المنبر، فوعته فاطمةُ وحفظته، وأدته كما سمعته، ولم ينكره عليها أحد مع طوله وغرابته؛
فكيف بقصة جرت لها وهي سببها، وخاصمت فيها، وحكم فيها بكلمتين:" وهى لا نفقة ولا سكنى"، والعادة تُوجبُ حفظ مثل هذا وذكره،
 واحتمال النسيان فيه أمر مشترك بينها وبين من أنكر عليها،
 فهذا عمرُ قد نسي تيمُّمَ الجنب، وذكرهُ عمار بن ياسر أمر رسول الله لهما بالتيمم من الجنابة، فلم يذكره عمر -رضي الله عنه-، وأقام على أن الجنب لا يصلي حتى يجد الماء.
 ونسي قولَه تعالى: { وإِنْ أَرَدْتُم استِبْدَالَ زَوجٍ مَكَانَ زَوجٍ وَآْتيتُم إحْدَاهن قِنْطَارًا فَلا تَأخُذُوا مِنهُ شَيئا } [النساء:20] حتى ذكَّرته به امرأَة، فرجعَ إلى قولها.
 ونسي قوله: { إنَّكَ ميِّتٌ وَإنَّهُمْ مَيّتونَ } [الزمر:30] حتى ذُكر بهِ؛
 فإن كان جوازُ النسيان على الراوي يُوجب سقوطَ روايته، سقطت روايةُ عمر التي عارضتم بها خبر فاطمة، وإن كان لا يُوجب سقوطَ روايته، بطلت المعارضةُ بذلك؛
 فهي باطلة على التقديرين، ولو رُدَّتِ السُّننُ بمثل هذا، لم يبق بأيدي الأمة منها إلا اليسير،
 ثم كيف يُعارِضُ خَبر فاطمة، ويَطْعَنُ فيهِ بمثل هذا مَنْ يرى قبولَ خبرِ الواحد العدل، ولا يشترطُ للرواية نِصابًا، وعمر -رضي الله عنه- أصابه في مثل هذا ما أصابه في رد خبر أبي موسى في الاستئذان حتى شهد له أبو سعيد، وردَّ خبرَ المغيرة بنِ شُعبة في إملاصِ المرأةِ حتى شَهِدَ له مُحمَّدُ بن مسلمة،
 وهذا كان تثبيتًا منه -رضي الله عنه- حتى لا يركب الناس الصَّعبَ والذَّلُولَ في الرواية عن رسول الله ، وإلا فقد قَبِلَ خبرَ الضحاك بن سفيان الكلابي وحده وهو أعرابي، وقبل لعائشة -رضي الله عنها- عدةَ أخبار تفرَّدت بها،
 وبالجملة، فلا يقول أحد: إنه لا يقبل قولُ الراوي الثقة العدل حتى يشهد له شاهدان لا سيما إن كان من الصحابة.

فصل
وأما المطعن الثاني: وهو أن روايتها مخالفة للقرآن،
 فنجيب بجوابين: مجملٍ، ومفصلٍ،
 أما المُجمل: فنقولُ: لو كانت مخالفة كما ذكرتم، لكانت مخالفةً لعمومه، فتكون تخصيصًا للعام، فحكمُها حكمُ تخصيص قوله: { يُوصِيكُم اللهُ في أَوْلادِكُم } [النساء:11]، بالكافر، والرقيق، والقاتل، وتخصيصِ قولِه: { وأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذلِكُم } [النساء:24] بتحريم الجمعِ بينَ المرأة وعمتها، وبينها وبين خالتها ونظائره؛
 فإن القرآنَ لم يخُصَّ البائن بأنها لا تَخْرُج ولا تُخْرَجُ، وبأنها تسكن من حيث يسكنُ زوجها، بل إما أن يَعُمَّها ويَعُمَّ الرجعية، وإما أن يخُصَّ الرجعيةَ.
فإن عمَّ النوعينِ، فالحديثُ مخصِّصٌ لعمومه، وإن خص الرجعيات وهو الصواب للسياق الذي مَنْ تدبَّره وتأمله قطع بأنه في الرجعيات من عدة أوجه قد أشرنا إليها، فالحديث ليس مخالفًا لكتاب الله، بل موافق له،
 ولو ذُكِّرَ أميرُ المؤمنين رضي الله عنه بذلك، لكان أوَّل راجع إليه؛
 فإن الرجل كما يذهَلُ عن النص يذهَلُ عن دلالته وسياقه،وما يقترن به: مما يتبين المراد منه،
 وكثيراً ما يذهل عن دخول الواقعة المعينة تحتَ النصِّ العام واندراجِه تحتها؛
 فهذا كثيرٌ جدًا، والتفطُنُ له من الفهم الذي يُؤتيه الله مَنْ يشاء من عباده،
 ولقد كان أمير المؤمنين عمر -رضي الله عنه- مِن ذلك بالمنزلة التي لا تُجهل، ولا تستغرقها عبارةٌ، غيرَ أن النسيان والذُّهولَ عُرضةٌ للإِنسان،
 وإنما الفاضلُ العالمُ من إذا ذُكِّرَ ذَكَرَ وَرَجَعَ.
فحديثُ فاطمة -رضي الله عنها- مع كتاب الله على ثلاثة أطباق لا يخرُج عن واحد منها: إما أن يكون تخصيصًا لعامه.
 الثاني: أن يكون بيانا لما لم يتناوله، بل سكت عنه.
 الثالث: أن يكون بيانًا لما أريد به وموافِقًا لما أرشد إليه سياقه وتعليله وتنبيهه،
 وهذا هو الصوابُ؛ فهو إذن موافق له لا مخالف،
 وهكذا ينبغي قطعًا،
 ومعاذَ اللهِ أن يحكم رسولُ الله بما يُخالف كتاب الله تعالى أو يعارضه،
 وقد أنكر الإمام أحمد رحمه الله هذا مِن قول عمر -رضي الله عنه-، وجعل يتبسَّمُ ويقول: أين في كتاب الله إيجاب السكنى والنفقة للمطلقة ثلاثًا،
 وأنكرته قبله الفقيهة الفاضلة فاطمة،
وقالت: بيني وبينكم كتابُ الله، قال الله تعالى: { لا تَدْرِي لَعَلَّ الله يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِك أَمْرًا } [الطلاق:1] وأي أمر يحدث بعد الثلاث،
 وقد تقدم أن قوله: { فإِذَا بَلَغْنَ أجَلَهُنَّ فَأمْسِكُوهُنَّ } [الطلاق:2]، يشهد بأن الآيات كلها في الرجعيات"انتهى.

الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

قصة قصيرة ولكنها معبرة في بيان حقيقة العلم النافع !!!

قال الإمام الدارمي-رحمه الله-في مقدمة"سننه":أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ كَثِيرٍ، قَالَ سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ شُرَيْحٍ، يُحَدِّثُ عَنْ عَمِيرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ:
 إِنَّ رَجُلًا قَالَ لِابْنِهِ: اذْهَبْ فَاطْلُبْ الْعِلْمَ؛
 فَخَرَجَ فَغَابَ عَنْهُ مَا غَابَ ثُمَّ جَاءَهُ؛ فَحَدَّثَهُ بِأَحَادِيثَ،
 فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ: يَا بُنَيَّ اذْهَبْ فَاطْلُبْ الْعِلْمَ؛
 فَغَابَ عَنْهُ أَيْضًا زَمَانًا ،
ثُمَّ جَاءَهُ بِقَرَاطِيسَ فِيهَا كُتُبٌ فَقَرَأَهَا عَلَيْهِ؛
 فَقَالَ لَهُ: هَذَا سَوَادٌ فِي بَيَاضٍ فَاذْهَبْ اطْلُبْ الْعِلْمَ؛
 فَخَرَجَ فَغَابَ عَنْهُ مَا غَابَ ثُمَّ جَاءَهُ؛
 فَقَالَ لِأَبِيهِ: سَلْنِي عَمَّا بَدَا لَكَ،
 فَقَالَ لَهُ أَبُوهُ: أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّكَ مَرَرْتَ بِرَجُلٍ يَمْدَحُكَ،
 وَمَرَرْتَ بِآخَرَ يَعِيبُكَ؟
 قَالَ: إِذًا لَمْ أَلُمُ الَّذِي يَعِيبُنِي، وَلَمْ أَحْمَدْ الَّذِي يَمْدَحُنِي،
 قَالَ: أَرَأَيْتَ لَوْ مَرَرْتَ بِصَفِيحَةٍ -قَالَ أَبُو شُرَيْحٍ لَا أَدْرِي أَمِنْ ذَهَبٍ أَوْ وَرِقٍ-؟
 فَقَالَ: إِذًا لَمْ أُهَيِّجْهَا وَلَمْ أَقْرَبْهَا.
 فَقَالَ: اذْهَبْ فَقَدْ عَلِمْتَ.

الأحد، 12 أكتوبر 2014

بيان إستشراف الشيطان للمرأة ولو كانت محجبة !!!؟

ثبت من حديث عبدالله بن عمر-رضى الله عنهما- أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليهوسلم:"المرأة عورة ، وإنها إذا خرجت استشرفها الشيطان، وإنها لا تكون أقرب إلى
الله منها في قعر بيتها
".
<الصحيحة>2688
قال الشيخ الألباني-رحمه الله- معلقاً:
"وأصل (الاستشراف) أن تضع يدك على حاجبك وتنظر،كالذي يستظل من الشمس حتى يستبين الشيء وأصله من الشرف: العلو، كأنه ينظر إليه من موضع مرتفع فيكون أكثر لإدراكه. " نهاية ".

 وإن مما لا شك فيه أن الاستشراف المذكور يشمل المرأة، ولو كانت ساترة لوجهها، فهي عورة على كل حال
عند خروجها
،.."
والحديث أخرجه الترمذي في"سننه"رقم1173بدون الزيادة في [كتاب الرضاع]تحت: باب ما جاء في كراهية الدخول على المغيبات
قال العلامة المباركفوري -رحمه الله- في"تحفة الأحوذي.."(4/283) عند شرحه:
"قوله : ( المرأة عورة )قال في مجمع البحار: جعل المرأة نفسها عورة ؛ لأنها إذا ظهرت يستحى منها كما يستحى من العورة إذا ظهرت ، والعورة السوأة وكل ما يستحى منه إذا ظهر ، وقيل: إنها ذات عورة ( فإذا خرجت استشرفها الشيطان ) أي : زينها في نظر الرجال ، وقيل أي : نظر إليها ليغويها ويغوي بها ، والأصل في الاستشراف رفع البصر للنظر إلى الشيء وبسط الكف فوق الحاجب ، والمعنى: أن المرأة يستقبح بروزها وظهورها فإذا خرجت أمعن النظر إليها ليغويها بغيرها ، ويغوي غيرها بها ليوقعهما ، أو أحدهما في الفتنة ، أو يريد بالشيطان شيطان الإنس من أهل الفسق سماه به على التشبيه"انتهى
وقال المناوي في" فيض القدير":
"وقال الطيبي‏:‏ هذا كله خارج عن المقصود والمعنى المتبادر: أنها ما دامت في خدرها لم يطمع الشيطان فيها، وفي إغواء الناس؛ فإذا خرجت طمع وأطمع ؛ لأنها حبائله ،وأعظم فخوخه ، وأصل الاستشراف وضع الكف فوق الحاجب ورفع الرأس للنظر"‏.‏
وقال:" النساء أعظم حبائل الشيطان وأوثق مصائده، فإذا خرجن نصبهن شبكة يصيد بها الرجال؛ فيغريهم ليوقعهم في الزنا ؛ فأمرن بعدم الخروج حسماً لمادة إغوائه وإفساده"انتهى.

الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

من روائع الآثار: دعوا عند الحِجَاج تسمية الرجال ؟!!!

جاء في كتاب "مسائل الإمام أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه"(9/4845-4846)برواية إسحاق بن منصور المروزي:
المسألة رقم 3537:
"قال إسحاق : أخبرني أبو وهب(محمد بن مزاحم العامري المروزي-صدوق):
 أن ابن المبارك قال: حاجنى أهل الكوفة في المسكر،
فقلتُ لهم: إنه حرام ،
فأنكروا ذلك ، وسموا من التابعين رجالاً ، مثل إبراهيم [وهو النخعي] ، ونظرائه ؛
فقالوا: لقوا الله عزوجل ، وهم يشربون الحرام ؟
فقلتُ لهم رداً عليهم : لا تسموا الرجال عند الحِجَاج ؛ فإن أبيتم ، فما قولكم في عطاء وطاوس ، ونظرائهم من أهل الحجاز ،
فقالوا: خيار.
فقلتُ: فما تقولون في الدرهم بالدرهمين ؟
فقالوا: حرام.
فقلتُ لهم: أيلقون الله عزوجل ، وهم يأكلون الحرام.
دعوا عند الحِجَاج تسمية الرجال "انتهى

عظم شأن تسوية الصفوف في الصلاة عند السلف !!!

أخرج الإمام مالك -رحمه الله- في (الموطأ) 1/165-157 تحت: باب ما جاء في تسوية الصفوف
بسندٍ صحيح عَنْ نَافِعٍ
 : أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ كَانَ يَأْمُرُ بِتَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ؛ فَإِذَا جَاءُوهُ فَأَخْبَرُوهُ أَنْ قَدْ اسْتَوَتْ، كَبَّرَ.
وبسندٍ صحيح أيضاً عَنْ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ،

 أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ مَعَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ فَقَامَتْ الصَّلَاةُ ، وَأَنَا أُكَلِّمُهُ فِي أَنْ يَفْرِضَ لِي فَلَمْ أَزَلْ أُكَلِّمُهُ ، وَهُوَ يُسَوِّي الْحَصْبَاءَ بِنَعْلَيْهِ،
 حَتَّى جَاءَهُ رِجَالٌ قَدْ كَانَ وَكَلَهُمْ بِتَسْوِيَةِ الصُّفُوفِ؛
 فَأَخْبَرُوهُ: أَنَّ الصُّفُوفَ قَدْ اسْتَوَتْ،
 فَقَالَ لِي: اسْتَوِ فِي الصَّفِّ،
 ثُمَّ كَبَّرَ.
وقال الإمام الترمذي-رحمه الله-في "سننه"[كتاب الصلاة]:
"بَاب مَا جَاءَ فِي إِقَامَةِ الصُّفُوفِ
حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ
حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ :كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُسَوِّي صُفُوفَنَا فَخَرَجَ يَوْمًا فَرَأَى رَجُلًا خَارِجًا صَدْرُهُ عَنْ الْقَوْمِ؛
فَقَالَ:" لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ ".
قَالَ: وَفِي الْبَاب عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ وَالْبَرَاءِ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَأَنَسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةَ .
قَالَ أَبُو عِيسَى: حَدِيثُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ .
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:" مِنْ تَمَامِ الصَّلَاةِ إِقَامَةُ الصَّفِّ".
وَرُوِيَ عَنْ عُمَرَ :أَنَّهُ كَانَ يُوَكِّلُ رِجَالًا بِإِقَامَةِ الصُّفُوفِ؛ فَلَا يُكَبِّرُ حَتَّى يُخْبَرَ أَنَّ الصُّفُوفَ قَدْ اسْتَوَتْ.
وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ وَعُثْمَانَ:أَنَّهُمَا كَانَا يَتَعَاهَدَانِ ذَلِكَ، وَيَقُولَانِ: اسْتَوُوا،
وَكَانَ عَلِيٌّ
يَقُولُ: تَقَدَّمْ يَا فُلَانُ تَأَخَّرْ يَا فُلَانُ"أنتهى

وقال الإمام ابن عبد البر-رحمه الله- في كتابه ( الإستذكار لمذاهب علماء الأمصار فيما تضمنه الموطأ من معاني الرأي والآثار) معلقاً عليها:
"وأما تسوية الصفوف في الصلاة ؛ فالآثار فيها متواترة من طرق شتى صحاح كله ثابتة في أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم تسوية الصفوف، وعمل الخلفاء الراشدين بذلك بعده،
 وهذا ما لا خلاف فيما بين العلماء فيه،
 وأسانيد الأحاديث في ذلك كثيرة في كتب المصنفين،
فلم أر لذكرها وجها‏ً".‏

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...