الأحد، 2 نوفمبر 2014

من كرامة الله عزوجل لنبيه عليه الصلاة والسلام وإجابة دعوته...

فعن أنس ابن مالك - رضي الله عنه - قال: أصاب الناس سنَة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، فبينما النبي صلى الله عليه وسلم يخطب [على المنبر ] قائماً في يوم الجمعة، قام [وفي راوية: دخل ] أعرابي [من أهل البدو ] [من باب كان وجَاه المنبر] [نحو دار القضاء ورسول الله قائم، فاستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائماً ] فقال: يا رسول الله! هلك المال، وجاع [وفي رواية: هلك] العيال [ومن طريق أخرى: هلك الكُراع، وهلك الشاء](1) [وفي أخرى هلكت المواشي، وانقطعت السبل] فادعُ الله لنا [أن يَسْقِيَنا] [وفي أخرى: يُغيثنا] فرفع يديه يدعو [حتى رأيت بياض إبطه]: [اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا]، [ورفع الناس أيديهم معه يدعون،] [ولم يذكر أنه حوَّل رداءه، ولا استقبل القبلة ] و [لا والله] ما نرى في السماء [من سحاب ولا] قزعة(2) [ولا شيئاً، وما بيننا وبين سَلْع(3) من بيت ولا دار] [وفي رواية: قال أنس: وإن السماء لمثل الزجاجة] [قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس، فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت] فوالذي نفسه بيده ما وضعها حتى ثار السحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل عن منبره حتى رأيت المطرَ يتحادر على لحيته صلى الله عليه وسلم [وفي رواية: فهاجت ريح أنشأت سحاباً، ثم اجتمع، ثم أرسلت السماءُ عزاليها(4) [ونزل عن المنبر فصلى ] [فخرجنا نخوض الماس حتى أتينا منازلنا] [وفي رواية: حتى ما كاد الرجل يصل إلى منزله ] فمطرنا يومنا ذلك، ومن الغد وبعد الغد، والذي يليه حتى الجمعة الأخرى [ما تقلع](5) [حتى سالت مثاعب المدينة](6) [وفي رواية: فلا والله ما رأينا الشمس ستاً].
وقام ذلك الأعرابي أو غيره [وفي رواية: ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم قائم يخطب، فاستقبله قائماً] فقال: يا رسول الله تهدم البناء [وفي رواية: تهدمت البيوت، وتقطعت السبل، وهلكت المواشي] [وفي طريق: بشَق المسافر(7)، ومُنع الطريق وغرق المال، فادع الله [يحبُسه] لنا [فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم ] فرفع يده، فقال: "اللهم حوالينا ولا علينا، [اللهم على رؤوس الجبال والإكام [والظراب](8) وبطون الأودية ومنابت الشجر] فما [جعل] يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت مثل الجوْبَة(9)،
[وفي رواية: فنظرت إلى السحاب تصدع حول المدينة [يميناً وشمالاً] كأنه إكليل] [وفي أخرى: فانْجابَتْ ](10) عن المدينة انجياب الثوب] [يمطر ما حولينا ولا يمطر فيها شيء [وفي طريق:قطرة] [وخرجنا نمشي في الشمس] يريهم الله كرامة نبيه صلى الله عليه وسلم وإجابة دعوته]، وسال الوادي [وادي] قناة شهراً، ولم يجىء أحد من ناحية إلا حدث بالجود(11)".

 1-الكراع: الخيل, الشاء: جمع شاة وهي الغنم.
2- قطعة من السحاب الصغار المتفرق.
3- جبل في المدينة.
4- عزاليها: جمع عزلاء وهو فم المزادة الأسفل, وفيه تشبيه غزارة المطر وشدته بالماء الخارج من أفواه القرب المصبوبة.
5- ماتقع: أي ماتنقطع.
6- أي مجاري المياه.
7- أي قطع به السير.
8-الإكام: جمع أكمة وهو التراب المتجمع, و"الظراب" جمع "ظرب" وهو الجبل المنبسط ليس بالعالي.
9-هي الحفرة المستديرة الواسعة.
10-أي انكشفت.
11-رواه البخاري، وقد أوردته هكذا في مختصرى له "1/224- 226 رقم 497" جامعاً بين طرقه ورواياته المختلفة الواردة في مواضع شتى,،وهذا المختصر فيه فوائد جمة وتعليقات نفسية، لا يستغني عنها طالب علم أو راغب فقه.

من رسالة(التوسل أنواعه وأحكامه)للإمام الألباني-رحمه الله-

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...