قال الامام ابن قيم الجوزية -رحمه الله تعالي-في كتابه العجاب"اغاثة اللهفان"(1/104):
وقال -رحمه الله-(1/143):
"وقال أهل الاقتصاد والاتباع:
قال الله تعالى: { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر} [ الأحزاب: 21 ] ،
وقال تعالى: { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} [ النساء: 21 ]،
وقال تعالى: {واتبعوه لعلكم تهتدون } [ الأعراف: 158 ] ،
وقال تعالى: { وأن هذا صراطي مستقيما فا تبعوه ولا تتبعوا السبلى فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} [ الأنعام: 153 ].
قال الله تعالى: { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر} [ الأحزاب: 21 ] ،
وقال تعالى: { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} [ النساء: 21 ]،
وقال تعالى: {واتبعوه لعلكم تهتدون } [ الأعراف: 158 ] ،
وقال تعالى: { وأن هذا صراطي مستقيما فا تبعوه ولا تتبعوا السبلى فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} [ الأنعام: 153 ].
وهذا الصراط المستقيم الذي وصانا باتباعه هو الصراط الذي كان عليه رسول الله وأصحابه ، وهو قصد السبيل ،
وما خرج عنه ؛ فهو من السبل الجائرة ، وإن قاله من قاله ؛
لكن الجور قد يكون جورا عظيما عن الصراط ، وقد يكون يسيرا ،
وبين ذلك مراتب لا يحصيها إلا الله ،
وهذا كالطريق الحسي ؛ فإن السالك قد يعدل عنه ويجور جورا فاحشا ،وقد يجور دون ذلك ؛
فالميزان الذي يعرف به الاستقامة على الطريق والجور عنه هو ما كان رسول الله وأصحابه عليه،
والجائر عنه :
إما مفرط ظالم ،
أو مجتهد متأول ،
أو مقلد جاهل ؛
فمنهم :
المستحق للعقوبة ،
ومنهم المغفور له ،
ومنهم المأجور أجرا واحدا ،
بحسب نياتهم ، ومقاصدهم ، واجتهادهم في طاعة الله تعالى ورسوله ،
أو تفريطهم "انتهى
وما خرج عنه ؛ فهو من السبل الجائرة ، وإن قاله من قاله ؛
لكن الجور قد يكون جورا عظيما عن الصراط ، وقد يكون يسيرا ،
وبين ذلك مراتب لا يحصيها إلا الله ،
وهذا كالطريق الحسي ؛ فإن السالك قد يعدل عنه ويجور جورا فاحشا ،وقد يجور دون ذلك ؛
فالميزان الذي يعرف به الاستقامة على الطريق والجور عنه هو ما كان رسول الله وأصحابه عليه،
والجائر عنه :
إما مفرط ظالم ،
أو مجتهد متأول ،
أو مقلد جاهل ؛
فمنهم :
المستحق للعقوبة ،
ومنهم المغفور له ،
ومنهم المأجور أجرا واحدا ،
بحسب نياتهم ، ومقاصدهم ، واجتهادهم في طاعة الله تعالى ورسوله ،
أو تفريطهم "انتهى
وقال -رحمه الله-(1/143):
" فلعمر الله إنهما لطرفا إفراط وتفريط ، وغلو وتقصير ، وزيادة ونقصان ، وقد نهى الله سبحانه وتعالى عن الأمرين في غير موضع: كقوله: { ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط} [ الإسراء: 29 ] ،
وقوله:{ وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا} [ الروم: 38 ]، وقوله: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما} [ الفرقان: 67 ]، وقوله: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} [ الأعراف: 31 ]
وقوله:{ وآت ذا القربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا} [ الروم: 38 ]، وقوله: {والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما} [ الفرقان: 67 ]، وقوله: {وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} [ الأعراف: 31 ]
فدين الله بين الغالي فيه والجافي عنه ، وخير الناس النمط الأوسط الذين ارتفعوا عن تقصير المفرطين، ولم يلحقوا بغلو المعتدين،
وقد جعل الله سبحانه هذه الأمة وسطا ، وهي الخيار العدل لتوسطها بين الطرفين المذمومين ،
والعدل : هو الوسط بين طرفى الجور والتفريط ،
والآفات إنما تتطرق إلى الأطراف ، والأوساط محمية بأطرافها؛
فخيار الأمور أوساطها ، قال الشاعر:
وقد جعل الله سبحانه هذه الأمة وسطا ، وهي الخيار العدل لتوسطها بين الطرفين المذمومين ،
والعدل : هو الوسط بين طرفى الجور والتفريط ،
والآفات إنما تتطرق إلى الأطراف ، والأوساط محمية بأطرافها؛
فخيار الأمور أوساطها ، قال الشاعر:
كانت هي الوسط المحمي فاكتنفت ...بها الحوادث حتى أصبحت طرفا "انتهى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق