أخرج الإمام أحمد-رحمه الله- في "المسند" (5 / 67 - 68) بسنده :
عن ذيال بن عتبة ابن حنظلة ، قال: سمعت حنظلة بن حذيم - جدي - أن جده حنيفة قال لحذيم :اجمع لي بني فإني أريد أن أوصي، فجمعهم،
فقال: إن أول ما أوصي أن ليتيمي هذا
الذي في حجري مائة من الإبل التي كنا نسميها في الجاهلية (المطيبة) .
فقال
حذيم، يا أبت إني سمعت بنيك يقولون: إنما نقر بهذا عند (في المجمع: عين)
أبينا، فإذا مات رجعنا فيه!
قال: فبيني وبينكم رسول الله صلى الله عليه
وسلم.
فقال حذيم: رضينا.
فارتفع حذيم وحنيفة، وحنظلة معهم غلام، وهو
رديف لحذيم؛
فلما أتوا النبي صلى الله عليه وسلم سلموا عليه،
فقال النبي صلى
الله عليه وسلم: " وما رفعك يا أبا حذيم؟ ". قال: هذا. وضرب بيده على
فخذ حذيم؛
فقال: إني خشيت أن يفجأني الكبر أو الموت؛ فأردت أن أوصي أن
ليتيمي هذا الذي في حجري مائة من الإبل كنا نسميها في الجاهلية (المطيبة) ؛
فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى رأينا الغضب في وجهه، وكان قاعداً فجثا
على ركبتيه، وقال: " لا، لا، لا، الصدقة خمس، وإلا فعشر، وإلا فخمس عشرة، وإلا فعشرون،
وإلا فخمس وعشرون، وإلا فثلاثون، وإلا فخمس وثلاثون، فإن كثرت فأربعون
".
قال: فودعوه، ومع اليتيم عصاً، وهو
يضرب جملاً،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " عظمت! هذه هراوة يتيم! ".
قال حنظلة: فدنا أبي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن لي بنين ذوي لحى
ودون ذلك، وإن ذا أصغرهم فادع الله له،
فمسح رأسه وقال: " بارك الله فيك
، أو بورك فيك ".
قال ذيال: فلقد رأيت حنظلة يؤتى بالإنسان الوارم وجهه، أو
البهيمة الوارمة الضرع فيتفل على يديه ويقول: بسم الله، ويضع يده على رأسه
، ويقول: على موضع كف رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فيمسحه عليه.
قال ذيال:
فيذهب الورم.
قال الإمام الألباني-رحمه الله-بعد تخريجه في "الصحيحة" حديث رقم (2955):
"قلتُ: وهذا إسناد ثلاثي صحيح.."انتهى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق