الأحد، 11 مارس 2012

أوجز الإشارة ببعض أحكام وفوائد صلاة ودعاء الاستخارة


بسم الله الرحمن الرحيم
أوجز الإشارة
ببعض أحكام وفوائد صلاة ودعاء الاستخارة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه ، أما بعد
فشرع صلى الله عليه وسلم لأمته الالتجاء إلى الله  في اختيار الأنفع والأصلح لهم في أمورهم كلها الدينية والدنيوية، والطلب منه وحده سبحانه وتعالى ،" فلا شئ أنجع لذلك من الصلاة والدعاء ، لما فيهما من تعظيم الله والثناء عليه والافتقار إليه فكان النبي صلى الله عليه وسلم " إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة " لما فيها من التعلق بالله وسؤاله ودعائه وخوفه ورجائه" .
فمن أراد خطبة امرأة أو شراء سيارة أو بيت أو  أراد سفراً وما أشبه ذلك وتردد في الإقدام أو الإحجام أو فعله أو تركه وهل عاقبته خير له أم لا ؟ فعلمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم الناصح الأمين هذا الدعاء وهذه الصلاة؛ فعلى المسلم أن يتعلمها، وان يتمسك بها في كل أموره، وشئونه ؛ففيها الخير والبركة وحسن العاقبة في الدنيا والآخرة .
فعن جابر بن عبد الله الأنصاري- رضي الله عنهما- قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كالسورة من القرآن يقول : ( إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم يقول : اللهم إني أستخيرك  بعلمك وأستقدرك بقدرتك وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم  وأنت علام الغيوب اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر ( ويسميه  بعينه ) خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ، فأقدره لي ويسره لي وبارك لي فيه ، وإن كنت تعلم  أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه  واقدر لي  الخير حيث كان ثم رضّني به )
 أخرجه البخاري في صحيحه واحمد في مسنده وأصحاب السنن الأربعة  وغيرهم
وفي الحديث فوائد منه:
 1/ انه يجب على العبد رد الأمور كلها إلى لله والتبريء من الحول والقوة إليه  والرضا بقضائه وان يسأل ربه في أموره كلها .
 2/ وفيه أن الاستخارة تشرع في أي أمر ؛ سواء أكان عظيماً أم حقيراً  ؟   "فرب حقير يترتب عليه الأمر العظيم". 
3/ وفيه أن صلاة الاستخارة ركعتان من غير الفريضة
4/ وفيه أن الخيرة تظهر بتيسير الأمر والبركة فيه وإلا ؛ صرف المستخير عنه ، و يسِّر له الخير حيث كان. 
5/ وفيه أن المسلم إذا صلى صلاة الاستخارة ؛ مضى لما عزم عليه سواء انشرح له صدره أم لا "وليس في الحديث اشتراط انشراح الصدر" ولم يثبت في ذلك حديث. 
تنبيهات مهمة :
1/ النوم بعد الاستخارة لعله يرى رؤيا تدله على احد الأمرين، لا أصل له في الشرع بل من محدثات الأمور ( وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم)
2/ دعاء الاستخارة يدعو به من ( همّ بالأمر) فلا يشرع أن يطلب من احد أن يستخير له كقول بعضهم ( نوم لي بالخيرة ) ! ؟
3/ تكرر الصلاة، ولا يشرع تكرار دعاء الاستخارة في الصلاة .
4/ من لم يتمكن من صلاة الاستخارة لعذر ( كالمرأة الحائض والنفساء ) يشرع لهم الدعاء فقط .
5/ دعاء الاستخارة يكون قبل السلام وإن قاله بعد السلام فلا حرج فالأمر فيه واسع والحمد لله .
6/ يجوز لمن لا يحفظ دعاء الاستخارة أن يقرأ من (الكتاب أو الورقة)
7/ صلاة الاستخارة من ذوات الأسباب؛ فيصليها المسلم في أوقات النهي والكراهة لعموم الأمر بها .  
8/ يقرأ في صلاة الاستخارة بما تيسر معه من القرآن؛ فليس لها آيات مخصوصة.
    وفي هذا القدر كفاية والحمد لله رب العالمين .




 المراجع :
 1/ "فتح الباري" ( 12/ 481) 2/  " نيل الاوطار" ( 3/ 88 ) 3/" فتاوى أركان الإسلام"  ص 362 – 363   4/ "بغية المتطوع.." ص 99 – 102            5/ " تصحيح الدعاء" ص 484 – 289 6/ " قاموس البدع" ص  27- 124   
                             

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...