الأحد، 15 أبريل 2012

التخريج وسيلة لا غاية..(غش لا نصح)..؟!!

قال الامام الالباني- رحمه الله- في "الضعيفة" تحت حديث رقم :  6409   : " التخريج وسيلة لا غاية ، وهو وسيلة لمعرفة حال الإسناد صحة أو ضعفاً ، فالانشغال بالوسيلة عن الغاية مما لا يجوز بداهة "
وقال رحمه الله في تمام المنة : "فكان على المؤلف أن ينقل عنه ما يدل على صحة الحديث ولا يقتصر على التخريج لأن التخريج بالنسبة لدرجة الحديث كالوسيلة مع الغاية فما الفائدة من الإتيان بالوسيلة دون الغاية وهذه مصيبة عامة لم ينج منها أكثر المؤلفين قديما وحديثا والله المستعان"
وقال رحمه الله في بعص مجالسه : "لكن ما فائدة هذا التخريج إذا كان الطبراني رواه بإسناد ضعيف؛ لذلك أنا أقول كلمة ربما لا تعجب الكثيرين لكنها الحق والحق أقول: إن تخريج الأحاديث على هذه الطريقة المذكورة: رواه الطبراني ، رواه أبو داود ، رواه أحمد ، هذا أبعد ما يكون عن النصح للقراء، لاسيما وأن جماهير القراء اليوم لبعدهم عن الدروس بصورة عامة، ولبُعدهم عن الدروس الحديثية بصورة خاصة، بمجرد أن يسمع: رواه فلان، قال: هذا حديث مثبت.
هذا في تعبير العامة: حديث مثبت رواه فلان، مسكين لا يعرف أن (رواه فلان) هي ترجمة هذا التخريج، أي: هذا -فلان- ساق إسناده منه إلى الرسول عليه السلام بهذا الحديث، ولا ندري هل هذا الإسناد صحيح أو غير صحيح؟ هذا معنى رواه الطبراني ، والناس لا يفهمون هذا الفهم كما هو الواقع، وإنما يفهمون رواه الطبراني : أنه حديث مثبت وانتهى الأمر؛ لذلك لابد عند طبع التخريج للقراء ألا تأتي بمجرد العزو للحديث إلى مخرجه، وإنما لابد أن تأتي به مقروناً ببيان مرتبته، وإلا فهذا التخريج أقرب إلى الغش للقراء منه إلى النصح ".
لا ريب ان كل من قرأ هذا الكلام لامام الحديث في هذا العصر ، استحسنه وعلم قوته ونصاعته، لا سيما امثالنا ممن ليس له مقدرة النظر في الاسانيد وجمعها ، والحكم عليها بما تستحق ؛ فكيف بمن هو من عامة المسلمين الذين قال عنهم الامام ابن عثيمين -رحمه الله- : (من القواعد المقررة عندهم هو: أن ما قيل في المحراب فهو صواب)  ، ولهذا كانت المنة التي طوق بها هذا الامام اعناق كثير من المسلمين عظيمة -فرحمه الله واجزل ثوابه-؛ فانه ربما قيل في جهوده انها استوعبت معظم السنة النبوية، فجعلها ميسرة بين ايدي المسلمين وانظارهم  وافاد منها المؤلفون بمختلف تخصصاتهم حتي صارت عبارة (صححه الالباني)،(وضعفه الالباني) ،لا يكاد يخلو منها كتاب
ولكن البدعة والهوي والحسد جعل كثيرا من المتأخرين يتنكرون لفضل هذا الامام ؛
فيتعمد بعضهم ان  لا يذكره البتة، وان استفاد منه ، ومن تخريجاته ،
وشغب اخرون فزعموا انه ليس ضروريا ان يحكم علي الحديث صحة وضعفا بل يكفي مجرد عزو الحديث الي كتب السنة التي خرجته  !!
ولو كان هذا قاصرا علي كتب تتعاورها ايدي المتخصصين فاجتهدوا في ضبط النسخة بحيث تخرج قريبة الي ما تركها عليها مؤلفها لكان الامر هينا، ولكنهم يفعلون ذلك في كتب يستهدفون بها عامة الناس فهل هذا من النصح والبيان
سيبقي الامام الالباني -رحمه الله-قمرا في سماء العلم ينتشر ضؤه فيعم الافاق لتتبدد به الظلمات ، اعترف بذلك بعضهم او انكروه !!
كتبه: حسن بن حامد(أبو محمد السلفي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...