الخميس، 16 يناير 2014

من روائع التفسير:بيان وجه المماثلة بين الإنسان وبين كل طائر ودابة!؟

قال الإمام ابن قيم الجوزية-رحمه الله-عند كلامه على قوله تعلي:{وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ}الآية[الأنعام:39]:
"...وقال مجاهد: "أمم أمثالكم أصناف مصنفة تعرف بأسمائها
 وقال الزجاج: "أمم أمثالكم في أنها تبعث
 وقال ابن قتيبة: "أمم أمثالكم في طلب الغذاء ،وابتغاء الرزق ، وتوقي المهالك
 وقال سفيان بن عيينة: "ما في الأرض آدمي إلا وفيه شبه من البهائم
 فمنهم من يهتصر اهتصار الأسد،
 ومنهم من يعدو عدو الذئب،
 ومنهم من ينبح نباح الكلب،
 ومنهم من يتطوس كفعل الطاووس،
 ومنهم من يشبه الخنازير التي لو ألقي إليها الطعام عافته، فإذا قام الرجل عن رجيعه، ولغت فيه؛
 فلذلك تجد من الآدميين من لو سمع خمسين حكمه، لم يحفظ واحدة منها ، وإن أخطأ رجل ترواه وحفظه.
 قال الخطابي: "ما أحسن ما تأول سفيان هذه الآية واستنبط منها هذه الحكمة" ، وذلك أن الكلام إذا لم يكن حكمه مطاوعا لظاهره ،  وجب المصير إلى باطنه، وقد أخبر الله عن وجود المماثلة بين الإنسان وبين كل طائر ودابة،
 وذلك ممتنع من جهة الخلقة والصورة،
 ومنعدم من جهة النطق والمعرفة ؛
 فوجب أن يكون منصرفا إلى المماثلة في الطباع والأخلاق،
 وإذا كان الأمر كذلك؛
 فاعلم أنك إنما تعاشر البهائم والسباع؛
 فليكن حذرك منهم، ومباعدتك إياهم على حسب ذلك انتهى كلامه".انتهى
<شفاء العليل..> ص184

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...