الخميس، 23 أكتوبر 2014

وحشة الذنوب هل وجدتها...راجع نفسك ؟!!! فعدم وجدانها من علامات الشقاوة !!!

قال الإمام ابن القيم-رحمه الله- عند كلامه على قول كعب بن مالك-رضى الله عنه-في حديثه الطويل : "حتى تنكرت لي الأرض، فما هي بالتي أعرِفُ" :
"هذا التنكرُ يجده الخائفُ والحزينُ والمهمومُ في الأرض،

 وفى الشجر، والنبات ،
حتى يجدَه فيمن لا يُعلم حاله من الناس،
 ويجده أيضًا المذنبُ العاصي بحسب جُرمه حتى في خُلُقِ زوجته وولده، وخادمه ودابته،
 ويَجِدُه في نفسه أيضًا؛
 فتتنكر له نفسُه حتى ما كأنَّه هو، ولا كأنَّ أهلَه وأصحابَه، ومَن يُشْفِقُ عليه بالَّذِينَ يعرِفُهم،
 وهذا سر من الله لا يخفى إلا على مَن هو ميتُ القلب، وعلى حسب حياة القلب، يكون إدراكُ هذا التنكر والوحشة.
 وما لجرح بميت إيلام.
ومن المعلوم، أن هذا التنكرَ والوحشة كانا لأهل النفاق أعظم، ولكن لموت قلوبهم لم يكونوا يشعرون به،
 وهكذا القلبُ إذا استحكم مرضُه، واشتد ألمُه بالذنوب والإجرام، لم يجد هذه الوحشة والتنكر، ولم يحس بها،
 وهذه علامةُ الشقاوة، وأنه قد أيسَ من عافية هذا المرض، وأعيا الأطباء شِفاؤه،
 والخوفُ والهمُّ مع الريبة،
 والأمنُ والسرورُ مع البراءةِ مِن الذنب.

فَمَا في الأرْضِ أَشْجَعُ مِنْ بَرِيءٍ **وَلا في الأرْضِ أخْوَفُ مِنْ مُرِيبِ
وهذا القدرُ قد ينتفع به المؤمنُ البَصيرُ إذا ابتُلِيَ به ثم راجع؛ فإنه ينتفع به نفعًا عظيمًا مِن وجوه عديدة تفوتُ الحصرَ،
 ولو لم يكن منها إلا استثمارُه من ذلك أعلام النبوة، وذوقُه نفس ما أخبر به الرسولُ؛
 فيصير تصديقه ضروريًا عنده، ويصيرُ ما ناله مِن الشر بمعاصيه، ومن الخير بطاعاته ، من أدلة صدق النبوة الذوقية التي لا تتطرقُ إليها الاحتمالات،
 وهذا كمن أخبرك أن في هذه الطريق من المعاطب والمخاوف كيتَ وكيتَ على التفصيل؛ فخالفته وسلكتها، فرأيتَ عَيْن ما أخبرَكَ به؛
 فإنك تَشْهَدُ صِدقَه في نفس خِلافك لهُ،
 وأما إذا سلكت طريقَ الأمن وحدها، ولم تجد من تلك المخاوف شيئًا؛ فإنه وإن شهد صدق المخبر بما ناله من الخير والظفر مفصلًا؛ فإن علمه بتلك يكون مجملًا"انتهى.
(زاد المعاد ..)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...