من أصوال الإسلام الكبار، وقواعده العظيمة: وجوب الإجتماع والإئتلاف ، ونهيه وتحذيره عن التفرق والإختلاف، ومن ذلك: الأمر بالإجتماع والنهي عن التفرق حتى في حلق العلم داخل المسجد ..
قال الإمام البخاري-رحمه الله- في <صحيحه>:[كتاب الصلاة- أبواب استقبال القبلة - باب الحلق والجلوس في المسجد] :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: مَا تَرَى فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ
قَالَ :" مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى وَاحِدَةً فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا صَلَّى " ،
وَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ :اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ وِتْرًا فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِهِ.
عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: كَيْفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ
فَقَالَ :"مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ؛ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ تُوتِرُ لَكَ مَا قَدْ صَلَّيْتَ" ،
قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُمْ :أَنَّ رَجُلًا نَادَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ.
عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ؛
فَأَقْبَلَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ؛ فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَهَبَ وَاحِدٌ ؛
فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ ،
وَأَمَّا الْآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ ؛
فَلَمَّا فَرَغَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :"أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ:
أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ فَآوَاهُ اللَّهُ ،
وَأَمَّا الْآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ،
وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ".
قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله-في <الفتح> عند شرحها (2/138-139):
" قَوْلُهُ : ( قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ ) هَذَا التَّعْلِيقُ وَصَلَهُ مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ أَبِي أُسَامَةَ عَنِ الْوَلِيدِ ، وَهُوَ بِمَعْنَى حَدِيثِ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ،...
وَأَرَادَ الْبُخَارِيُّ بِهَذَا التَّعْلِيقِ بَيَانَ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ لِيَتِمَّ لَهُ الِاسْتِدْلَالُ لِمَا تَرْجَمَ لَهُ .
وَقَدِ اعْتَرَضَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ فَقَالَ : لَيْسَ فِيمَا ذُكِرَ دَلَالَةٌ عَلَى الْحَلَقِ وَلَا عَلَى الْجُلُوسِ فِي الْمَسْجِدِ بِحَالٍ .
وَأُجِيبَ: بِأَنَّ كَوْنَهُ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ صَرِيحٌ مِنْ هَذَا الْمُعَلَّقِ ، وَأَمَّا التَّحَلُّقُ فَقَالَ الْمُهَلَّبُ : شَبَّهَ الْبُخَارِيُّجُلُوسَ الرِّجَالِ فِي الْمَسْجِدِ حَوْلَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَخْطُبُ بِالتَّحَلُّقِ حَوْلَ الْعَالِمِ ; لِأَنَّ الظَّاهِرَ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ إِلَّا وَعِنْدَهُ جَمْعٌ جُلُوسٌ مُحْدِقِينَ بِهِ كَالْمُتَحَلقين، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَالَ غَيْرُهُ : حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ يَتَعَلَّقُ بِأَحَدِ رُكْنَيِ التَّرْجَمَةِ وَهُوَ الْجُلُوسُ ، وَحَدِيثُ أَبِي وَاقِدٍ يَتَعَلَّقُ بِالرُّكْنِ الْآخَرِ وَهُوَ التَّحَلُّقُ .
وَأَمَّا مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ " دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَسْجِدَ وَهُمْ حِلَقٌ،
فَقَالَ :" مَا لِي أَرَاكُمْ عِزِينَ"؛ فَلَا مُعَارَضَةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ هَذَا ; لِأَنَّهُ إِنَّمَا كَرِهَ تَحَلُّقَهُمْ عَلَى مَا لَا فَائِدَةَ فِيهِ وَلَا مَنْفَعَةَ* ، بِخِلَافِ تَحَلُّقِهِمْ حَوْلَهُ فَإِنَّهُ كَانَ لِسَمَاعِ الْعِلْمِ وَالتَّعَلُّمِ مِنْهُ "انتهى.
* فقال الإمام ابن باز-رحمه الله- في الحاشية متعقباً له:
"هَذَا فِيهِ نَظَرٌ . وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ تَفَرُّقَهُمْ (1)، وَدَلَّ بِذَلِكَ عَلَى اسْتِحْبَابِ اجْتِمَاعِهِمْ حَالَ مُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ ، وَأَنْ يَكُونُوا حَلْقَةً وَاحِدَةً لَا حَلَقًا ، لِأَنَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ لِلْقُلُوبِ وَأَكْمَلُ لِلْفَائِدَةِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ "انتهى.
(1)-قال الإمام النووي-رحمه الله-في <شرح مسلم>:
"قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( مَا لِي أَرَاكُمْ عِزِينَ ) أَيْ: مُتَفَرِّقِينَ جَمَاعَةً جَمَاعَةً ، وَهُوَ بِتَخْفِيفِ الزَّايِ الْوَاحِدَةِ ( عِزَةٌ )، مَعْنَاهُ: النَّهْيُ عَنِ التَّفَرُّقِ ، وَالْأَمْرُ بِالِاجْتِمَاعِ،.."انتهى
قال الإمام البخاري-رحمه الله- في <صحيحه>:[كتاب الصلاة- أبواب استقبال القبلة - باب الحلق والجلوس في المسجد] :
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: مَا تَرَى فِي صَلَاةِ اللَّيْلِ
قَالَ :" مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ صَلَّى وَاحِدَةً فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا صَلَّى " ،
وَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ :اجْعَلُوا آخِرَ صَلَاتِكُمْ وِتْرًا فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِهِ.
عَنْ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ رَجُلًا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَخْطُبُ، فَقَالَ: كَيْفَ صَلَاةُ اللَّيْلِ
فَقَالَ :"مَثْنَى مَثْنَى فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ؛ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ تُوتِرُ لَكَ مَا قَدْ صَلَّيْتَ" ،
قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ حَدَّثَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ حَدَّثَهُمْ :أَنَّ رَجُلًا نَادَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ.
عَنْ أَبِي وَاقِدٍ اللَّيْثِيِّ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِدِ؛
فَأَقْبَلَ ثَلَاثَةُ نَفَرٍ؛ فَأَقْبَلَ اثْنَانِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَهَبَ وَاحِدٌ ؛
فَأَمَّا أَحَدُهُمَا فَرَأَى فُرْجَةً فِي الْحَلْقَةِ فَجَلَسَ ،
وَأَمَّا الْآخَرُ فَجَلَسَ خَلْفَهُمْ ؛
فَلَمَّا فَرَغَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :"أَلَا أُخْبِرُكُمْ عَنْ النَّفَرِ الثَّلَاثَةِ:
أَمَّا أَحَدُهُمْ فَأَوَى إِلَى اللَّهِ فَآوَاهُ اللَّهُ ،
وَأَمَّا الْآخَرُ فَاسْتَحْيَا فَاسْتَحْيَا اللَّهُ مِنْهُ،
وَأَمَّا الْآخَرُ فَأَعْرَضَ فَأَعْرَضَ اللَّهُ عَنْهُ".
قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله-في <الفتح> عند شرحها (2/138-139):
" قَوْلُهُ : ( قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ كَثِيرٍ ) هَذَا التَّعْلِيقُ وَصَلَهُ مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ أَبِي أُسَامَةَ عَنِ الْوَلِيدِ ، وَهُوَ بِمَعْنَى حَدِيثِ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ ،...
وَأَرَادَ الْبُخَارِيُّ بِهَذَا التَّعْلِيقِ بَيَانَ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ لِيَتِمَّ لَهُ الِاسْتِدْلَالُ لِمَا تَرْجَمَ لَهُ .
وَقَدِ اعْتَرَضَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ فَقَالَ : لَيْسَ فِيمَا ذُكِرَ دَلَالَةٌ عَلَى الْحَلَقِ وَلَا عَلَى الْجُلُوسِ فِي الْمَسْجِدِ بِحَالٍ .
وَأُجِيبَ: بِأَنَّ كَوْنَهُ كَانَ فِي الْمَسْجِدِ صَرِيحٌ مِنْ هَذَا الْمُعَلَّقِ ، وَأَمَّا التَّحَلُّقُ فَقَالَ الْمُهَلَّبُ : شَبَّهَ الْبُخَارِيُّجُلُوسَ الرِّجَالِ فِي الْمَسْجِدِ حَوْلَ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَهُوَ يَخْطُبُ بِالتَّحَلُّقِ حَوْلَ الْعَالِمِ ; لِأَنَّ الظَّاهِرَ أَنَّهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَا يَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ إِلَّا وَعِنْدَهُ جَمْعٌ جُلُوسٌ مُحْدِقِينَ بِهِ كَالْمُتَحَلقين، وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَالَ غَيْرُهُ : حَدِيثُ ابْنِ عُمَرَ يَتَعَلَّقُ بِأَحَدِ رُكْنَيِ التَّرْجَمَةِ وَهُوَ الْجُلُوسُ ، وَحَدِيثُ أَبِي وَاقِدٍ يَتَعَلَّقُ بِالرُّكْنِ الْآخَرِ وَهُوَ التَّحَلُّقُ .
وَأَمَّا مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ " دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمَسْجِدَ وَهُمْ حِلَقٌ،
فَقَالَ :" مَا لِي أَرَاكُمْ عِزِينَ"؛ فَلَا مُعَارَضَةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ هَذَا ; لِأَنَّهُ إِنَّمَا كَرِهَ تَحَلُّقَهُمْ عَلَى مَا لَا فَائِدَةَ فِيهِ وَلَا مَنْفَعَةَ* ، بِخِلَافِ تَحَلُّقِهِمْ حَوْلَهُ فَإِنَّهُ كَانَ لِسَمَاعِ الْعِلْمِ وَالتَّعَلُّمِ مِنْهُ "انتهى.
* فقال الإمام ابن باز-رحمه الله- في الحاشية متعقباً له:
"هَذَا فِيهِ نَظَرٌ . وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ تَفَرُّقَهُمْ (1)، وَدَلَّ بِذَلِكَ عَلَى اسْتِحْبَابِ اجْتِمَاعِهِمْ حَالَ مُذَاكَرَةِ الْعِلْمِ ، وَأَنْ يَكُونُوا حَلْقَةً وَاحِدَةً لَا حَلَقًا ، لِأَنَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ لِلْقُلُوبِ وَأَكْمَلُ لِلْفَائِدَةِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ "انتهى.
(1)-قال الإمام النووي-رحمه الله-في <شرح مسلم>:
"قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ( مَا لِي أَرَاكُمْ عِزِينَ ) أَيْ: مُتَفَرِّقِينَ جَمَاعَةً جَمَاعَةً ، وَهُوَ بِتَخْفِيفِ الزَّايِ الْوَاحِدَةِ ( عِزَةٌ )، مَعْنَاهُ: النَّهْيُ عَنِ التَّفَرُّقِ ، وَالْأَمْرُ بِالِاجْتِمَاعِ،.."انتهى
وقال العلامة ابن عثيمين-رحمه الله-في[التعليق على صحيح مسلم]3/149 معلقاً عليه:
"يعني:متفرقين؛لأن الأولى في حق الذين يكونون في مكان واحد أن يجمتع بعضهم إلى بعض ، سواء في حلقة القرآن أو العلم أو غير ذلك ، وأن لا يتفرقوا ؛ لأن الناس إذا تفرقوا بلأجسام، تفرقت القلوب"انتهى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق