الاثنين، 28 مايو 2012

كلمة الشيخ سعد الحصين في دورة ( تبو) نصح وبيان

كلمة الشيخ سعد الحصين في دورة ( تبو)

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وعلي اله وصحبه ,
اما بعد فقد وفقنا الله لاقامة دورة علمية بقرية تبو بالولاية الشمالية محلية دنقلا درسنا فيها القواعد الاربع والاصول الستة ونواقض الاسلام وشروط الصلاة اربعتهم للامام المجدد محمد بن عبد الوهاب ولمعة الاعتقاد لابن قدامة ووجه الشيخ كلمة في هذه الدورة عبر الهاتف وقد فرغها اخونا عبد القادر بن محمد فوزي جزاه الله خيرا وهذا نصها وتسجيلها :

بسم الله الرحمن الرحيم
 الحمد لله رب العالمين وصلي الله وسلم وبارك علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه اجمعين هذه كلمة توجيهية من معالي الشيخ الفاضل سعد بن عبد الرحمن الحصين لإخوانه وأبنائه طلبة العلم في الدورة العلمية المقامة بتبو في الولاية الشمالية – السودان في غرة رجب لعام 1433 الموافق 21-5-2012 :
 " السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة جميعا ، وغفر الله لنا ولكم ولوالديكم ولكل عزيز عليكم بطاعة الله ، ويسرني ان اشارك إخواني في طلب العلم الشرعي والدعوة الي الله علي ماكان عليه النبي صلي الله عليه وسلم وهذا امر لابد منه في الدين ولايقوم الدين ولاتقوم الدعوة اليه  الا به ، وأن يكون الدين والتدين وأن تكون الدعوة الي الله علي ماكان عليه النبي صلي الله عليه وسلم ، أما المناهج المحدثة فهي للأسف أحدثت لأنها تخالف ماكان عليه النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه - رضي الله عنهم وارضاهم – وان المؤمن الصالح الثابت علي ماكان عليه النبي صلي الله عليه وسلم وأصحابه –رضوان الله عليهم- لايحتاج إلي منهج جديد ولايحتاج إلي حزب جديد ولا يحتاج إلي جماعة جديدة أو مختلفة ، إنما جماعة المسلمين واحدة ، فإذا ظهرت جماعة أخري فهي تكون خارجة عن جماعة المسلمين ، أنصح من يستطيع من إخواني إن يقرأ في ذلك تفصيلا كتبه الدكتور الشيخ بكر أبو زيد في خير كتبه بعنوان ( حكم الإنتماء إلى الجماعات والأحزاب والفرق الإسلامية ) وهو الحقيقة يقول أنها كلها فرق ويقول الأولى ان لا تسمى جماعات ولا أحزاب هي فرق لأنها خرجت عن  جماعة المسلمين العامة وخرجت عن الفرقة الناجية وخرجت عن حزب الله المؤمنين وإلا لما خرجت بهذا الإسم الجديد وهذا المنهج الجديد وهذا الأميراوالإمام الجديد الذي يخالف ماعليه بقية المسلمين .
     لكن أهم مافي الأمر كما ذكرت في البداية أن يكون كل ما نفعله وكل ما نقوله تطوعا لله  سبحانه وتعالي وطاعة له، أن يكون فيه اتباع للنبي صلى الله عليه وسلم واقتداء بسنة خلفاءه الراشدين وماكان عليه أصحابه – رضي الله عنهم وارضاهم جميعا – ويدل علي ذلك قول النبي صلي الله عليه وسلم عن الفرقة الناجية " ما انا عليه وأصحابي " أما بقية الفرق بمن فيهم الأحزاب الموصوفة بالإسلامية فهي كما قال الشيخ ابن باز وكما قال الشيخ صالح الفوزان صراحة وكما قال الشيخ بكر أبو زيد بتعميمه هي خارجة عن الفرقه الناجية وهي إحدي الفرق التي قال النبي صلي الله عليه وسلم انها في النار وكذلك يدل على ذلك وفوق ذلك قول الله – سبحانه وتعالى : { ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدي ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ماتولي ونصله جهنم وساءت مصيرا } [ النساء ، ايه : 115]، وسبيل المؤمنين هو سبيل الصحابة رضي الله عنهم  ، والإمام الشافعي – رحمه الله – استدل بهذا على ثبوت الاجماع – اذا اجمع الصحابة   رضي الله عنهم علي شي  وليس كل المسلمين عامتهم ولكن علماؤهم وأول وأعظم العلماء وأحرى بالاقتداء بهم هم الصحابة رضي الله عنهم ، فسبيل المؤمنين هو سبيل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .
     ومايجب أن نركزعليه وننتبه له دائما في كل طلبنا للعلم وفي كل عملنا بهذا العلم وفي كل تبليغنا لهذا العلم – الدعوة إلى الله علي بصيرة – أن تكون على بصيرة ، أن تكون علي منهاج النبي صلى الله عليه وسلم على ما أرسل الله به رسوله صلى الله عليه و سلم ،بل ما أرسل الله به كل رسله فلم تتغير رسالات الأنبياء أبدا في انها كلها تبدأ وتركز وتستمر وتنتهي على الدعوة إلى إفراد الله  بالعبادة ، أعظم شئ أمر الله به هو إفراد الله بالعبادة واعظم شئ نهي الله عنه وأول شئ نهى الله سبحانه وتعالي وآخر شئ حذر منه النبي صلى الله عنه هو الشرك بالله في عبادته ، مايسمى اليوم المقامات والمزارات والمشاهد والأضرحة ،وكان يسمى من قبل منذ قوم نوح يسمي الاصنام والأوثان والأنصاب والدليل على ذلك قول ابن عباس- رضي الله عنه – فيما رواه عنه البخاري في صحيحه وفيما رواه عنه  ابن جرير في تفسيره – جزاهم الله  عنا وعن الاسلام خير الجزاء - ، كلاهما ذكرا أن قول الله – سبحانه وتعالي – في سورة نوح:{ وقالوا لا تذرن الهتكم و لا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث و يعوق ونسرا }(نوح, آية:23)  قال كل منهما : اولئك اسماء رجال صالحين لما ماتوا اوحي الشيطان الي من بعدهم ان ابنوا عليهم انصابا  ومع الأسف أن أكثر بلاد المسلمين بل كلها ، ماعدا جزء من جزيرة العرب لكنه اكثرها ولله الحمد وهو الذي تقوم عليه الدولة السعودية ودولتين أو  ثلاث من دول الخليج هي الوحيدة التي سلمت من هذه الأوثان بفضل الله ثم بفضل دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ومن ناصره من آل سعود في القرن الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشركلها  يجدد الله دينه بهذه الدولة ، فتهدم الأوثان الموجودة كانت في جزيرة العرب وبخاصة  في مكة والمدينة وماحولها وازالة البدع التي كانت موجودة ، ولله الحمد في هذه البقعة من جزيرة العرب منذ تقريبا من 280 سنة لم تبن أوثان إلا عندما جاء شياطين الدولة العثمانية لا أعادها الله على الإسلام ولا علي المسلمين فهدموا الدعوة إلى الله في جزيرة العرب و قتلوا و نفوا و سجنوا مئات من علمائها وأمرائها و لكن الله سبحانه وتعالي  بعثها ثلاث مرات  , مرة  في القرن الثاني عشر ثم  في القرن الثالث عشر ثم في القرن الرابع عشر وإلى الان بفضل الله سبحانه وتعالي  فهدمت الاوثان مرة ثانية وثالثة بفضل الله سبحانه وتعالي ولم تهدم قبل ذلك ، والدليل علي ذلك الظاهر  الان أن الوثن المسمى بالحسين في مصر بني منذ 900 سنة ومرت على مصر ولايات أولها ولاية الأيوبيين بقيادة صلاح الدين الأيوبي – رحمه الله – ولكن مع ذلك للأسف لم ىكن هم أحد من هذه الولايات والولاة أن يهدم هذه الأوثان و أن يزيل هذه البدع . والان غالبا في أكثر بلاد المسلمين أوثان المسلمين  أكثر من أوثان اليهود والنصاري حتي في فلسطين ، أكثر الأوثان الموجودة في فلسطين الان مثلا أوثان من ينتمون إلى الإسلام والسنة اكثر من اوثان اليهود والنصاري ، وأقرب مثال لذلك مايسمى الحرم الإبراهيمي الشريف وهذا معبد أوثان لليهود وأخذه منهم الصليبيون فبنوا عليه مسجدا . ثم جاء المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي – رحمه الله وتجاوز عنا وعنه وعنكم جميعا – أخذوه من النصاري ، ومع الأسف بنوا فيه سبعة أوثان ،الأوثان التي كان بني عليها  النصاري وسبق اليها اليهود أربعة أوثان وهي قبور وليست مثل أوثان المسلمين مبنية فقط للتعبد  لا هي قبور قديمة يدعي اليهود والنصارى من بعدهم أنها قبور إبراهيم عليه السلام وزوجته وإسحق عليه السلام وزوجته وعليهم السلام والصلاة جميعا والبركة .
     والي الان مع الاسف هذا موجود عندما ذهبت إلى فلسطين قبل الاحتلال الأخير بسنتين وكان أحد السودانيين عنده ورع  -جزاه الله خير -  وكان يقول لن تبقي فلسطين في أيدي المسلمين لما رأى من الوثنية فضلا عما دونها من الفواحش والخمور والمعاصي ، لكن أسوؤها الأوثان ، ولكن مع الأسف حصل ماقاله بعد سنتين ، فالآن المطلوب منا الذين من الله علينا بإعطائنا المنهج السلفي أن نكون ملتزمين بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وان نكون ملتزمين بالدعوة على ماكان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ولايغرنا ترك أكثر الدعاة بل كل الجماعات والأحزاب الاسلاميه تركهم ذلك ، فالشيطان يبعدهم من ذلك ويشغلهم بما هو أقل منه ,
جزاكم الله خيرا على صبركم واحتسابكم وجزاكم الله خيرا علي اجتماعكم علي العلم الشرعي والرغبة فيما عند الله – سبحانه وتعالى – أسأل الله أن يبلغكم رضاه وأن يجعلكم دعاة إلى سبيله علي بصيرة على ماكان عليه النبي صلى الله وسلم وأصحابه  اللهم صل وسلم وبارك علي محمد وعلي ال محمد علي اصحابه ومتبعي سنته واجعلنا منهم جميعا برحمتك يا ارحم الراحمين ، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

نشرها:حسن بن حامد (أبو محمد السلفي)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...