قال الإمام البخارى-رحمه الله-في"صحيحه":{كتاب الإيمان: باب حلاوة الإيمان}
ثم ساق بسنده الى أبي قلابة عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ -عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
" ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ :أَنْ يَكُونَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا ،
وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ ،
وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ".
قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله-: مقصود المصنف أن الحلاوة من ثمرات الإيمان .
قال الشيخ أبو محمد بن أبي جمرة : إنما عبر بالحلاوة لأن الله شبه الإيمان بالشجرة في قوله تعالى:{ مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة } ؛ فالكلمة هي كلمة الإخلاص ،
والشجرة أصل الإيمان ،
وأغصانها اتباع الأمر واجتناب النهي ،
وورقها ما يهتم به المؤمن من الخير ،
وثمرها عمل الطاعات ،
وحلاوة الثمر جني الثمرة ،
وغاية كماله تناهي نضج الثمرة وبه تظهر حلاوتها .
( فائدة ) : فيه إشارة إلى التحلي بالفضائل والتخلي عن الرذائل ، فالأول من الأول ، والأخير من الثاني .
وقال الشيخ محيي الدين : هذا حديث عظيم ، أصل من أصول الدين .
ومعنى حلاوة الإيمان: استلذاذ الطاعات ،وتحمل المشاق في الدين ، وإيثار ذلك على أعراض الدنيا ، ومحبة العبد لله تحصل بفعل طاعته وترك مخالفته ،
وكذلك الرسول . (فتح البارى)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق