الأربعاء، 8 مارس 2017

درر من روائع التفسير: أشق ثلاثة مواطن على الإنسان !!!

قال الحافظ ابن كثير-رحمه الله- عند كلامه عن قصة يحيى بن زكريا –عليهما السلام –عند قوله تعالى : {وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا}:

" هذه الأوقات الثلاثة أشد ما تكون على الإنسان ؛ فإنه ينتقل في كل منها من عالم إلى عالم آخر ؛
فيفقد الأول بعد ما كان ألفه وعرفه ويصير إلى الآخر ،
 ولا يدري ما بين يديه ، ولهذا يستهل صارخاً إذا خرج من بين الأحشاء وفارق لينها وضمها،
  وينتقل إلى هذه الدار ليكابد همومها وغمها، 
وكذلك إذا فارق هذه الدار وانتقل إلى عالم البرزخ بينها وبين دار القرار ، وصار بعد الدور والقصور إلى عرصة الأموات سكان القبور ، وانتظر هناك النفخة في الصور ليوم البعث والنشور ؛ 
فمن مسرور ومحبور ،
ومن محزون ومثبور ،
وما بين جبير وكسير ،
وفريق في الجنة وفريق في السعير
.

ولقد أحسن بعض الشعراء:
حيث يقول:

 ولدتك أمك باكياً مستصرخاً           *   والناس حولك يضحكون سروراً
فاحرص لنفسك أن تكون إذا بكوا      * في يوم موتك ضاحكاً مسروراً                             
ولما كانت هذه المواطن الثلاثة أشق ما تكون على ابن آدم ، سلم الله على يحيى في كل موطن منها ؛ فقال:

 {وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا}"..

(البداية والنهاية)2/60

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

 #إحذر الظلم ! وتحلل ممن ظلمته اليوم ! فالأمر شديد ! أخرج الإمام أحمد في( مسنده)رقم ١٤٣٤ : بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ...