الجمعة، 25 يناير 2013

من روائع الآثار :فقه عمرى من لنا بمثله اليوم

عن عبيد بن عمير: أن أبا موسى الأشعري استأذن على عمر بن الخطاب، فلم يؤذن له – وكأنه كان مشغولاً- فرجع أبو موسى، ففرغ عمر، فقال: ألم أسمع صوت عبد الله بن قيس؟ إيذنوا له،
 قيل: قد رجع،
 فدعاه،
 فقال: كنا نؤمر بذلك(1).
 فقال: تأتيني على ذلك بالبينة(2).
 فانطلق إلى مجلس الأنصار، فسألهم؟
 فقالوا: لا يشهد لك على هذا إلا أصغرنا: أبو سعيد الخدري، فذهب بأبي سعيد.
 فقال عمر: أخفي عليّ[هذا] من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألهاني الصفق بالأسواق. يعني: الخروج إلى التجارة.

(صحيح لغيره) عن عبيد بن عمير، عن أبي موسى قال: استأذنت على عمر، فلم يؤذن لي – ثلاثاً- فأدبرت،
 فأرسل إلي، فقال : يا عبد الله! اشتد عليك أن تحتبس على بابي؟ اعلم أن الناس كذلك يشتد عليهم أن يُحتبسوا على بابك. فقلت: بل استأذنت عليك ثلاثاً، فلم يؤذن لي، فرجعت [وكنا نؤمر بذلك].
 فقال: ممن سمعت هذا ؟
 فقلتُ : سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم.
 فقال: أسمعت من النبي صلى الله عليه وسلم ما لم نسمع؟ لئن لم تأتني على هذا ببينة لأجعلنك نكالاً!
 فخرجت حتى أتيت نفراً من الأنصار جلوساً في المسجد، فسألتهم؟
 فقالوا: أو يشك في هذا أحد؟
 فأخبرتهم ما قال عمر.
 فقالوا: لا يقوم معك إلا أصغرنا،
 فقام معي أبو سعيد الخدري- أو أبو مسعود- إلى عمر،
 فقال: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم وهو يريد سعد بن عبادة حتى أتاه،
 فسلم، فلم يؤذن له،
 ثم سلم الثانية،
 ثم الثالثة، فلم يؤذن له،
 فقال: " قضينا ما علينا "، ثم رجع.
 فأدركه سعد، فقال: يا رسول الله! والذي بعثك بالحق ما سلمت من مرة إلا وأنا أسمع؛ وأرد عليك، ولكن أحببت أن تكثر من السلام علي وعلى أهل بيتي.
 فقال أبو موسى: والله إن كنت لأميناً على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
 فقال: أجل، ولكن أحببت أن أستثبت.
__________
(1) زاد المؤلف في "صحيحه" (6245) من طريق آخر: "إذا استأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له ، فليرجع" ، وهي رواية لمسلم (6/177)
.
(2) زاد المؤلف في رواية أخرى: "أو لأفعلن"، وهي رواية لمسلم أيضاً، وفي رواية له من الطريق الأخرى، قال: " فوالله لأوجعن ظهرك وبطنك، أو لتأتين بمن يشهد لك على هذا!".


(صحيح الأدب المفرد)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...