السبت، 7 أبريل 2012

دواوين ثلاثة..ودور ثلاثة...ومفتاح له أسنان...؟!

قال الامام ابن القيم -رحمه الله -في كتابه الماتع النافع (الوابل الصيب)في كلام له: "والظلم عند الله عز و جل يوم القيامة له دواوين ثلاثة :
 ديوان: لا يغفر الله منه شيئا، وهو الشرك به فإن الله لا يغفر أن يشرك به،
 وديوان: لا يترك الله تعالى منه شيئا، وهو ظلم العباد بعضهم بعضا؛ فإن الله تعالى يستوفيه كله،
 وديوان : لا يعبأ الله به، وهو ظلم العبد نفسه بينه وبين ربه عز و جل ؛ فإن هذا الديوان أخف الدواوين وأسرعها محوا فإنه يمحي بالتوبة والاستغفار والحسنات الماحية والمصائب المكفرة ونحو ذلك؛ 
 بخلاف ديوان الشرك فإنه لا يمحى إلا بالتوحيد،
 وديوان المظالم لا يمحى إلا بالخروج منها إلى أربابها واستحلالهم منها ،
ولما كان الشرك أعظم الدواوين الثلاثة عند الله عز و جل حرم الجنة على أهله؛ فلا تدخل الجنة نفس مشركة وإنما يدخلها أهل التوحيد؛ فإن التوحيد هو مفتاح بابها ؛ فمن لم يكن معه مفتاح لم يفتح له بابها، وكذلك إن أتى بمفتاح لا أسنان له؛ لم يمكن الفتح به (من النهي عن المنكر، وصدق الحديث ،وأداء الأمانة، وصلة الرحم ،وبر الوالدين)؛
 فأي عبد اتخذ في هذه الدار مفتاحا صالحا من التوحيد وركب فيه أسنانا من الأوامر؛ جاء يوم القيامة إلى باب الجنة ومعه مفتاحها الذي لا يفتح إلا به ؛ فلم يعقه عن الفتح عائق؛ اللهم إلا أن تكون له ذنوب وخطايا وأوزار لم يذهب عنه أثرها في هذه الدار بالتوبة والاستغفار؛ فإنه يحبس عن الجنة حتى يتطهر منها، وان لم يطهره الموقف وأهواله وشدائده؛ فلا بد من دخول النار ليخرج خبثه فيها، ويتطهر من درنه ووسخه ثم يخرج منها فيدخل الجنة ؛ فإنها دار الطيبين لا يدخلها إلا طيب قال سبحانه وتعالى: { الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة } وقال تعالى : { وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين } فعقب دخولها على الطيب بحرف الفاء الذي يؤذن بأنه سبب للدخول أي بسبب طيبكم قيل لكم ادخلوها،
وأما النار؛ فإنها دار الخبث في الأقوال والأعمال والمآكل والمشارب ودار الخبيثين؛ فالله تعالى يجمع الخبيث بعضه إلى بعض فيركمه كما يركم الشئ لتراكب بعضه على بعض ثم يجعله في جهنم مع أهله فليس فيها إلا خبيث،

 ولما كان الناس على ثلاث طبقات : طيب لا يشينه خبيث،
 وخبيث لا طيب فيه،
 وآخرون فيهم خبث وطيب ،
دورهم ثلاثة : دار الطيب المحض،
 ودار الخبيث المحض، 
وهاتان الداران ؛ لا تفنيان ،
 ودار لمن معه خبث وطيب،
 وهي الدار التي تفنى ،وهي دار العصاة ؛ فإنه لا يبقي في جهنم من عصاة الموحدين أحد؛ فإنه إذا عذبوا بقدر جزائهم أخرجوا من النار؛ فأدخلوا الجنة، ولا يبقي إلا دار الطيب المحض ودار الخبث المحض"انتهى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...