الثلاثاء، 20 مارس 2012

كيف ننصر دين الله تعالى..؟!



بسم الله الرحمن الرحيم
  الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على اله و صحبه اما بعد:  فقد كنت اطالع كتابا احتج فيه  مؤلفه على مسألة بقول الله تعالى {يا ايها الذين امنوا كونوا انصار الله } ؛  فكاني أقرأ هذه الآية لأول مرة في حياتي فرجعت الى تفسيرها واذ المراد بنصر الله في هذه الآية :نصر دينه و الذب عنه و اشاعته و نشره  واظهار محاسنه وترغيب الناس في اعتناقه وجهاد مخالفيه باليد والمال والسنان طلبا لاعلاء كلمة الله و ان ذلك يتطلب علما بالكتاب و السنة علي منهج سلف الامة  وان طالب العلم ساع في نصر هذه الدين، وان نصر دين الله من الواجبات العينية علي المسلمين كل بحسبه  

     قال العلامة السعدي رحمه الله :" (قال تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ } أي : بالأقوال والأفعال، وذلك بالقيام بدين الله، والحرص على إقامته  على الغير، وجهاد من عانده ونابذه، بالأبدان والأموال، ومن نصر الباطل بما يزعمه من العلم ورد الحق، بدحض حجته، وإقامة الحجة عليه، والتحذير منه. 
ومن نصر دين الله، تعلم كتاب الله وسنة رسوله، والحث على ذلك، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. 
ثم هيج الله المؤمنين بالاقتداء بمن قبلهم من الصالحين بقوله: { كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ } أي : قال لهم عارضا ومنهضا  من يعاونني ويقوم معي في نصرتي لدين الله، ويدخل مدخلي، ويخرج مخرجي؟
 
فابتدر الحواريون، فقالوا: { نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ } فمضى عيسى عليه السلام على أمر الله ونصر دينه، هو ومن معه من الحواريين، { فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ } بسبب دعوة عيسى والحواريين، { وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ } منهم، فلم ينقادوا لدعوتهم، فجاهد المؤمنون الكافرين، { فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ } أي: قويناهم ونصرناهم عليهم.  { فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ } عليهم وقاهرين لهم، فأنتم يا أمة محمد،كونوا أنصار الله ودعاة دينه، ينصركم الله كما نصر من قبلكم، ويظهركم على عدوكم.) 


اقول : فنستفيد من الاية فوائد منها :
  ان من مقتضيات الايمان نصر الدين بالاقوال والاعمال والاموال .

ان نصر الدين واجب علي المسلمين فيا خسارة من لم يسع في نصرته  بل هو ساع في ملْ بطنه ونيل شهوته ! 

التأسي بالسابقين من الامم في القيام بالدين علما وعملا وجهاد ونصرا.
 
ان من انتصب لنصرة الدين فسيقابل بالعداوة والاذي. 

ان النصر حليف المؤمنين والتمكين لهم واقع لا محالة ".
 
واختم بهذا الكلام الذي هو عسل مصفي قال الامام الزاهد القدوة عبد العزيز بن باز -رحمه الله-:
( وقد جرت سنة الله في عباده أنهم إذا استقاموا على دينه وتباعدوا عن غضبه وجاهدوا في سبيله أنه ينصرهم, ويجمع كلمتهم ويجعل لهم العاقبة الحميدة, كما قال سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ،
 وقال سبحانه: { وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ،
 وقال عز وجل: { وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ   الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ،
 وقال سبحانه: { فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ } ؛
أما إذا ضيعوا أمره وتابعوا الأهواء واختلفوا بينهم, فإن الله سبحانه يغير ما بهم, من عز واجتماع كلمة, ويسلط عليهم الأعداء, ويصيبهم بأنواع العقوبات من القتل والخوف ونقص الأموال والأنفس والثمرات وغير ذلك جزاء وفاقا وما ربك بظلام للعبيد, وهذا هو معنى قوله عز وجل: { إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } ،
والمعنى: أنه سبحانه لا يغير ما بالعباد, من عز ورغد عيش واتحاد كلمة وغير ذلك من صنوف النعم, إلا إذا غيروا ما بأنفسهم من طاعته والاستقامة على دينه, والأخذ بالأسباب النافعة, وإعداد المستطاع من القوة, والقيام بالجهاد, فإذا فعلوا ذلك غير الله ما بهم, فصاروا بعد العزة أذلة, وبعد الاجتماع والاتحاد متفرقين ومختلفين, وبعد رغد العيش وأمن السبل إلى فقر وحاجة واختلال أمن, إلى غير ذلك من أنواع العقوبات ، وهذا هو معنى قوله عز وجل في الآية الأخرى: { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ } ؛
 فإذا تابوا إلى الله سبحانه, وبادروا إلى الأعمال الصالحات والأخذ بالأسباب الشرعية والحسية, وأعدوا لعدوهم ما استطاعوا من القوة وجاهدوا في الله حق جهاده, أعطاهم الله العزة بعد الذلة, والقوة بعد الضعف, والاتحاد بعد الاختلاف, والغنى بعد الفقر, والأمن بعد الخوف إلى غير ذلك من أنواع النعم) 
كتب:حسن بن حامد(أبومحمد السلفي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...