السبت، 7 أبريل 2012

حديث عظيم الشأن ـ ينبغي لكل مسلم حفظه وتعقله ـ{" أنا آمركم بخمس الله أمرني بهن:...}

عن الحارث الأشعري-رضي الله عنه- أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن الله عز وجل أمر يحيى بن زكريا بخمس كلمات ، أن يعمل بهن وأن يأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ؛ فكاد أن يبطئ ، فقال له عيسى :إنك قد أمرت بخمس كلمات أن تعمل بهن وأن تأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ؛ فإما أن تبلغهن وإما أبلغهن،
 فقال له: يا أخي إني أخشى إن سبقتني أن أعذب أو يخسف بي،
 قال: فجمع يحيى بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد وقعد على الشرف ؛ 
فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :إن الله عز وجل أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن،
 أولهن: أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا؛ فإن مثل ذلك مثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بورق أو ذهب فجعل يعمل ويؤدي عمله إلى غير سيده فأيكم يسره أن يكون عبده كذلك ، وإن الله عز وجل خلقكم ورزقكم ؛فاعبدوه ولا تشركوا به شيئا،
 وأمركم بالصلاة ؛ فإن الله عز وجل ينصب وجهه لوجه عبده ما لم يلتفت فإذا صليتم ؛ فلا تلتفتوا ،
وأمركم بالصيام ؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل معه صرة من مسك في عصابة كلهم يجد ريح المسك وإن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ، 
وأمركم بالصدقة ؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل أسره العدو فشدوا يديه إلى عنقه وقربوه ليضربوا عنقه فقال : هل لكم أن أفتدي نفسي منكم فجعل يفتدي نفسه منهم بالقليل والكثير حتى فك نفسه، 
 وأمركم بذكر الله كثيرا ؛ وإن مثل ذلك كمثل رجل طلبه العدو سراعا في أثره فأتى حصنا حصينا فتحصن فيه ،وإن العبد أحصن ما يكون من الشيطان إذا كان في ذكر الله عز وجل .
قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أنا آمركم بخمس الله أمرني بهن : بالجماعة وبالسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله ؛ فإنه من خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلى أن يرجع ،ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جثا جهنم"
 قالوا يا رسول الله: وإن صام وصلى ،
قال :"وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم ؛ فادعوا المسلمين بما سماهم المسلمين المؤمنين عباد الله عز وجل"
رواه الامام أحمد في "مسنده" والترمذي في "سننه" ،وابن خزيمة في "صحيحه" ، والحاكم في "مستدركه"، وغيرهم وصححه الألباني.
قال الامام ابن قيم الجوزية-رحمه الله-عند شرحه له في "الوابل الصيب":
" فقد ذكر صلى الله عليه و سلم في هذا الحديث العظيم الشأن ـ الذي ينبغي لكل مسلم حفظه وتعقله ـ ما ينجي من الشيطان وما يحصل للعبد به الفوز والنجاة في دنياه وأخراه ؛ فذكر مثل الموحد والمشرك : فالموحد: كمن عمل لسيده في داره وأدى لسيده ما استعمله فيه،
 والمشرك: كمن استعمله سيده في داره فكان يعمل ويؤدي خراجه وعمله إلى غير سيده؛
 فهكذا المشرك يعمل لغير الله تعالى في دار الله تعالى ،ويتقرب إلى عدو الله بنعم الله تعالى، ومعلوم أن العبد من بني آدم لو كان مملوكه كذلك؛ لكان أمقت المماليك عنده، وكان أشد شيئا غضبا عليه وطردا له وإبعادا، وهو مخلوق مثله؛ كلاهما في نعمة غيرهما؛ فكيف برب العالمين الذي ما بالعبد من نعمة فمنه وحده لا شريك له، ولا يأتي بالحسنات إلا هو ولا يصرف السيئات إلا هو، وهو وحده المنفرد بخلق عبده ورحمته وتدبيره ورزقه ومعافاته وقضاء حوائجه؛ فكيف يليق به مع هذا أن يعدل به غيره في الحب والخوف والرجاء والحلف والنذر والمعاملة؛ فيحب غيره كما يحبه أو أكثر، ويخاف غيره ويرجوه كما يخافه أو أكثر وشواهد أحوالهم ـ بل وأقوالهم وأعمالهم ـ ناطقة بأنهم يحبون أنداده من الاحياء والأموات ويخافونهم ويرجونهم ويطلبون رضاءهم ويهربون من سخطهم أعظم مما يحبون الله تعالى ويخافون ويرجون ويهربون من سخطه وهذا هو الشرك الذي لا يغفره الله عز و جل ؛ قال الله سبحانه وتعالى : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } "انتهى
وهو شرح نفيس عزيز لهذا الحديث...ينبغي لكل مسلم مراجعته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...