السبت، 5 أغسطس 2023

من روائع المقالات (الثورات المشؤمة !)

 بسم الله الرحمن الرحيم 

ثورات ومليشيات 

منذ أن بدأت الثورات تجتاح البلاد العربية المسلمة

فيما سماه أعداء الإسلام والجهلة من المسلمين الذين اشتروا الباطل والأوهام ؛ بالربيع العربي وإنما كان دماراً عربياً

 والسلفيون يصرخون محذرين من هذه الثورات لمخالفتها للشرع ولمفاسدها الكثيرة ولم يستثنوا حتى الدول التي يرأسها مَنْ يعتقدون كفره وأرتداده ، قال العلامة مقبل الوادعي رحمه الله :

" ونحن لا ندعو إلى الثورات ولا الانقلابات فو الله ما نحب أن تقوم ثورة في العراق لأنها ستسفك دماء المسلمين ، ولا نحب أن تقوم ثورة في ليبيا لأن الدائرة ستكون على رءوس المساكين ، وكذلك لا نحب أن تقوم ثورة في سوريا لأن الدائرة ستكون على المسلمين ." 

هذه الثورات المُفسدة التي دمرت البلاد التي اشتعلت فيها ولم تقم لأكثرها بعدها قائمة حتى الآن بعد أن أُزهقت الأرواح وشُرّد الآلاف مع أن موت مسلمٍ واحد يُعدُّ مصيبة كبرى في ميزان الإسلام لا في ميزان أهل الضلال ومنهم بعض الحركيين الذين يرون أنه لا قيام لمُلكٍ إلا بأن تُراق الدماء وحيّهلا بها ! 

فميزان الإسلام في هذه المسألة يدل عليه ما ورد عن البراء بن عازبٍ رضي الله عنه؛ أنَّ رسولَ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:

"لزَوالُ الدنيا؛ أهْوَنُ على الله مِنْ قتلِ مؤمنٍ بغيرِ حقٍّ".

رواه ابن ماجه بإسناد حسن، ورواه البيهقي والأصبهاني، وزاد فيه:

"ولوْ أَنَّ أهلَ سماواتِه وأهلَ أرضهِ اشْتَركوا في دَمِ مؤْمِنٍ؛ لأدْخَلَهُم الله النارَ".

[صحيح لغيره] وفي رواية للبيهقي:

قال رسولُ الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:

"لَزوالُ الدنيا جميعاً؛ أهْوَنُ على الله من دمٍ يُسفَكُ بغيرِ حَقٍّ".

ولم تلبث هذه الثورات الْمُفْسِدَة أن نزلت ببلدنا السودان فصاح أهل السنة محذرين منها مبينين مخالفتها للشرع كاشفين عن الشرور التي ستُنتجها وتولّدها لأنهم ينظرون بعين الشرع والدين والعقل لا العاطفة والعجلة والحماسة وقد قال ابو العباس ابن تيمية رحمه الله :

" وَلَعَلَّهُ لَا يَكَادُ يُعْرِفُ طَائِفَةٌ خَرَجَتْ عَلَى ذِي سُلْطَانٍ، إِلَّا وَكَانَ فِي خُرُوجِهَا مِنَ الْفَسَادِ مَا هُوَ  أَعْظَمُ مِنَ الْفَسَادِ الَّذِي أَزَالَتْهُ. "

ولم يمنعهم مخالفتهم للحركة الإسلامية المنحرفة وتنظيم الكيزان المبتدع الفاشل من أن يجهروا بالتحذير من الثورة في السودان وهم يُبصرون أيدي أهل الشر في الداخل والخارج تلعب بالدُمى والعرائس لتعبث بأمن البلاد ومقدراتها وما بقى لها من دين مع ما جرته تجارب الثورات على البلاد من كوارث والسعيد مَنْ وُعِظَ بغيره! 

وإن كان قد ضعُف بعض الدعاة ظناً منه أن هذا قد يكون دفاعا وانحيازاً ولو ظاهرياً للمؤتمر الوطني إلا أن الكثرة الكاثرة من الدعاة السلفيين كانت تُبدي وتُعيد في النهى عن هذه الثورة والتحذير منها لا حباً في نظام ولا عمالةً لأهل إجرام

بل نصرةً للحق وشفقةً على الخلق فقد كنا نخاف على بلدنا ونشفق على أهلنا ونعرف من كلام علماءنا مآلات ونتائج هذه الثورات إذ الأمر كما قال الحسن البصري : 

«الفتنة إذا أقبلت عرفها كل عالم، وإذا أدبرت عرفها كل جاهل».

ولقد لقي إخواننا ما لقوا من تهجم البعيد والقريب حتى أن منهم مَن اُعتُدي عليه في تناقضٍ صارخٍ مع شعاراتِ مُوقدي الثورات وحَطَبِها من أبناءنا من مثل دعواهم أنهم ديمقراطيون! لا يضيقون بمَنْ يُخالفهم الرأي 

فمالهم ضاقوا بنا حتى أرادوا البطش ببعض إخواننا كما اراده بعضهم بأخينا أبي الفداء لما مرّ برجليه بساحة الإعتصام ليعبر كبري الحديد لتوقف المواصلات بسبب إعتصامهم فتحرش به بعضهم 

ولكنّ الله بفضله سلمه منهم في إرهابٍ ظالمٍ يُمارسه الإبن العاق على الوالد المشفق ! 

  أُريدُ حَياتَهُ وَيُريد موتي             عَذِيرَكَ من خليلِكَ من مُرادِ

وهو إرهاب بدني أحياناً لا سيما من قِوى اليسار الكافر ومَنْ يتلاعبون به من السُذج والمتحمسين وإرهاب فكري مستمر فكل مَنْ خالفهم ولم يرض بتوجههم وثورتهم فهو كوز وهو منتفع و  و  و

وهو ما نسمعه اليوم من مليشيا حميدتي الإرهابية ! 

فكل مَنْ خالفهم وناصر الجيش فهو من الكيزان والفلول! 

( وقد ظهر أن الفرق بين الكيزان وبين قحط بني علمان كالفرق بين السماء والأرض ، بل إن كثيراً من الناس صاروا يتحسرون على عهد النظام السابق ويتمنون عودته! مصداق ما قال الْحَسَنُ البصري  :

 «مَا لِيَ لَا أَرَى زَمَانًا إِلَّا بَكَيْتُ مِنْهُ، فَإِذَا ذَهَبَ بَكَيْتُ عَلَيْهِ؟»

وأنشد بعضهم  :

       رُبَّ يَومٍ بَكَيتُ مِنهُ فَلَّما

                           صِرتُ في غَيرِهِ بَكَيتُ عَلَيهِ! ) 

ومنذ تلك الثورة وبلادنا المنهارة وأهلنا المرهقون المتعبون 

يزدادون انهياراً وإرهاقاً وتعباً ومعاناةً وألماً

لقد تعطلت مصالح أكثرنا بسبب المظاهرات والمليونيات والإضرابات والمواجهات ! 

يا أبناءنا لقد أرهقتمونا ونحن لا ناقة لنا ولا جمل في صراعاتكم ولا ذنب ولا جناية صدرت منا حتى نُجازى منكم بذلك

لا أُحصي المرات التي تركتُ فيها الخروج لمصالحي الدينية والدنيوية بسبب المليونيات وما جرى مجراها وهناك مَنْ هو أعظم تضرراً منا كالمرضى الذين تقطعت بهم السبل بسبب تلك المليونيات والإضرابات ( وأقبحها إضراب الأطباء) 

وكلُ واحد منا حصل له ضرر كبير بسببها وحركْ تره! 

وهكذا تتقاذف المصائب والآلام أهلنا

وإنا لله وإنا إليه راجعون 

وحسبنا الله ونعم الوكيل 

حتى انتهينا إلى هذه الحرب الظالمة التي أوقدتها المليشيا الإرهابية وأعوانها السياسيون من وراء وراء ولها صلة بتلك الثورات وما انتجته وأدت إليه فوقع ما كنا نخافه

قد كان ما قد خفت أن يكونا            إنا إلى الله راجعونا

والذي كنا نخافه أن يعمَّ الخوف وأن يذهب الأمن 

وما أعظم البلاء بوقوع الحرب التي تسببت بعدوان المليشيا الإرهابية في القتل والاغتصاب والأَسْرِ والنهب والتشريد والدمار والظلام

وحسبنا الله ونعم الوكيل 

والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل

اللهم ولِ علينا خيارنا ووفقنا للرجوع إليك والتوبة والخضوع بين يديك وعجّل لنا بالنصر والفرج والأمن واكسر شوكة المليشيا المعتدية ومزقها كل ممزق وشتت شمل قحط واخزهم وخذهم أخذ عزيز مقتدر

ولا حول ولا قوة الا بالله 

كتبه أبو محمد حسن بن حامد عفا الله عنه 

شهر الله المحرّم ١٤٤٥ هـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...