السبت، 23 نوفمبر 2013

من آيات النبوة: طَاعَةِ الْأَشْجَارِ لَهُ وحنين الجذع إليه.

1_عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ-رضى الله عنهما- قَالَ:
جَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي عَامِرٍ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ كَأَنَّهُ يُدَاوِي ويُعالِجُ ـ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ إِنَّكَ تَقُولُ أَشْيَاءً هَلْ لَكَ أَنْ أُدَاوِيكَ؟
 قَالَ: فَدَعَاهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إلى اللَّهِ ثُمَّ قَالَ:
(هَلْ لَكَ أنْ أُرِيَكَ آيَةً)؟ ـ وَعِنْدَهُ نخلٌ وَشَجَرٌ ـ فَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  عِذْقاً منها قأقبل إِلَيْهِ وَهُوَ يَسْجُدُ وَيَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَسْجُدُ وَيَرْفَعُ رَأْسَهُ حَتَّى انْتَهَى إِلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ ،
ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(ارجعْ إِلَى مَكَانِكَ) ؛
فَقَالَ الْعَامِرِيُّ: وَاللَّهِ لَا أُكَذِّبُكَ بِشَيْءٍ تَقُولُهُ أَبَدًا! 
ثُمَّ قَالَ: يَا آلَ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ! وَاللَّهِ لَا أُكَذِّبُهُ بِشَيْءٍ.
قَالَ: والعذقُ: النَّخْلَةُ. صحيح
2_عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ-رضى الله عنهما- قَالَ:
سِرْنا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلْنَا وَادِيًا أَفْيَحَ فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْضِي حَاجَتَهُ واتَّبعتُه بِإِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يرَ شَيْئًا لِيَسْتَتِرَ بِهِ ؛ فَإِذَا شجرتان بشاطىء الْوَادِي فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى إِحْدَاهُمَا فَأَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَقَالَ:
(انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ) فَانْقَادَتْ مَعَهُ كَالْبَعِيرِ الْمَخْشُوشِ الَّذِي يُصَانِعُ قَائدَهُ حَتَّى أَتَى الشَّجَرَةَ الأُخرى فَأَخَذَ بغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَقَالَ:
(انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ) فانقادَتْ مَعَهُ كَذَلِكَ حَتَّى إِذَا كَانَ النِّصْفُ جَمَعَهُما،
 فَقَالَ:
(التَئِما عَلَيَّ بإذْنِ اللَّهِ) فَالْتَأَمَتَا ،
 قَالَ جَابِرٌ: فخرجتُ أُحْضِرُ مخافَة أَنْ يُحِسَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقُربي فَيَتَبَاعَدَ فَجَلَسْتُ فَحَانَتْ مِنِّي لَفْتَةٌ ؛ فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلٌ وَإِذَا الشَّجَرَتَانِ قَدِ افْتَرَقَتَا فَقَامَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عَلَى سَاقٍ فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقفَ وَقْفَةً فَقَالَ بِرَأْسِهِ هَكَذَا ـ يَمِينًا وَيَسَارًا ـ ثُمَّ أَقْبَلَ فَلَمَّا انْتَهَى إِلَيَّ قَالَ:
(يَا جابر هل رأيت مقامي
 قلت: نعم يارسول اللَّهِ قَالَ:
(فانْطَلِقْ إِلَى الشَّجَرَتَيْنِ فاقْطَعْ مِنْ كل واحدة منْهُمَا غُصْناً فأَقْبِلْ بِهِمَا حَتَّى إِذَا قُمْتَ مَقَامِي أَرْسِل غُصْنًا عَنْ يَمِينِكِ وغُصْناً عَنْ يَسَارِكِ
 قَالَ جَابِرٌ: فأخذتُ حَجَرًا فكسرتُه فَأَتَيْتُ الشَّجَرَتَيْنِ فَقَطَعْتُ مِنْ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا غُصْنًا ثُمَّ أقبلتُ أجُرُّهُما حَتَّى إِذَا قُمْتُ مَقَامَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أرسلتُ غُصناً عَنْ يَمِينِي وَغُصْنًا عَنْ يَسَارِي ثُمَّ لَحِقْتُهُ فَقُلْتُ: قَدْ فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ فَعَمَّ ذَلِكَ؟
 فَقَالَ:
(إِنِّي مَرَرْتُ بِقَبْرَيْن يُعَذَّبَانِ فأَحْبَبْتُ ـ بِشَفَاعَتِي ـ أَنْ يُرَفَّهَ عَنْهُمَا مَا دَامَ الغُصْنَان رَطِبَيْنِ
 فَأَتَيْنَا الْعَسْكَرَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(يَا جَابِرُ نَادِ بوَضوُء
 فَقُلْتُ: أَلَا وَضُوءٌ أَلَا وَضُوءٌ؟
 قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا وَجَدْتُ فِي الرّكبِ مِنْ قَطْرَةٍ وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ يُبَرِّدُ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أشجابٍ لَهُ فَقَالَ:
(انْطَلِقْ إِلَى فُلَانٍ الْأَنْصَارِيِّ فَانْظُرْ هَلْ فِي أَشْجَابِهِ مِنْ شَيْءٍ
 قَالَ: فَانْطَلَقْتُ إِلَيْهِ فَنَظَرْتُ فِيهَا فَلَمْ أَجِدْ فِيهَا إِلَّا قَطْرَةً فِي عَزْلَاءِ شَجْبٍ مِنْهَا لَوْ أنِّي أُفْرِغُه مَا كَانَتْ شَرْبَةً فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ  لَمْ أَجِدْ فِيهَا إِلَّا قَطْرَةً فِي عَزْلَاءِ شَجْبٍ مِنْهَا لَوْ أَنِّي أُفرغه لشربَهُ يابسُه ،
 قَالَ:
(اذْهَبْ فَأْتِنِي بِهِ
 فَأَخَذَهُ بِيَدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَعَلَ يَتَكَلَّمُ بِشَيْءٍ لَا أَدْرِي مَا هُوَ؟! وَيَغْمِزُهُ بِيَدِهِ ثُمَّ أَعْطَانِيهِ ؛ 
فَقَالَ:
(يَا جَابِرُ نَادِ بِجَفْنَةٍ) ،
فَقُلْتُ: يَا جَفْنَةَ الرَّكْبِ ،
قَالَ: فأُتِيتُ بِهَا تُحْمَلُ فَوَضَعْتُهَا بَيْنَ يَدَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هَكَذَا ـ وَبَسَطَ يَدَهُ فِي وَسَطِ الْجَفْنَةِ وفرَّق بَيْنَ أَصَابِعِهِ ـ وَقَالَ:
(خُذْ يَا جَابِرُ وصُبَّ عَلَيَّ وَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ) فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ وَقُلْتُ: بِسْمِ اللَّهِ فَرَأَيْتُ الْمَاءَ يَفُورُ مِن بَيْنِ أَصَابِعِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى امْتَلَأَتْ، قَالَ:
(يَا جَابِرُ! نادِ مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ بِمَاءٍ
 قَالَ: فَأَتَى النَّاسُ فَاسْتَقَوْا حَتَّى رَوُوا ،
قَالَ: فَقُلْتُ: هَلْ بَقِيَ أَحَدٌ لَهُ حَاجَةٌ؟
 قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ مِنَ الجَفْنَةِ ـ وهي ملأى ـ.
3_ حَدَّثَنَا الْحَسَنُ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى جَنْبِ خَشَبَةٍ يُسْنِدُ ظَهْرَهُ إِلَيْهَا فَلَمَّا كَثُرَ النَّاسُ قَالَ:
(ابْنُوا لي مِنبراً) فَبَنَوْا له منبراً له عَتَبَتَانِ فَلَمَّا قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ ليخطُبَ حنَّتِ الْخَشَبَةُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَنَسٌ: وَأَنَا فِي الْمَسْجِدِ فسَمِعت الْخَشَبَةَ حنَتْ حَنِينَ الْوَلَدِ فَمَا زَالَتْ تَحِنُّ حَتَّى نَزَلَ إِلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاحتَضنها فَسَكَنَتْ.
قَالَ: وَكَانَ الْحَسَنُ إِذَا حدَّث بِهَذَا الْحَدِيثِ بَكَى ثُمَّ قَالَ: يَا عِبَادَ اللَّهِ الْخَشَبَةُ تَحِنُّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ شَوْقًا إِلَيْهِ لِمَكَانِهِ مِنَ اللَّهِ ـ فَأَنْتُمْ أَحَقُّ أَنْ تَشْتَاقُوا إلى لقائه.
من "التعليقات الحسان على صحيح ابن حبان"للإمام الألباني-رحمه الله-.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...