الجمعة، 19 سبتمبر 2014

بيان الصواب في تفسير قوله تعالي :{فطفق مسحاً بالسوق والأعناق}ص:33

جاء في "سلسلة الأحاديث الضعيفة"(14/2/903-905) للإمام الألباني-رحمه الله- عند كلامه على الحديث رقم 6888م، ونصه:
"عن أُبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم، في قوله: {فطفق من مسحاً بالسوق والأعناق}، قال: يقطع أعناقها وسوقها".
قال الشيخ-رحمه الله-بعد تخريجه وبيان أنه"منكر":
"هذا؛ وقد اختلفت الآثار الموقوفة والمقطوعة في تفسير قوله تعالى: {فطفق مسحاً بالسوق والأعناق} - فهي تعني: سليمان عليه السلام -؛
 فقيل: عقرها وضرب أعناقها بالسيف.
وقال بعضهم: كانت عشرين ألفاً!
وقال آخرون: بل جعل يمسح أعرافها وعراقيبها بيده حباً لها. ذكره الإمام الطبري في " تفسيره " (23/ 100) ، ثم ساقه بإسناده عن علي - وهو: ابن أبي طلحة - عن ابن عباس أنه فسره بذلك،
 ثم قال:" وهذا القول الذي ذكرناه عن ابن عباس أشبه بتأويل الآية؛ لأن نبي الله صلى الله عليه وسلم لم يكن - إن شاء الله - ليعذب حيواناً بالعرقبة (1) ويهلك مالاً من ماله بغير سبب سوى أنه اشتغل عن صلاته بالنظر إليها، ولا ذنب لها باشتغاله بالنظر إليها ".
هذا ترجيح الإمام الطبري، وهو مقبول جداً عندي؛ وإن كان الحافظ ابن كثير لم يرضه، وتعقبه بقوله:
" فيه نظر؛ لأنه قد يكون في شرعهم جواز مثل هذا ... ".
فأقول: اجعل (قد يكون) عند ذاك الكوكب! لأنه يمكن لقائل أن يعارضه فيقول: " قد لا يكون ... "؛
 فإن (قد) في قوله ليس للتحقيق.. إلا لو كان عليه دليل، ولو وجد؛ لعرفه الإمام وما خالفه، ولو فرض أنه خفي عليه؛ لاستدركه ابن كثير، ولأدلى به،
 فإذ لم يفعل؛ فالواجب البقاء مع الأصل الذي تمسك به الإمام جزاه الله خيراً.
ولقد كاد المحقق الآلوسي أن يميل إلى هذا الذي اختاره الإمام؛ لولا أنه وقف في طريقه حديث الترجمة الذي اغتر هو بتحسين السيوطي له؛ فقد أعاد ذكره أكثر من مرة، وذكر أنه يكفي في الاحتجاج به في هذه المسألة!
 وهذا من شؤم الأحاديث الضعيفة، والتساهل في نقدها،
 وتقليد من لا تحقيق عنده فيها!"انتهى

(1)وهي: قطع (العراقيب) ، جمع (العرقوب) : وهو من الدابة ما يكون في رجلها بمنزلة الركبة في يدها.
تنبيه:
وهوإختيار ابن حزم أيضاً ‘ فقد قال -رحمه الله-في كتابه [الفصل بين الملل و الأهواء و النحل](4/42) :
" وهذه خرافة موضوعة مكذوبة سخيفة باردة، قد جمعت أفانين من النوك ، والظاهر أنها من أختراع زنديق بلا شك؛
 لأن فيها معاقبة خيل لا ذنب لها و التمثيل بها ،
 واتلاف مال منتفع به بلا معني،
 ونسبة تضييع الصلاة إلي نبي مرسل ثم يعاقب الخيل علي ذنبه لا علي ذنبها ،
 وهذا أمر لا يستجيزه ابن سبع سنين فكيف نبي مرسل ؟؟؟
ومعني هذه الآية ظاهر بين ، وهو: أنه عليه السلام  أخبر أنه أحب حب الخير من أجل ذكر ربه حتي توارت الشمس بالحجاب ، أو حتي توارت تلك الصافنات الجياد بحجابها ثم أمر بردها؛ فطفق مسحاً بسوقها و أعناقها بيده ، براً بها و اكراماً لها ، هذا هو ظاهر الآية الذي لا يحتمل غيره ، و ليس فيه أشارة أصلاً إلي ما ولدوه من قتل الخيل و تعطيل الصلاة ، و كل هذا قد قاله ثقات المسلمين فكيف و لا حجة في قول أحد دون الرسول صلى الله عليه وسلم ؟"انتهى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...