الاثنين، 15 سبتمبر 2014

من روائع الآثار: ".. وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ أَحَدٌ "؟!! بل هم خوارج !!!

علق الإمام البخاري-رحمه الله-في "صحيحه"[كتاب التوحيد ] :باب قول الله تعالى {يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالاته}:
وَقَالَتْ عَائِشَةُ :إِذَا أَعْجَبَكَ حُسْنُ عَمَلِ امْرِئٍ فَقُلْ :{اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ أَحَدٌ.
ووصله في كتابه "خلق أفعال العباد" ص 186:
"قال: حدثنا يحيى بن كثير ، ثنا الليث ، عُقَيْلٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ-رضى الله عنها- قَالَتْ : وَذَكَرَتِ الَّذِي كَانَ مِنْ شَأْنِعُثْمَانَ بن عفان وَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا؛ فَوَاللَّهِ مَا أَحْبَبْتُ أَنْ يُنْتَهَكَ مِنْ عُثْمَانَ أَمْرٌ قَطُّ إِلَّا انْتُهِكَ مِنِّي مِثْلُهُ حَتَّى وَاللَّهِ لَوْ أَحْبَبْتُ قَتْلَهُ لَقُتِلْتُ ،
 يَا عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ عَدِيٍّ لَا يَغُرَّنَّكَ أَحَدٌ بَعْدَ الَّذِي تَعْلَمُ؛
 فَوَاللَّهِ مَا احْتَقَرْتُ مِنْ أَعْمَالِ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَجَمَ النَّفَرُ الَّذِينَ طَعَنُوا فِي عُثْمَانَ؛
 فَقَالُوا: قَوْلًا لَا يَحْسُنُ مِثْلُهُ،
 وَقَرَءُوا قِرَاءَةً لَا يَحْسُنُ مِثْلُهَا،
 وَصَلُّوا صَلَاةً لَا يُصلى مِثْلُهَا؛
 فَلَمَّا تَدَبَّرْتُ الصَّنِيعَ إِذَا هُمْ وَاللَّهِ مَا يُقَارِبُونَ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَإِذَا أَعْجبك حُسْنُ قَوْلِ امْرِئٍ فَقُلِ:{ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ أَحَدٌ ".
وإسناده صحيح ، كما في "سلسلة الآثار الصحيحة.."(1/143-144) لابن منير آل زهوي-حفظه الله-.
وقال الحافظ ابن حجر-رحمه الله-في"الفتح" عند شرحه:
"..وَأَخْرَجَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ رِوَايَةِ يُونُسَ بْنِ يَزِيدَ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ أَنَّ عَائِشَةَ كَانَتْ تَقُولُ : احْتَقَرْتُ أَعْمَالَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ نَجَمَ الْقُرَّاءُ الَّذِينَ طَعَنُوا عَلَى عُثْمَانَ فَذَكَرَ نَحْوَهُ ،
وَفِيهِ " فَوَاللَّهِ مَا يُقَارِبُونَ عَمَلَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فَإِذَا أَعْجَبَكَ حُسْنُ عَمَلِ امْرئٍ مِنْهُمْ فَقُلِ:{ اعْمَلُوا..} إِلَخْ 
وَالْمُرَادُ بِالْقُرَّاءِ الْمَذْكُورِينَ الَّذِينَ قَامُوا عَلَى عُثْمَانَ ، وَأَنْكَرُوا عَلَيْهِ أَشْيَاءَ اعْتَذَرَ عَنْ فِعْلِهَا ، ثُمَّ كَانُوا مَعَ عَلِيٍّ ثُمَّ خَرَجُوا بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى عَلِيٍّ ، وَقَدْ تَقَدَّمَتْ أَخْبَارُهُمْ مُفَصَّلَةً فِي " كِتَابِ الْفِتَنِ ،
 وَدَلَّ سِيَاقُ الْقِصَّةِ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْعَمَلِ مَا أَشَارَتْ إِلَيْهِ مِنَ الْقِرَاءَةِ وَالصَّلَاةِ وَغَيْرِهِمَا فَسَمَّتْ كُلَّ ذَلِكَ عَمَلًا ،
 وَقَوْلُهَا فِي آخِرِهِ " وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ أَحَدٌ " بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ المكسورة  وَالْفَاءِ الْمَفْتُوحَةِ وَالنُّونُ الثَّقِيلَةُ لِلتَّأْكِيدِ ،
 قَالَ ابْنُ التِّينِ عَنِ الدَّاوُدِيِّ مَعْنَاهُ : لَا تَغْتَرَّ بِمَدْحِ أَحَدٍ وَحَاسِبْ نَفْسَكَ ،
 وَالصَّوَابُ مَا قَالَهُ غَيْرُهُ أَنَّ الْمَعْنَى: لَا يَغُرَّنَّكَ أَحَدٌ بِعَمَلِهِ فَتَظُنَّ بِهِ الْخَيْرَ إِلَّا إِنْ رَأَيْتَهُ وَاقِفًا عِنْدَ حُدُودِ الشَّرِيعَةِ"انتهى .
قلتُ: وهو نحو قول ابن عباس -رضى الله عنهما- عندما ذكر له الخوارج وإجتهادهم ،وصلاتهم،
 قال:"ليس هم بأشد اجتهاداً من اليهود والنصارى ؛ وهم على ضلالة ". صحيح
اخرجه الآجري(1/144)رقم 48.
وقال الآجري-رحمه الله-معلقاً:
"فلا ينبغي لمن رأى إجتهاد خارجياً قد خرج على إمام -عدلاً كان الإمام أو جائراً- فخرج وجمع جماعة ، وسلَّ سيفه واستحلَّ قتال المسلمين؛ فلا ينبغى له أن يغترَّ بقراءته للقرآن ، ولا بطول قيامه في الصلاة ، ولا بدوام صيامه ، ولا بحسن ألفاظه في العلم ؛ إذا كان مذهبه مذهب الخوارج" انتهى
وانظر:"سلسلة الآثار الصحيحة.."(2/204).


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...