الجمعة، 10 مايو 2013

من نفائس الفوائد:جمع روايات حديث جرير بن عبدالله البجلي-رضى الله عنه-في سياق واحد ، وبيان أنه:في الحث على إحياء السنن ،لا في الحض على إحداث البدع!

عن جرير بن عبد الله -رضي الله عنه -قال: (كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في صدر النهار، فجاءه أقوام حفاة عراة مجتابي النمار أو العباء، متقلدي السيوف، [ وليس عليهم أزر ولا شئ غيرها ] عامتهم من مضر، بل
كلهم من مضر
، فتمعر (وفي رواية: فتغير - ومعناهما واحد) وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى بهم من الفاقة، فدخل، ثم خرج، فأمر بلالا فأذن وصلى [ الظهر، ثم صعد منبرا صغيرا ]، ثم خطب [ فحمد الله وأثنى عليه ] فقال: [ أما بعد فإن الله أنزل في كتابه ]: {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، واتقوا الله الذي تساءلون به والارحام، إن الله كان عليكم رقيبا}، والاية التي في (الحشر): [ {ويا أيها الذين آمنوا ] اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله، إن الله خبير بما تعملون.
[ ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون.
لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة، أصحاب الجنة هم الفائزون
}.
تصدقوا قبل أن يحال بينكم وبين الصدقة ]، تصدق رجل من ديناره، من درهمه، من ثوبه، من صاع بره، [ من شعيره ]، من صاع تمره، حتى قال: [ ولا يحقرن أحدكم شيئا من الصدقة ]، ولو بشق تمرة " ، [ فأبطؤوا حتى بان في وجهه الغضبقال: فجاء رجل من الانصار بصرة [ من ورق (وفي رواية: من ذهب) ] كادت كفه تعجز عنها، بل قد عجزت [ فناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على منبره ] [ فقال: يا رسول الله هذه في سبيل الله ]، [ فقبضها رسول الله صلى الله عليه وسلم ]، [ قام أبو بكر فأعطى، ثم قام عمر فأعطى، ثم قام المهاجرون والانصار فأعطوا ]، ثم تتابع الناس [ في الصدقات ]، [ فمن ذي دينار، ومن ذي درهم، ومن ذي، ومن ذي ] حتى رأيت كومين من طعام وثياب، حتى رأيت وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم يتهلل كأنه مذهبة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من سن في الاسلام سنة حسنة فله أجرها، و [ مثل ] أجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شئ، ومن سن سنة في الاسلام سيئة كان عليه وزرها.
و [ مثل ] وزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شئ، [ ثم تلى هذه
الاية
: {ونكتب ما قدموا وآثارهم} ]،" [ قال: فقسمه بينهم ])
.


أخرجه مسلم (3 / 88، 89، 8 / 61، 62) والنسائي (1 / 355، 356) والدارمي (1 / 126، 127) والطحاوي.
في (المشكل) (1 / 93، 97) والبيهقي (4 / 175، 176) والطيالسي (670) وأحمد (4 / 357، 358، 359، 360، 361، 362) وابن أبي حاتم أيضا في (تفسيره)، كما في ابن كثير (3 / 565) والزيادة التي قبل الاخيرة له، وإسنادها صحيح، وللترمذي (3 / 377) وصححه ،وابن ماجه (1 / 90) الجملتان اللتان قبل الزيادة المشار إليها مع الزيادتين فيهما.
وأما الزيادة الاولى فهي للبيهقي، وما بعدها إلى الرابعة له ولمسلم، والخامسه حتى الثامنة للبيهقي، وعند الطيالسي الخامسة، والتاسعة للدارمي وأحمد، ولمسلم نحوها وكذا الطيالسي وأحمد أيضا، والعاشرة والثانية عشر والخامسة عشر والتاسعة عشر للبيهقي، والحادية عشر والسابعة عشر للطحاوي وأحمد، والرابعة عشر للطيالسي، والسادسة عشر والسابعة عشر لمسلم والترمذي وأحمد وغيرهم.
والرواية الثانية للنسائي والبيهقي: والثالثة للطحاوي وأحمد.

قال الإمام الألباني-رحمه الله-معلقاً عليه بعد ما ذكره في كتابه القيم(أحكام الجنائز)ص224-226 :
"(تنبيه): يستدل بعض أهل البدع بقوله صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث:"من سن سنة حسنة.." على تقسيمهم المزعوم للبدع، وأن منها الحسن ، ومنها السيئ!!
  وهو استدلال فاسدٌ على تقسيم باطل ؛كما يلحظه الناظر مناسبة ورودالحديث-حيث هم يكتمونها ولا يذكرونها-إذ الحديثُ في الحث على إحياء السنن ،لا في الحض على إحداث البدع.
  ووجه آخر في الرد: وهو أننا سلمنا-جدلاً-بأن "السنة" المذكورة في الحديث قصد بها"البدعة" ، فقد وصفت الأولى بالحسن ،والأخرى بالقبح! ومن المعلوم عند أهل السنة:  أن الحسن والقبح مردهما الى الكتاب والسنة ، خلافاً للمعتزلة ومن شايعهم ، حيث يقولون بالتحسين والتقبيح العقليين!
  فإذا وصف فعل شرعي ما ب"البدعة الحسنة" وجيء بالدليل التفصليي على ذلك من الكتاب أو السنة ، فلا خلاف حينئذ في شرعيتها ، ويكون وصفها ب"البدعة" من باب التسمية اللغوية لا غير ، كقوله عمر-رضي الله عنه-:"نعمت البدعة هذه" عند إحياء قيام رمضاب جماعةً بعد أن كان النبي صلى الله عليه وسلم قد سنها بفعله وقوله.
 وكذلك يقال في "السنة" السيئة إذا فسرت ب"البدعة" ، فإنما تكون سيئة إذا قام الدليل الشرعي على ذلك.
  وأنت ترى-ولله الحمد-سقوط استدلال المبتدعة بهذا الحديث على الوجهين المذكورين ، والله الموفق".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...