قال الامام الألباني-رحمه الله-في "الضعيفة"(4/193-194) عند كلامه على الحديث رقم(1700) ولفظه: " اتقوا زلة العالم وانتظروا فيئته " ، وبعد بيان أنه " ضعيف جدا " :
"هذا ، ولعل أصل الحديث موقوف ، فرفعه كثير(اى: ابن عبدالله ) عمدا أوخطأ ، فقد رأيت الشطر الأول منه من قول معاذ بن جبل رضي الله عنه ، في مناقشة هادئة رائعة بين ابن مسعود وأبي مسلم الخولاني التابعي الجليل ، لا بأس من ذكرها لما فيها من علم وخلق كريم ، ما أحوجنا إليه في مناظراتنا ومجادلاتنا ، وأن المنصف لا يضيق ذرعا مهما علا وسما إذا وجه إليه سؤال أو أكثر في سبيل بيان الحق ، فأخرج الطبراني في " مسند الشاميين " ( ص 298 ) بسند جيد عن الخولاني : أنه قدم العراق فجلس إلى رفقة فيها ابن مسعود ، فتذاكروا الإيمان ، فقلت : أنا مؤمن .
فقال ابن مسعود : أتشهد أنك في الجنة ؟
فقلت : لا أدري مما يحدث الليل والنهار .
فقال ابن مسعود : لو شهدت أني مؤمن لشهدت أني في الجنة . قال أبو مسلم : فقلت : يا ابن مسعود ! ألم تعلم أن الناس كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أصناف : مؤمن السريرة مؤمن العلانية ، كافر السريرة كافر العلانية ، مؤمن العلانية كافر السريرة ؟
قال : نعم .
قلت : فمن أيهم أنت ؟
قال : أنا مؤمن السريرة مؤمن العلانية .
قال أبو مسلم : قلت : وقد أنزل الله عز وجل : { هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن } ، فمن أي الصنفين أنت ؟
قال : أنا مؤمن .
قلت : صلى الله على معاذ .
قال : وما له ؟
قلت : كان يقول : " اتقوا زلة الحكيم " . وهذه منك زلة يا ابن مسعود !
فقال : أستغفر الله .
وأقول : رضي الله عن ابن مسعود ما أجمل إنصافه ، وأشد تواضعه ، لكن يبدو لي أنه لا خلاف بينهما في الحقيقة ، فابن مسعود نظر إلى المآل ، ولذلك وافقه عليه أبو مسلم ، وهذا نظر إلى الحال ، ولهذا وافقه ابن مسعود ، وأما استغفاره ، فالظاهر أنه نظر إلى استنكاره على أبي مسلم كان عاما فيما يبدو من ظاهر كلامه . والله أعلم " انتهى .
"هذا ، ولعل أصل الحديث موقوف ، فرفعه كثير(اى: ابن عبدالله ) عمدا أوخطأ ، فقد رأيت الشطر الأول منه من قول معاذ بن جبل رضي الله عنه ، في مناقشة هادئة رائعة بين ابن مسعود وأبي مسلم الخولاني التابعي الجليل ، لا بأس من ذكرها لما فيها من علم وخلق كريم ، ما أحوجنا إليه في مناظراتنا ومجادلاتنا ، وأن المنصف لا يضيق ذرعا مهما علا وسما إذا وجه إليه سؤال أو أكثر في سبيل بيان الحق ، فأخرج الطبراني في " مسند الشاميين " ( ص 298 ) بسند جيد عن الخولاني : أنه قدم العراق فجلس إلى رفقة فيها ابن مسعود ، فتذاكروا الإيمان ، فقلت : أنا مؤمن .
فقال ابن مسعود : أتشهد أنك في الجنة ؟
فقلت : لا أدري مما يحدث الليل والنهار .
فقال ابن مسعود : لو شهدت أني مؤمن لشهدت أني في الجنة . قال أبو مسلم : فقلت : يا ابن مسعود ! ألم تعلم أن الناس كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أصناف : مؤمن السريرة مؤمن العلانية ، كافر السريرة كافر العلانية ، مؤمن العلانية كافر السريرة ؟
قال : نعم .
قلت : فمن أيهم أنت ؟
قال : أنا مؤمن السريرة مؤمن العلانية .
قال أبو مسلم : قلت : وقد أنزل الله عز وجل : { هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن } ، فمن أي الصنفين أنت ؟
قال : أنا مؤمن .
قلت : صلى الله على معاذ .
قال : وما له ؟
قلت : كان يقول : " اتقوا زلة الحكيم " . وهذه منك زلة يا ابن مسعود !
فقال : أستغفر الله .
وأقول : رضي الله عن ابن مسعود ما أجمل إنصافه ، وأشد تواضعه ، لكن يبدو لي أنه لا خلاف بينهما في الحقيقة ، فابن مسعود نظر إلى المآل ، ولذلك وافقه عليه أبو مسلم ، وهذا نظر إلى الحال ، ولهذا وافقه ابن مسعود ، وأما استغفاره ، فالظاهر أنه نظر إلى استنكاره على أبي مسلم كان عاما فيما يبدو من ظاهر كلامه . والله أعلم " انتهى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق