السبت، 14 أبريل 2012

من درر الفوائد السعدية (4)..معرفة أسباب النزول ..تأصيل وتفصيل نفيس

قال العلامة السعدي -رحمه الله-في كتابه البديع (المواهب الربانية في الفوائد القرآنية)ص 22-23 :" الإتيان باللفظ العام في قوله: ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا...﴾الآية[النور: 22] مع أنها نزلت في شأن أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حين تألّى أن لا ينفق على مسطح حين شايع أهل الإفك، مما يحقق أن القرآن العظيم نزل هداية عامة، وأنه يتناول: من لم ينزل عليهم من الأمة، ومن نزلت وهم موجودون، ومن كان له سبب بنزولها وغيره، وهكذا يقال في جميع الآيات التي نزلت في قضايا جزئية خاصة ولفظها يتناول القضايا الكلية العامة؛
 وبهذا ونحوه تعرف أن معرفة أسباب نزول الآيات وإن كان نافعاً فغيره أنفع وأهم منه؛ فتَدبُّر الألفاظ العامة والخاصة، والتأمل في سياق الكلام، والاهتمام بمعرفة مراد الله بكلامه، وتنزيله على الأمور؛ كلها هو الأمر الأهم، وهو المقصود، وهو الذي تعبد الله العباد به، وهو الذي يحصل به العلم والإيمان،
 ومما يدل على أن معرفة أسباب النزول ليس كمعرفة معنى ما أراد الله بكلامه، أنه لا يتوقف معرفة معاني القرآن على معرفتها؛ ولذلك تجد المفسرين يذكرون في أسباب النزول أقوالاً كثيرة مختلفة، لا يهتدي الإنسان إلى معرفة الصحيح منها في الغالب، وكذلك المعتنين بها تضعف معرفتهم بتفسير القرآن كما ينبغي، ولست أقول: إن الاعتناء بأسباب النزول ليس بنافع! بل هو نافع، وقد يتوقف فَهْمُ كمال المعنى عليه! 
وإنما قولي: إن الاعتناء بتدبر الألفاظ والمقاصد هو الأهم، ومع ذلك فإذا عرض للإنسان سبب نزول بعض الآيات ببعض الواقعات فلا يذهب وهمه إليه وحده، بل يكون مرجعه إلى هذا الأصل الكبير، فيعرف أن القضية الجزئية التي نزلت الآية فيها، فيها بعضُ المعنى وفرْدٌ من أفراده؛ فالمعنى قاعدة كلية يدخل فيها أفراد كثيرة، ومن جملة تلك الأفراد تلك الصورة، والله المستعان في جميع الأمور، المرجو لتسهيل كل صعب، والإعانة على كل شديد"انتهى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...