الخميس، 24 مايو 2012

من روائع الخطب : طوبى لمن كان مفتاحا للخير مغلاقا للشر...للعلامة السعدي-رحمه الله-

الحمد لله الذي أمر بالتعاون على الخيرات , ونهى عن التفرق والاختلاف والمشاحنات , وأشهد أن لا إله إلا الله , وحده , لا شريك له ,
فاطر الأرض والسموات , وأشهد أن محمدا عبده ورسوله , سيد الرسل وأكمل المخلوقات , اللهم صل على محمد , وعلى آله وأصحابه أولي الفضائل والكرمات ، وسلم تسليما . أما بعد:  أيها الناس ، اتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم ، وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين ، وقوموا بالنصيحة بين عباد الله ؛فإن الله لا يضيع أجر المحسنين .
 قال تعالى : { لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضات الله فسوف نؤتيه أجرا عظيما } [ سورة النساء : الآية 114 ] وقال صلى الله عليه وسلم : ( ألا أخبركم بأفضل من درجة الصلاة والصيام والصدقة ؟ إصلاح ذات البين . فإن فساد ذات البين هي الحالقة . لا أقول تحلق الشعر . ولكن تحلق الدين ) فرحم الله امرأ رأى بين اثنين عداوة فقام بتقريب بعضهم إلى بعض بالتأليف والإصلاح ؛
 ويا ويح من أغرى بين الناس فلقح العداوة  وغذاها بالتفريق بين المتصافيين وراح .
 أما علمتم أن من أصلح بين الناس أصلح الله باله ؟ 
ومن فرق بينهم فرق الله أمره وشتت أحواله ؟
 فطوبى لمن كان مفتاحا للخير مغلاقا للشر ، وويل لمن كان مفتاحا للشر مغلاقا للخير .
 أما سمعتم بأن النمام عليه العقوبة الشنيعة يوم البعث والنشور ؟ فإنه ينقل الكلام بين الناس فيحدث البغضاء ويوغر الصدور ؛ يجيئ النمام إلى قلوب متآلفة متفقة فيفرقها ،
 وإلى صداقات وصلات بين الناس فيمزقها ؛
 قد انسلخ من أعمال أهل الصلاح المصلحين ، ورضي لنفسه أن يكون من المفسدين .
 ألا وإن المصلحين بين عباد الله لهم الرتب السامية والمحل الأعلى ، وقد حازوا الشرف والأجور الكثيرة ورضى المولى ؛ يأتون إلى المتباعدين فيقربونهم ، وإلى الذين فرقتهم الأغراض الدنيئة فيؤلفون بين قلوبهم ويجمعونهم ؛
 فلله درهم ما أفضل أعمالهم ، وما أرفع مكانهم وأكمل أحوالهم ؛ فكم حصل بسعيهم المشكور من خيرات وبركات ،
 وكم اندفع بعملهم المبرور من شرور ومفاسد وآفات ؛
 وكم قمعوا من ضغائن وإحن ، 
وكم أخمدوا بإصلاحهم ولطفهم من شرور وفتن ؛ 
فيا فوزهم بمكارم الأخلاق ،
 ويا سعادتهم عند لقاء الملك الخلاق ؛ 
ويا فلاحهم إذا أكرموا بجنات النعيم ، 
ووقوا من عذاب الجحيم ،
 فتمت لهم حينئذ العيشة الراضية ، في جنة عالية ، قطوفها دانية ، وقيل لهم { كلوا واشربوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية } [ سورة الحاقة : الآية 24 ] بارك الله لي ولكم .

 للاستزادة كتاب( مجموع خطب الشيخ في المواضيع النافعة)

                                                   من موقع الشيخ العلامة عبدالرحمن بن ناصر السعدي 
                                                                       -رحمه الله-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...