قال الامام ابن القيم-رحمه الله-في كتابه القيم(اغاثة اللهفان) في صدد تحذيره وبيانه لأنواع مكائد الشيطان و مكره :
" فصل
ومن أنواع مكايده ومكره:
أن يدعو العبد بحسن خلقه وطلاقته وبشره إلى أنواع من الآثام والفجور؛
فيلقاه من لا يخلصه من شره ، إلا تجهمه ، والتعبيس في وجهه ، والإعراض عنه؛ فيحسن له العدو أن يلقاه ببشره، وطلاقة وجهه ، وحسن كلامه ؛ فيتعلق به فيروم التخلص منه، فيعجز ؛
فلا يزال العدو يسعى بينهما حتى يصيب حاجته ؛
فيدخل على العبد بكيده من باب حسن الخلق، وطلاقة الوجه ،
ومن ههنا وصى أطباء القلوب: بالإعراض عن أهل البدع، وأن لا يسلم عليهم، ولا يريهم طلاقة وجهه ، ولا يلقاهم إلا بالعبوس ،والإعراض.
وكذلك أوصوا : عند لقاء من يخاف الفتنة بلقائه من النساء ، والمردان
وقالوا: متى كشفت للمرأة أو الصبي بياض أسنانك، كشفا لك عما هنا لك ،ومتى لقيتهما بوجه عابس وقيت شرهما.
ومن مكايده:
أنه يأمرك أن تلقى المساكين وذوي الحاجات بوجه عبوس ،ولا تريهم بشرا ،ولا طلاقة؛ فيطمعوا فيك ،ويتجرأوا عليك، وتسقط هيبتك من قلوبهم ؛ فيحرمك صالح أدعيتهم ، وميل قلوبهم إليك ،ومحبتهم لك ؛ فيأمرك بسوء الخلق ، ومنع البشر والطلاقة مع هؤلاء ، وبحسن الخلق والبشر مع أولئك؛ ليفتح لك باب الشر، ويغلق عنك باب الخير"انتهى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق