السبت، 9 أغسطس 2014

"مَا بَالُ شِقِّ الشَّجَرَةِ الَّتِي تَلِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْغَضَ إِلَيْكُمْ؟!"

بسم اللهِ الرحمٰن الرحيم
الحمدُ للهِ ربِّ العرش العظيم، والصَّلاةُ والسَّلامُ علىٰ مَنِ اتَّباعُه سبيلُ حُبِّ مَولَانا البَرِّ الكريم، وعلىٰ آله وأصحابه وكلِّ تابِعٍ علىٰ الصراط المستقيم.
أمّا بعد
فعن رِفَاعَةَ بْنِ عَرَابَةَ الْجُهَنِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ:
صَدَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ مَكَّةَ [حَتَّىٰ إِذَا كُنَّا بِالْكَدِيدِ، أَوْ قَالَ: بِقُدَيْدٍ]، فَجَعَلَ نَاسٌ يَسْتَأِذْنُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [إِلىٰ أَهْلِيْهِمْ]، فَجَعَلَ يَأْذَنُ لَهُمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«مَا بَالُ شِقِّ الشَّجَرَةِ[1] الَّتِي تلِي رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبْغَضَ إِلَيْكُمْ مِنَ الشِّقِّ الآخَرِ؟!». قَالَ:
فَلَمْ نَرَ مِنَ الْقَوْمِ إِلَّا بَاكِيًا! قَالَ:
يَقُولُ أَبُو بَكْرٍ:
إِنَّ الَّذِي يَسْتَأْذِنُكَ بَعْدَ هَٰذَا لَسَفِيهٌ -فِي نَفْسِي-.
فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَىٰ عَلَيْهِ، -وَكَانَ إِذا حَلَفَ قَالَ:
«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ!- أَشْهَدُ عِنْدَ اللهِ: مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُؤْمِنُ بِاللّٰهِ ثمَّ يُسَدَّدُ؛ إِلَّا سُلِكَ بِهِ فِي الْجَنَّةِ.
وَلَقَدْ وَعَدَنِي رَبِّي أَنْ يُدْخِلَ مِن أُمَّتِي الْجنَّة [سَبعِيْنَ أَلْفًا] بِلَا حِسَابٍ وَلَا عَذَابٍ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا تَدْخُلُوهَا حَتَّىٰ تَتَبَوَّءُوا [أَنْتُمْ] وَمَنْ صَلَحَ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَذَرَارِيِّكُمْ مَسَاكِنَ فِي الْجنَّة». ثمَّ قَالَ:
«إِذَا مَضَىٰ شَطْرُ اللَّيْلِ أَوْ ثُلُثَاهُ، يَنْزِلُ اللهُ [تَبَارَكَ وتَعَالَىٰ] إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُول:
لَا أَسْأَلُ عَنْ عِبَادِي [أَحَدًا] غَيْرِي.
مَنْ ذَا الَّذِي يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ؟!
مَنْ ذَا الَّذِي يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ؟!
مَنْ ذَا الَّذِي يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ؟!
حَتَّىٰ يَنْفَجِرَ الصُّبْحُ».
رواه ابن حبان وغيرُه رَحِمَهُمُ اللهُ، وصحَّحه أبي علىٰ شرط الشيخين؛ "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (2405)، و"صحيح موارد الظمآن" (9)، والزيادات مِن "مسند الإمام أحمد" (4/ 16)، وجميعها مما أضافه الوالد -رَحِمَهُ اللهُ- في "الموارد" إلَّا الأولىٰ.
(جزء من تدوينة نفيسة من< مدونة تمام المنة>لسكينة بنت محمد ناصر الدين الألبانية-سددها الله- تابعها تامة على هذا الرابط:http://tamammennah.blogspot.com/2014/08/blog-post_9.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...