الخميس، 31 مايو 2012

هكذا فليكن التحقيق والبحث العلمي الحديثي...-رحمك الله- محدث العصر

قال الامام الألباني-رحمه الله- في "الضعيفة" تحت الحديث رقم 6501 ونصه:( إنَّ غلاماً كان في بني إسرائيل على جبلٍ، فقال لأمه: من خلق السماء؟ قالت: الله عزوجل، قال: فمن خلق الأرض؟ قالت: الله عزوجل، قال: فمن خلق الجبال؟ قالت: الله عزوجل. )قال: فمن خلق الغيم؟ قالت: الله عزوجل. قال: إني لأسمع لله شأناً. ثم رمى بنفسه من الجبل، فتقطع ):

" منكر جداً
أورده الغزالي في ( كتاب آداب السماع والوجد ) من "الإحياء" ( 2/281 )، جازماً بنسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً:
"فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه ذكر غلاماً كان في بني إسرائيل ... " إلخ.
فقال الحافظ العراقي في تخريجه:
"رواه ابن حبان". ولم يزدْ، وكذلك نقله عنه العلامة الزبيدي في شرحه على "الإحياء"، لم يذكر عن حال إسناده شيئاً، فأوردته هنا لنكارته الظاهرة، ولعلي أقف على إسناده، فما حصلته.
ومن المصطلح عليه عند العلماء، أن إطلاق العزو لابن حبان إنما يعني: أنه في "صحيح ابن حبان" . ولا أظن أنه فيه، وذلك، لأنه على شرط الهيثمي في "موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان"، وليس فيه! فأنا بفضل الله تعالى من أعرف الناس بأحاديثه، فقد كنت وضعت له - منذ سنتين - فهرساً لأطرافه، بإعانة بعض الأخوة، ثم جعلته قسمين: "صحيح الموارد" و "ضعيف الماورد" ، كما كنت جريت عليه في "السنن الأربعة" وغيرها وهما الآن تحت الطبع (*) وقبل بضعة أشهر نُشر "صحيح الأدب المفرد" للبخاري و "ضعيف الأدب المفرد" له.
ولعلمي بأن الهيثمي قد فاته أحاديث كثيرة - هي على شرطه - لم يذكرها في "موارده" ، واستدركت عليه في القسمين عشرات الأحاديث، ولذك فقد افترضت أنه من المحتمل أن يكون هذا الحديث من تلك الأحاديث التي فاتته، فبحثت عنه في مظانه من أصل "الموارد"، ألا وهو "صحيح ابن حبان"، بواسطة ترتيبه المسمى بـ "الإحسان"، واستعنت على ذلك بفهارس طبعة المؤسسة منه، فلم أظفر به.
ثم افترضت أن الإطلاق المذكور غير مقصود من الحافظ العراقي فقلت: لعله يعني "ثقات ابن حبان"، فراجعت فهرس أحاديثه من وضع "حسين إبراهيم زهران"، فلم أظفر به.
ثم استمررت في البحث، فتتبعت أحاديث كتابه "المجروحون" حديثاً [حديثاً] دون جدوى. ثم قلبت صفحات كتابه "روضة العقلاء" صفحة صفحة عبثاً.
ثم قلت: لعل الصواب: ( ابن حيان ) .. بالمثناة التحتية، وهو: أبو الشيخ صاحب كتاب "العظمة" ، ومع أن هذا احتمال بعيد، لكن الأمر كما قيل: الغريق يتعلق ولو بخيوط القمر، فمررت بأحاديثه حديثاً [حديتاً]، فرجعت بخُفَّي حُنين!
فمن كان عنده علمٌ، فليتفضل به علينا، وجزاه الله خيراً " انتهي


(*) وقد صدرا بعد وفاة الشيخ - رحمه الله - بشهور ( الناشر )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...