الاثنين، 26 مارس 2012

قصة الحجاج بن علاط -رضي الله عنه-مع أهل مكة

عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال :
لما افتتح رسول الله صلى الله عليه و سلم خيبر قال الحجاج بن علاط : يا رسول الله إن لي بمكة مالاً وإن لي بها أهلاً وإني أريد أن آتيهم فأنا في حِلٍّ إن أنا نلت منك أو قلت شيئاً ؟ فأذن له رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقول ما شاء قال : فأتى امرأته حين قدم فقال : اجمعي لي ما كان عندك فإني أريد أن أشتري من غنائم محمد صلى الله عليه و سلم وأصحابه ؛ فإنهم قد استُبيحوا وأُصيبت أموالهم قال : وفشا ذلك بمكة فأوجع المسلمين وأظهر المشركون فرحاً وسروراً وبلغ الخبر العباس بن المطلب فَعَقِرَ في مجلسه وجعل لا يستطيع أن يقوم
قال معمر : فأخبرني الجزري عن مقسم قال :
فأخذ العباس ابناً له يقال له : قُثَم وكان يشبه رسول الله صلى الله عليه و سلم فاستلقى فوضعه على صدره وهو يقول :
( حِبِّي قُثَم حِبِّي قُثَم شبيه ذي الأنف الأشم )
( نبي ربِّ ذي النعم بِرَغم أنفِ من رغم )
قال معمر : قال ثابت عن أنس :
ثم أرسل غلاماً له إلى الحجاج بن علاط فقال : ويلك ما جئت به وماذا تقول ؟ فما وعد الله خير مما جئت به قال الحجاج لغلامه : أقرىء أبا الفضل السلام وقل له : فليُخْلِ لي بعض بيوته لآتيه ؛ فإن الخبر على ما يسرُّه فجاء غلامه فلما بلغ الباب قال : أبشر أبا الفضل فوثب العباس فرحاً حتى قبَّل بين عينيه فأخبره ما قال الحجاج فأعتقه  ،ثم جاء الحجاج فأخبره أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد افتتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله في أموالهم واصطفى رسول الله صلى الله عليه و سلم صفية بنت حيي واتخذها لنفسه وخيَّرها بين أن يعتقها فتكون زوجته أو تلحق بأهلها فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته ، ولكني جئت لمال كان لي ها هنا أردت أن أجمعه وأذهب به فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه و سلم فأذن لي أن أقول ما شئت فأخْفِ عني ثلاثاً ثم اذكر ما بدا لك قال : فجمعت امرأته ما كان عندها من حلي ومتاع جمعته فدفعته إليه ثم استمر به فلما كان بعد ثلاث أتى العباس امرأة الحجاج فقال : ما فعل زوجك ؟ فأخبرته أنه قد ذهب وقالت : لا يخزيك الله أبا الفضل لقد شق علينا الذي بلغك قال : أجل لا يخزيني الله ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببناه وقد أخبرني الحجاج أن الله قد فتح خيبر على رسوله صلى الله عليه و سلم وجرت فيها سهام الله واصطفى رسول الله صلى الله عليه و سلم صفية لنفسه فإن كان لك حاجة في زوجك فالحقي به قالت أظنك والله صادقاً قال : فإني صادق والأمر على ما أخبرتك قال : ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون : لا يصيبك إلا خير أبا الفضل قال : لم يصبني إلا خير بحمد الله وقد أخبرني الحجاج أن خيبر فتحها الله على رسوله صلى الله عليه و سلم وجرت فيها سهام الله واصطفى رسول الله صلى الله عليه و سلم صفية لنفسه وقد سألني أن أُخفي عنه ثلاثاً وإنما جاء ليأخذ ما كان له ثم يذهب قال : فَرَدَّ الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين وخرج المسلمون من كان دخل بيته مكتئباً حتى أتوا العباس فأخبرهم الخبر فسُرَّ المسلمون ورَدَّ الله ما كان من كآبة أو غيظ أو خزي على المشركين.  اخرجه ابن حبان في (صحيحه) وبوب له بقوله:

ذكر ما يستحب للإمام بذل عرضه لرعيته إذا كان في ذلك صلاح أحوالهم في الدين والدنيا
وصححه الامام  الألباني-رحمه الله- في  ((الصحيحة)) تحت الحديث (545) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...