الخميس، 29 مارس 2012

همة عالية..وجلد عجيب....رحمك الله يا محدث العصر

جاء في مقدمة المجلد السادس "الضعيفة" للامام الألباني -رحمه الله-(6/3-4) ، بقلم أبنته أم عبدالله-حفظها الله-عند كلامها عن مرضه -رحمه الله-الذي مات فيه ، في معرض حديثها عن مراجعة الشيخ -رحمه الله- للمجلد السادس والسابع المراجعة الاخيرة ، قبل الطبع :
" ثم فاجأه المرض، ونال منه ما نال، واستمر به بين شدّة واستقرار، وكان- شفاه الله وقواه، ومتعنا به ومتعه بقواه- يستغل كل وقت يجد في نفسه شيئاً من قوة لينصرف إلى متابعة عمله في التحقيق والتأليف، وكنت آنست منه فترة طيبة من نشاط وهمة، فعرضت عليه أن يطلع على المئة الأولى من هذا المجلد قدر استطاعته، ولو كان يسيراً، فقام- والحمد لله- بمراجعتها كما يفعل دائماً ودائماً في مَدد لا ينتهي مهما قدمنا له من تجارب متتابعة، ومدّه الله بتوفيقه، وبارك له في وقته، فأضاف عليها إضافات هامة، وهكذا... كلما أنهى مئة أعطيته التالية حتى أتم هذا المجلد، ثم بدأ بالمجلد للسابع حتى وقف عند بداية المئة للرابعة، ولا زلت أنتظر فرصة ليُتمَه كاملا- إن شاء الله- وقد رافق ذلك الجهد فترات من ضعف وقوة، كنا بين مشفقين عليه داعين له بالشفاء والعافية، و بين مغتبطين لعمله وممارسته له؛ لعلمنا بشغفه به وإخلاصه له.
ئم زاده المرض وهناً- جعله الله طهوراً- فانقطع فترة، رغم أنه ما فَتِىء يحاول الاستفادة من أي سانحة يجد فيها بعض النشاط- حتى لو كانت خمس دقائق، لا بل حتى لو كانت جملة أو كلمة كان قد وقف عندها، فيجلس ليتمها- متحاملاً على ضعفه وأوجاعه...

وحتى لا أمضي في للسرد بعيدا، أعود لأقول:
إن معظم أحاديث هذا المجلد وغيره مما سيليه قد مضى على تخريجه وكتابته سنوات طويلة ربما جاوزت أربعين سنة! ومع أن الوالد الكريم كان دوماً في مراجعة مستمرة للأحاديث للتي صنفها بقسميها "الصحيح " و " الضعيف "، وتقليب دائم للأوراق والكتب في بحثه وتحقيقه وإضافة تعليقاته في كل ما يستجد عنده من توابع هذا العلم الشريف، إلا أنه وكما هو معلوم عند جميع طلاب للعلم، وكما نسمع من الوالد دائماً:
(العلم لا يقبل الجمود) ، ومثله ما سمعت منه مرات عدة في جلساتي معه، حين يصل إلى فك رموز مسألة، أو حل معضلة... يقول وعيناه أدمعهما الأسى وللسرور معاً:
(الله أكبر.. كيف يقول البعض: إن علم الحديث قد نضج واحترق؟!!!) .
لذا، ما انفكَّ الوالد يزيد في هذا العلم ويستزيد، متتبعا في عالم المطبوعات في هذا المجال كل جديد، إذ إنه- وكما يذكر غالبا في مقدمات مؤلفاته الجديدة أن كثيرا من الأصول والمصنفات التي كانت من أهم مراجعه لسنوات طويلة ماضية، والتي كانت مخطوطة أو محالاً عليها من بعض المصنفين القدامى، ومن جاء بعدهم، والذين كثيرا ما كان يعتمد عليهم في حكمه على الأحاديث؛ أن كثيرا منها قد طبع الآن، وظهر إلى حيز الوجود ما كان عسير المنال، لذا دأب الوالد على إعادة للنظر دوما في كل ما حققه من قبل، سواء ما كان منه عَرَضاً أثناء البحث، أم قصدا وتوجهاً، فاتسعت مساحة التحقيق، وازدادت دقة، وكان من ذلك خير عميم، وفضل كبير، والحمد لله
" .
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...